مصادر أمنية تكشف لـ”اندبندنت عربية” أن الأنفاق التي دخلها الجيش اللبناني ليست منشأة “عماد 4” بل هي شبكة أنفاق تضم أسلحة وصواريخ متوسطة المدى، كما تعد منشأة لتصنيع الصواريخ، وتقع على بعد كيلومترات من الحدود مع إسرائيل
انشغل اللبنانيون في الساعات الماضية بتداول فيديوهات تظهر دخول عناصر من الجيش اللبناني أنفاقاً عسكرية في الجنوب وتحديداً جنوب نهر الليطاني، وقد تداولت وسائل إعلام محلية معلومات عن أن هذه الأنفاق هي منشأة “عماد 4” التابعة لـ”حزب الله”، التي تضم مجموعة صواريخ بعيدة المدى وأسلحة ثقيلة.
ويظهر في الفيديوهات المنتشرة جنود لبنانيون بزيهم العسكري وهم يتجولون ويتفقدون الأنفاق، التي تضم مركبات ومعدات تصنيع من دون أن تظهر أية أسلحة أو صواريخ بصورة واضحة.
وفي السياق تكشف مصادر أمنية معلومات خاصة لـ”اندبندنت عربية”، وفيها أن هذه الأنفاق ليست منشأة “عماد 4” بل هي شبكة أنفاق تابعة للحزب تقع بين بلدتي جويا وعيتيت أي المنطقة التي تعرف بوادي جيلو في قضاء صور، وهي تبعد كيلومترات عن الحدود مع إسرائيل وليست ملاصقة تماماً لها. وتؤكد أن الأسلحة التي كانت موجودة في هذا الأنفاق هي صواريخ متوسطة وقريبة المدى، كما أن ما اكتُشف داخلها يؤكد أنها كانت منشأة لتصنيع وتخزين الصواريخ، وتختلف تماماً عن تلك الموجودة في “عماد 4” التي تضم الصواريخ البعيدة المدى، كما أن الجيش اكتشفها قبل أسبوع من دون أي تنسيق مع الحزب، الذي كان خرج منها قبل أيام قليلة من انتهاء الحرب بعدما تعرضت للاستهداف، أي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
الصواريخ: أخرجت أو استعملت؟
تستبعد المصادر الأمنية أن يكون الحزب أخرج من هذه الأنفاق الصواريخ التي كانت موجودة داخلها، كما أوردت وسائل إعلام، باعتبار أن إخراجها كان سيعرضها للقصف المباشر من قبل إسرائيل، خصوصاً أن المنطقة التي يقع فيها هي في القطاع الغربي وتحت أعين المسيرات الإسرائيلية، وترجح فرضية أن يكون الحزب استعملها في الأسابيع الأخيرة للحرب.
حتى الساعة لم يصدر أي بيان رسمي من الجيش أو “حزب الله”، يؤكدان العملية.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي على تفكيك كل البنى التحتية والمواقع العسكرية التابعة للحزب بدءاً من منطقة جنوب الليطاني، فيما يتسلم الجيش اللبناني أمن الجنوب وينتشر فيه مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي دخلتها.
ويأتي هذا التطور تزامناً مع مواصلة الجيش اللبناني انتشاره في القطاع الشرقي والأوسط جنوب البلاد، ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف النار، الذي مدد إلى الـ18 من فبراير (شباط) المقبل.
قبل أيام نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريراً كشفت فيه ما قالت إنها معلومات حصرية عن تعاون رئيس الاستخبارات العسكرية في جنوب لبنان الضابط سهيل بهيج حرب مع “حزب الله” ونقله معلومات سرية وحساسة للحزب كتحذير مسبق من الغارات أو الدوريات، مما سمح لقيادات الحزب بإزالة الأسلحة.
مكان منشأة “عماد 4”
وعن مكان وجود منشأة “عماد 4″، ترجح المصادر الأمنية نفسها لـ”اندبندنت عربية” أن تكون موجودة في الداخل اللبناني وتحديداً في سلسلة جبال لبنان الشرقية، باعتبار أن الصواريخ التي تضمها لا يمكن أن تطلق من مكان قريب على الحدود الجنوبية.
في أغسطس (آب) 2024، عرض “حزب الله” مقطع فيديو بعنوان “جبالنا خزائننا” نشره الإعلام الحربي، نموذجاً من شبكة أنفاق يضم، وفق الصور، منصات إطلاق صواريخ وأسلحة ثقيلة.
وبعد أشهر، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اكتشفت فصائل المعارضة السورية نفقاً سرياً ضخماً قرب مدينة القطيفة في جبال القلمون بريف دمشق بين لبنان وسوريا، فيما قيل حينها إن هذا النفق هو “عماد 4” من دون تأكيد هذه المعلومات.