لأنه رفض اقتحام المناطق الحرة و ضرب مجتمعه بالقوة قتلوه …
هو رينيه معوض .. الرئيس الآدمي … المثقف صاحب الأخلاق الرفيعة .. الشخص الذي وصل الى سدة الرئاسة في زمن ليس لأمثاله .
هو الشهابي صاحب القيم و المبادئ المؤمن بالدولة و بسبادتها وحدها على أرضها .
هو ابن عائلة معوض … عائلة المتعلمين و المثقفين و النبلاء … تلك العائلة صاحبة التاريخ الطويل من العمل النظيف في الشأن العام داخل منطقتها و الذي توسع مع الايام ليشمل مناطق أخرى .
اتى به الطائف رئيساً للبنان في زمن المتغيرات الكبرى التي لم يفهمها أحد بعمق وقتها … فأخطأنا بتصديقنا أن النوايا صافية و ارادة الخلاص من الحرب و العنف و الدمار سليمة عند الجميع .
ذلك الاتفاق الذي سقط بسقوط رينيه معوض .. فما طبق بعد استشهاده كان شيئاً آخر لا يشبه الطائف و لا يقيم وزنا لتعهدات و تواقيع اتضح لاحقا انها كانت حبراً على ورق .
ارادوا بإنهاء رينيه معوض أن يكرسوا هزيمة المسيحيبن في لبنان بعد انتحارهم الجماعي في الحرب … ارادوا أن يكرسوا سياسة الغالب و المغلوب و سياسة الصيف و الشتاء تحت سقف واحد كما عاد و حصل زمن الإحتلال الأسود .
تفاجأوا برفضه اقتحام المناطق الحرة عسكريا ً … ربما تناسوا للحظة أن رينيه معوض هو قبل كل شيء ابن زغرتا المارونية صاحبة التاريخ الطويل في المقاومة و الدفاع عن الكنيسة و القيم و الوجود الحر لمجتمعنا في هذه الارض .
لم يتوقعوا أن يتجرأ أحد على مواجهتهم و رفض إملاءاتهم و أوامرهم و السير بمخططاتهم الرامية الى تحويل لبنان لكيان تابع لهم و خزان مال يعتاشون من سرقة خيراته و جنى أعمار ابنائه .
رينيه معوض … انت واحد من شهداء المقاومة اللبنانية … لأنك رفضت تدنيس قبور شهدائها و حاولت منع المحتل من ابتلاع المناطق التي دفعوا حياتهم ثمناً للحفاظ على أمنها و حريتها .
انت واحد من شهداء المقاومة اللبنانية لأنك حاولت حماية أهلك من الغدر في زمن السقوط الكبير … انت واحد من شهداء المقاومة اللبنانية لأنك فهمت قبل الجميع معنى سقوط المناطق الحرة و الثمن الكبير لذلك السقوط و الذي ما زلنا نعاني منه حتى اليوم .
قتلوك لأنك حاولت منعهم من التشفي بأهلك و ناسك و تحقيق أحلامهم المريضة بإذلال مجتمع الأبطال و القديسين …
رينيه معوض …يا شهيد الطيبة و النوايا الصافية في زمن الخيانة و الغدر … لروحك السلام و لتضحيتك الكبرى كل العرفان التقدير من أجيال المقاومين الذين لم لن يزولوا في هذه الارض .