لم تفاجأنا صحيفة حزب الله بسلسلة مقالاتها التي هاجمت فيها الأشرفية و سكانها المسيحيين متهمة إياهم بإنشاء الميليشيات و العودة الى الأمن الذاتي .
ربما هي رسائل اعتاد اللبنانيون عليها موجهة من خلال إعلامهم الى البعض مفادها أن لبنان بقبضة حزب الله و بمباركة دولية غير معلنة لذا عليكم عدم المخاطرة بالعودة الى أساليب الماضي و ربما هي تحضير لشيء ما ضد تلك المناطق لا ندري فالأيام وحدها كفيلة ببلورة أهداف هذه الحملة المسعورة و أبعادها و لكن لدينا جملة أسئلة و استفسارات نضعها برسم الرأي العام اللبناني .
بداية إن القاصي و الداني يدرك أن المناطق المسيحية هي أكثر المناطق ولاء للدولة و التزاماً بالقوانين و التي تبدأ بدفع الضرائب بصورة منتظمة ذلك العبئ الذي يتحمله المسيحيون عنهم و عن الآخرين في لبنان و لا تنتهي بتسليم كل ما يتعلق بأمنها الى المؤسسات الأمنية الشرعية خاصة الجيش اللبناني .
مَن من اللبنانيين لا يعرف تعلق المسيحيين الكبير بالجيش و لجوئهم الدائم اليه في كل ما يخص أمن مناطقهم ؟؟ هم الذين سلموا سلاحهم بالفعل و ليس صوريا كما فعل الآخرون مع نهاية الحرب و طُعنوا بعدها في ظهورهم من قبل من يفترض أن يكونوا شركاء لهم في الوطن .
لنفهم أكثر علينا أن نتعرف على العقل المسيحي في لبنان و سبب تعلقه بالدولة و التزامه بها و بمؤسساتها الأمنية منها خاصة .
إن مسيحيي لبنان يعتبرون أنفسهم و عن حق أم الصبي فهم من أسسوا لبنان و هم و بشكل أساسي من انشأوا تلك المؤسسات لذا يلجأون الى حمايتها طبيعيا على اعتبار أن إنشائهم لها أصلا كان بهدف حمايتهم و حماية لبنانهم من أي اعتداءات خارجية كانت أم داخلية هذا إضافة الى تعلقهم العاطفي التقليدي بالجيش اللبناني و كل ما يمت له بصلة فماذا يجري في الأشرفية و لما تلك الحملة ؟
منذ أن أعلن النائب نديم الجميل عن مبادرة عيون الأشرفية و نرى الحملات من كل حدب و صوب على هذه المبادرة و تلك المنطقة دون سبب مقنع فالمبادرة و كما أوضح النائب الجميل اتت بالتنسيق مع القوى الأمنية و هي وُجدت أصلاً لسببين :
الأول ازدياد السرقات و حالات الفوضى في المنطقة نتيجة الأزمة التي يعاني منها لبنان لذا كان لا بد من المبادرة الى القيام بشيء ما لمساعدة القوى الأمنية في الحفاظ على أمان و استقرار المنطقة و أهلها و الخطوة التي أطلقت لا تتعدى كونها عين من عيون الأمن اللبناني التي ترشده الى أماكن الخلل و لا تحلّ محله بأي شكل من الأشكال من هنا اتهام البعض لها على أنها ميليشيات هو باطل فجميعنا سمعنا النائب الجميل يقول في مقابلاته أن هؤلاء الشبان لا يملكون أسلحة و يسلمون أي خارج عن القانون مباشرة للدولة لتتخذ الإجراءات المناسبة بحقه .
الهدف الثاني من هذه المبادرة كان إيجاد الفرص للكثير من شبان المنطقة العاطلين عن العمل نتيجة الأزمة و محاولة تثبيتهم في منطقتهم فهم من جهة يساهمون بحماية استقرارها و استقرار أهلهم و من جهة ثانية يعملون لتأمين قوتهم و قوت ذويهم .
لن ندخل في خلفيات من يتهمون هؤلاء بإنشاء ميليشيات و هم الذين يملكون واحدة من أكبر الميليشيات المسلحة ليس فقط في لبنان و انما على صعيد المنطقة كلها و لن ندخل في المشاكل النفسية للبعض منهم و عقدهم و دونيتهم التي تدفعهم دائما للتكلم بحقد أعمى عن المسيحيبن و لكن عليهم أن يدركوا جيداً أن المجتمع المسيحي دائما ما وقف الى جانب الدولة و ساندها و كل فِعل يقوم به يأتي من هذا المنطلق … مسيحيي لبنان و ببساطة يعتبرون أن لا داعي للتسلح اليوم فالجيش قوي و موجود و لديه قيادة حكيمة و متماسكة و بالتالي بإمكانه حمايتهم و حماية مناطقهم من أي اعتداء .
لبعض الصحافة نقول المسيحيون ليسوا هواة موت بل طلاب حياة و هم يتضرعون الى الله ليلا و نهارا كي تبقى الدولة قوية خاصة بمؤسساتها الأمنية ليتنعموا بعيش هادئ دون عنف و حروب .. هم لا يشبهون بشيء الميليشيات و طلاب الموت و العنف و الأيديولوجيات المتزمتة الخارجة عن المنطق و مسار التاريخ لذا لا يريدون الحرب و الفوضى و لن يسعوا الى ذلك طبعا و هم يعملون بكل قوتهم لإبقاء الدولة قوية و قادرة أمنيا و هي ما زالت كذلك الحمد لله .
مجتمعنا لا يشبهكم بشيء … نحن مع الدولة و انتم ضدها … نحن مع الجيش و انتم مع الميليشيا … نحن مع الأمن و الأمان و السلام و العيش الرغيد و انتم مع كل انواع الحروب و العنف و الدمار و الخراب لذا كفوا عن افتراءاتكم و لا تخرجوا ما فيكم و تلصقوه بالآخرين .
لا ميليشيات في المناطق المسيحية انما جيش و قوى أمنية شرعية سلمنا أمرنا لها منذ انتهاء الحرب و سنبقى الى جانبها و ندعمها حتى تستطيع بسط نفوذها على كل المناطق الأخرى الخارجة عن القانون و عاجلاً أم آجلاً سيحصل ذلك .
الجميع يعرف حساباتكم مع عائلة الصحناوي تلك العائلة التي حاولت منعكم من تشويه تاريخنا و تضحياتنا و التي دعمت و ما زالت صمود أهلنا في ارضهم بكل إمكاناتها و هي ليست بحاجة أصلا لأحد للدفاع عنها فالقافلة تسير و البقية تعرفونها .
نحن مع الجيش أمس و اليوم و غداً و الى الأبد و مناطقنا بعهدته و نحن على ثقة بأنه لن يخذلنا و كل مسيحي في لبنان على أتم الاستعداد لمساعدة جيشه ان احتاج له أو طلب منه ذلك أما الميليشيات فلها اربابها و هي تشبه ثقافتهم و تاريخهم و كلنا يعرف من هي و أين هي فاتقوا الله و حاولوا التخلص من عقدكم قبل أن تتأزم أحوالكم أكثر و لا تعود طبابة تنفع أو علاج يشفي .