كما لبنان كذلك نواب التغيير - انقسموا الى محورين .. سيادي و ممانع
كما لبنان كذلك نواب التغيير - انقسموا الى محورين .. سيادي و ممانع  Posted on Sunday, April 10, 2022

كتب المقال : شربل نوح
charbelnouh@mail.sadalarz.com
Thursday, April 21, 2022
ككل شيء مصطنع و غير حقيقي انتهى التكتل الاصطناعي الذي سماه البعض تكتل التغيير الى انقسام عامودي يشبه انقسام المجتمع اللبناني بين الخيار السيادي و خيارات المحاور  و الأيديولوجيات البائدة و الظلام القمع .

إن نظرنا الى خلفيات بعض نواب التكتلين الذين يقال أنهما سينشآن من كتلة ال ١٣ لظهر لنا جلياً و بوضوح هذا الإنقسام .

كما يتسرب في الإعلام سينقسم هذا التكتل أقله الى اثنين الأول يضم مجموعة نواب و الثاني مجموعة أخرى و ربما سيبقى البعض خارج التكتلين فعلى أي أساس سيكون هذا الانقسام ؟

ببساطة و من دون مقدمات كل النواب الذين أتوا من خلفيات يسارية أو عونية أي بمعنى آخر من محور الثامن من آذار سيكونون في تكتل واحد كالنائبة سينتيا زرازير المدعومة من القيادي العوني السابق في بيروت زياد عبس و كحليمة قعقور المعروفة بخلفياتها الفكرية اليسارية و القريبة بالكثير من التوجهات السياسية من محور الممانعة و بعض النواب الآخرين الذين يتشاركون معهما نفس الخلفيات .

المحور الآخر داخل نواب ال ١٣ و الذي ربما سينتج عنه كتلة جديدة  يتكون أساسا من مجموعتين من الأشخاص :

إما الآتون من خلفيات سيادية واضحة و كانوا ناشطين في ثورة الارز و مؤيدين لقوى الرابع عشر من آذار أو مستقلون لديهم نفس القناعات السيادية إنما لم ينضووا تحت لواء أي مجموعة من المجموعات السياسية اللبنانية .

بالأساس حاول البعض تجميع هؤلاء النواب الذين افرزتهم انتفاضة ١٧ تشرين في تكتل واحد و حاولوا طمس العناوين السياسية العريضة المختلفين عليها كما كانت الحال في مرحلة الانتفاضة حيث أن مطالب ثوار الذوق و انطلياس اختلفت و خاصة بالعناوين السياسية عن مطالب منتفضي الرينغ و النبطية و غيرها .

انقسام تكتل التغييريين يثبت مرة أخرى أن القفز فوق العناوين السياسية الأساسية و محاولة حصر الرؤية بمطالب اجتماعية محدودة هو سراب ووهم و بالتالي لا يمكن جمع متناقضات في السياسة و الفكر و الأيديولوجيا و اختراع بعض الخطوط العريضة العامة و السطحية للقول أن هناك قوة سياسية جديدة نشأت ناتجة عن ثورة ما حصلت .

لا ١٧ تشرين لم تكن ثورة بمفهوم الثورات المتعارف عليه و هي أصلاً لم تتخطى في أي لحظة مرحلة الانتفاضة العشوائية على وضع معيشي متأزم و فساد مستشري في لبنان و عندما ناقشت القضايا الكبرى انفخت الدف و تفرق العشاق و هذا ما حصل اليوم تحديداً ضمن مجموعة ال ١٣ .

اثبت التاريخ و كل الأحداث و الوقائع في لبنان و خارجه بانه لا يمكن القفز فوق طبيعة المجتمعات الحقيقية و محاولة فرض أفكار عليها لا تشبهها أو تشبه تركيبتها …

هذا ما رأيناه في الاتحاد السوفييتي السابق و هذا ما حصل في يوغوسلافيا و في أماكن أخرى كثيرة من العالم و هدا ما نرفض تصديقه نحن في لبنان و ما زلنا نمارس نفس لعبة النفاق و التكاذب منذ نشوء الكيان حتى اليوم و هي لعبة الترقيع و تمسيح الجوخ و الكذب على انفسنا قبل الآخرين ما أوصلنا الى ما وصلنا اليه من سوء حال ووضع مزري .

لم تكن ١٧ تشرين و ما نتج عنها يوما سوى حلقة من مسلسل التكاذب اللبناني و القفز السطحي فوق مشاكلنا الحقيقية العميقة لا بل تعدت ذلك الى محاولة طمس تلك الإختلافات و التعامل معها كأنها غير موجودة ما أدى الى فشلها و فشل كل ما نتج عنها من نواب عاجزين مكبلين غير قادرين على المبادرة و اتخاذ القرار نتيجة خلافاتهم الجذرية حول الأساسيات بين بعضهم .

الثورات تقوم أصلاً  لتوصل مجتماعتها و بلدانها الى أماكن أفضل كما فعلت ثورة  الارز مثلاً و لو لفترة محدودة لأنها توحدت في لحظة معينة حول مشروع و قضية حتى لو عادت و اختلفت لاحقاً .

ما حصل مع ١٧ تشرين أنهم تجمعوا حول كل ما هو مخالف للمنطق و التاريخ … لا مشروع لا قضية لا نهج لا قيادة لا استراتيجية واضحة و لا أهداف واقعية محددة … هذا الضياع انتج نواب على صورته فتجمعوا صورياً كما تجمعت ١٧ تشرين أما حقيقة واقعنا المعبوش في لبنان فظلت بعيدة عنهم و ظلوا بعيدين عنها ففشلوا و انتهوا الى تشرذم أكبر .

المشكلة الحقيقية أن تلك الانتفاضة بدل أن تؤدي الى تحسن أوضاع اللبنانيين المتعبين ساهمت في تعميق ازماتهم و تسريع انهيارهم نتيجة تسليم قرارها لغوغائيين متسلقين باحثين عن دور لم يجدوه في الأماكن التي أتوا منها فساهموا عن قصد أو عن غير قصد في ما وصلنا اليه جميعاً في لبنان .

و كما فشلت انتفاضة المتناقضات و  الضوضاء الكثيرة و الفعل القليل هكذا فشل نوابها و تحولوا الى سياسيين استعراضيين على شاشات التلفزة لا عمل لهم سوى تبرير أفعالهم أمام الناس بالمزايدة على الآخرين ووضعهم دائما في قفص الأتهام فتحولوا رويداً رويداً الى قوة سياسية متحجرة لا تستطيع مواكبة الزمن و الأحداث و ها هم اليوم بافتراقهم الطبيعي يخرجون نهائياً من القرار و القدرة على التأثير في الأحداث .

Copyright © 2022 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top