لفتى الكتائب الثائر لبيار الجرح النازف الذي لم و لن يندمل ماذا نقول ؟
لبيار الغاضب على حق أضاعه بعض المتلونين في غفلة من الزمن … لبيار المنتفض على سرقة حزب و تاريخ و عرق و دم و نضال … لبيار المحارب من أجل قضية استشهد في سبيلها الآلاف من أهل و أحباء ماذا نقول؟
هل نقول لك كم راهن كثر منا على ذلك الشاب المندفع الممتلئ بالحياة و الحركة و كم من خطط و أحلام رسموها للمستقبل كنت أنت محورها ؟
هل تدرك أنك ذكرتنا جميعاً بضجيج البشير و ثورته و تصميمه و عشقه لأرض الارز و مجتمع القديسين و الأبطال ؟
ككل الاستثنائيين بسرعة البرق ظهر بيار الجميل و رحل بسرعة أكبر … قتلوه لأنهم رأوا فيه مشروعاً بنفس بشيري يتجدد في لحظة مصيرية لا يحتملون فيها ظهور بشير آخر .
قتلوه لأنه حوّل نفسه الى رهان للمستقبل … قتلوه لأنه أعطى بعض أمل لفئة كاد يدمرها اليأس … قتلوه لأنه شكل خياراً و محطة لأناس متعبين ضائعين في مجتمع حاولوا دفنه حياً و لم ينجحوا…
قتلوه لأنه أدرك أهمية اتحادنا و فهم أن قوتنا بهذا الاتحاد فقط … قتلوه لأنه عرف أن يتعامل بوعي كبير مع المتناقضات و الصراعات داخل المجتمع فتحول من شاب ناشئ ورث الزعامة الى أمل و رهان يكبر يوماً بعد يوم لكثر من اليائسين و المستسلمين .
أوجعونا كثيراً بقتلك … فضربتهم كانت في القلب … كانت في لحظة نادرة من لحظات نهوض المجتمع و صحوته …
ربما لو بقي بيار لم نكن لنرى تلك الحالات الجنونية التي تصاعدت حتى أوصلتنا الى الانهيار الشامل و الكامل .. ربما لو بقي بيار لكان ساهم بصدقه و عفويته و قربه من الناس بمواجهة تلك الحالة الغوغائية و صدها قبل أن تستفحل و تدمر كل شيء .
الأكيد ان من قتلوا بيار الجميل عرفوا لماذا قتلوه و الأكيد أنهم رأوا فيه مستقبلاً لجيل و مجتمع لا يريدون له النهوض … هم عرفوا أنه واحد من المميزين في آل الجميل الذين شكلوا دائماً خطراً على مشاريعهم القذرة في لبنان فتخلصوا منه بإجرام و حقارة لا يمكن وصفها .
من منا لا يدرك كيف ضاع الجهد و التعب بعد رحيله؟؟ من منا لم يعرف كيف تفرق رفاق و تشتتوا بعد استشهاده ؟؟
اغتالوك لأنهم يدركون أن الكتائب و متى استعادت مكانتها ستشكل حجر عثرة كبير في وجه ابتلاع لبنان كما كانت في كل تاريخها … اغتالوك لأنك من طينة القادة التي لا تدجن و لا تساوم على قضية و دماء شهداء … اغتالوك ليمنعوا الكتائب من النهوض … عسى الا يكونوا نجحوا .