وتستبعد مصادر نيابية إمكانية فوز مرشح رئاسي لا يرضى عنه «حزب الله»، في هذه المرحلة اللبنانية والإقليمية على الأقل، ما يعني ان الحل لن يكون إلا من خلال مرشح رئاسي ثالث، يستطيع الحصول على قبول الطرفين، الممانع والمعارض في آن معا.
وتتخوف المصادر من مستجدات أمنية، قبل يوم الأربعاء، ما حدا بعدد من النواب الى مضاعفة الحيطة والحذر في تنقلاتهم، فيما تحدث موقع «ليبانون ديبايت» عن دخول المال الانتخابي على خط المعركة، بالتوازي مع ارتفاع اللهجة التحذيرية من «حزب الله».
نائب الضنية أحمد الخير، وهو أحد المترددين في الاقتراع لأزعور، أشار في مداخلة تلفزيونية، إلى انه يسعى لمرشح «توافقي» وقد «بلعنا» اتفاق «حزب القوات اللبنانية» مع «التيار الوطني الحر» في الماضي، ولا نريد تكرار التجربة «القواتية – التيارية مع جبران باسيل، وثمة من يعتبر ازعور مرشح صندوق النقد الدولي، وبالتالي بوسعه ان يسرع في تعويم الحالة الاقتصادية».
وعلى خط المشاورات الجارية أوفد البطريرك بشارة بطرس الراعي الى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في كليمنصو، رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبدالساتر وراعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار، وتم الاجتماع بحضور رئيس كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط، وتناول البحث ما خلصت إليه زيارة الراعي إلى فرنسا والأجواء المحيطة بالاستحقاق الرئاسي.
وعلمت «الأنباء» ان جنبلاط أعاد تأكيد موقف «اللقاء الديموقراطي»، باتجاه أزعور، الذي «كان من ضمن الأسماء الأولى التي طرحناها والمستعجل إتمام الاستحقاق الرئاسي، في ظل الضغوطات والأزمات التي تلاحق الوطن على مختلف الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية وغيرها».
المطرانان انتقلا من دارة جنبلاط الى عين التينة، حيث مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبعد اللقاء قال المطران العمار إن «اللقاء كان جيدا، أما الموقف فيصدر عن بري».
وقبل لقاء المطرانين نقل زوار الرئيس بري عنه قوله إن «الجلسة الانتخابية قائمة، لكن كل الاحتمالات مفتوحة حيالها، وإذ أبدى استغرابه لموقف «اللقاء الديموقراطي» بمنح أصواته لأزعور، بعدما وصلته أجواء يوم الاثنين، بأنه سيصوت بالورقة البيضاء، استبعد بري أن يحوز أحد من المرشحين، أزعور وفرنجية، على الثلثين او على 65 صوتا في الجلسة الأولى، مشيرا إلى ان حسابات الجلسة الأولى ستكون مختلفة عن الثانية، لافتا إلى ان الجميع يعلم بأن التسوية لم تنضج بعد.
وقال بري إن الموقف الفرنسي لايزال داعما للتسوية التي تحمل فرنجية الى قصر بعبدا، واصفا التغييرات التي حصلت في فرنسا، على صعيد تكليف وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان، بأنها إدارية ولا علاقة لها بالموقف في لبنان.
لكن موقع «أساس» يرى ان ورقة قائد الجيش العماد جوزاف عون، ما تزال حاضرة بقوة، متوقعا كلمة هامة لفرنجية في ذكرى مجزرة اهدن، الأحد المقبل، قد تكون لها تداعياتها المباشرة على جلسة الأربعاء الانتخابية، خصوصا ان فرنجية لم يعلن ترشحه للرئاسة رسميا.
لكل هذا يبدو «الأفق مسدودا»، بحسب الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لـ«حزب الله»، لكنه تمسك بترشيح فرنجية خلال حفل تأبيني، في بيروت «لأنه رجل وطني منفتح على الجميع وهو مؤمن بالمقاومة وحق المقاومة، وقد بنى علاقات واسعة مع الدول العربية دون استثناء، وله حظوة خاصة بالعلاقات مع سورية تساعده في حل أزمة النازحين، والحدود البحرية».
وعن آخر «النقاط» تقول صحيفة «البناء»، الناطقة باسم «الحزب السوري القومي الاجتماعي (ممانعة)، ان المرشح ازعور سيحصل على ما بين 60 و66 صوتا، في حال انعقدت الجلسة الانتخابية، مقابل 45 صوتا لفرنجية.
لكن إذاعة «صوت لبنان» الكتائبية أحصت 58 صوتا لأزعور، الآن مقابل 44 لفرنجية، والعين الآن، على 26 صوتا يعتبرون في عداد المترددين، ومن بينهم النواب السنة والتغييريون.