صدى الارز

كل الأخبار
sadalarz-logo jpeg

زوروا موقع الفيديو الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
sada el arz logo

زوروا موقع البث المباشر الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

أرشيف الموقع
كل الفرق

150 عاماً على المكتبة الشرقية بالجامعة اليسوعية في بيروت

في مطالعة تاريخية قدَّمها البروفسور سليم دكاش، تحدَّث فيها عن تاريخ المكتبة الشرقية بالجامعة اليسوعية في بيروت، منذ التأسيس، وصولاً إلى أيامنا هذه. ونظراً لأهمية الموضوع، نستعرض هنا أبرز ما جاء في المحاضرة التي تقدَّم بها خلال الندوة التي نظَّمها مدير المركز الفرنسي للدراسات والأبحاث في الجزيرة العربية د. مكرم عباس، بالتعاون والتنسيق مع دار الآثار الإسلامية في الكويت. وتناول دكاش واقع المكتبة ومحتوياتها، ولمحة تاريخية، والمراحل الثلاث التي هدَّدت وجودها، وتأثيرها على الدراسات الاستشراقية.

اسم المكتبة الشرقية في بيروت مُستوحى من عنوان كتاب صدر عام 1697 حول الحضارة الإسلامية للمؤلف الموسوعي دي بيلو.

ووفق رسالة محفوظة في أرشيف الفاتيكان، فإن المكتبة الشرقية، خلافاً لما يعتقده البعض، أسست في الوقت نفسه مع الجامعة عام 1875، حيث يُذكر اسمها في الوثيقة كمكتبة مستقبلية للجامعة الناشئة في ذلك العام.

وبذلك، نشأت المكتبة على مجموعة تقارب 5000 مجلد، تضمنت مؤلفات في الاستشراق، والكتب المقدَّسة، والجدالات اللاهوتية، إلى جانب مكتبة شرقية متخصصة في علم الآثار، وعلم النقوش وأدب الرحلات.

وبعد وفاة الأب ألكسندر بوركنو، أصبح الأب فان هام، وهو يسوعي هولندي جاء إلى سورية للدراسة والتعليم الديني، القيّم على المكتبة، وقد قرر لاحقاً البقاء فيها حتى وفاته عام 1889. وفي تلك الفترة، ازدادت مقتنيات المكتبة، من خلال ما أُضيف إليها من مكتبة إكليريكية غزير، التي كان يديرها الآباء اليسوعيون. والواقع أن الكتب التي كانت تستورد إلى غزير من فرنسا وإيطاليا أصبحت ركيزة أساسية، مع الإشارة إلى أن لغة التدريس الأجنبية كانت الإيطالية حتى عام 1852، لتحل محلها الفرنسية عام 1854.

وتخبرنا المصادر التاريخية، لا سيما ما دوَّنه المطران بانو، بأن الكاردينال لافيجري أمین عندما زار «غزير»، كان برفقته شحنة من الكتب الدينية للمكتبة. أما المجمع الثاني من الكُتب الذي ساهم في إثراء المكتبة، فكان من مكتبة إقامة الآباء اليسوعيين في بيروت، والتي تأسست عام 1862. وسيكون على المكتبة أن تنتظر مجيء الأب لويس شيخو مدير المكتبة من عام 1880 حتى 1927، لتشهد نهضة جديدة. وفي عام 1894، أصبح اسم المكتبة رسمياً «المكتبة الشرقية»، وتم توجيه مقتنياتها نحو العلوم الاستشراقية. وواصل الأب شيخو، بشكل منتظم، إثراء هذه المقتنيات، خصوصاً بالمخطوطات، لكن أيضاً بالمطبوعات، حتى باتت المكتبة تحظى باهتمام واسع، وتُعد أداة لا غنى عنها في معالجة القضايا الشرقية والآثار الكلاسيكية.

3 أحداث كبرى في تطوُّر المكتبة

تأسست مجلة «المشرق» عام 1898، وهي مجلة استشراقية باللغة العربية، أنشأها الأب لويس شيخو، وظل يديرها حتى وفاته عام 1927. وقد نشرت آلاف الصفحات من المخطوطات المحققة في شتى الميادين، إلى جانب دراسات تاريخية ومستجدات علمية وثقافية عامة، مستندة إلى رصيد المخطوطات الذي لا ينضب. والمجلة ما زالت تصدر حتى اليوم.

أما الكلية الشرقية، فقد تأسست عام 1902، ووفَّرت تعليماً مزدوجاً في اللغات الشرقية القديمة والحديثة، إلى جانب تدريس علم الآثار، والتاريخ، وما قبل التاريخ، وعلم الكتابات، والأدب، واحتوت على دورة دكتوراه، ما استوجب اقتناء كُتب جديدة، وجعل الطلاب بحاجة للرجوع إلى مكتبة الكلية لإنجاز أبحاثهم العلمية والأكاديمية. وقد شعر الباحثون فعلاً في تلك الفترة بالنمو الملحوظ في حجم مقتنيات المكتبة، إذ انتقلت من 5000 مجلد عام 1900 إلى 25 ألفاً عام 1913.

الحدث الثالث تمثل في إصدار مجلة «المجموعة الشرقية» عام 1906، وهي المجلة الرسمية لكلية الآداب الشرقية، وكانت تصدر إلى جانب مجلة «المشرق».

هاتان المجلتان استمرتا في الصدور وازدهرتا، مما أتاح اعترافاً متزايداً بالمكتبة الشرقية لدى جميع المهتمين بالشرق، كما كتب البروفسور الألماني جورج كامفماير، المستشرق في جامعة ماربورغ. كما ساهمت التبادلات مع المستشرقين الأوروبيين في إثراء المكتبة.

وبينما كانت في البداية مجرَّد ملحق للمكتبة العامة للجامعة (ولم تُفصل عنها إلا في عام 1905)، تذكر أرشيفات الرهبنة اليسوعية في روما أن المكتبة الشرقية توسعت بشكل ملحوظ (خصوصاً منذ إنشاء الكلية الشرقية)، بفضل الهبات التي قدَّمتها الأكاديمية الفرنسية للنقوش والآداب الجميلة والحكومة الفرنسية.

ومن أبرز ما يمكن ذكره في هذا المجال، وصية المستشرق الفرنسي أنطونان غوغيير، الذي تُوفي في مسقط، وقد قدَّم مكتبته الشخصية هبة إلى المكتبة في بيروت.

وفي عام 1905، خلال رئاسة الأب هنري غراسيان، وضعت المكتبة الشرقية نظامها الداخلي الخاص في مقرها المستقل. ومنذ ذلك الحين، أصبحت تشغل المساحة التي كانت تشغلها المكتبة العامة مع غرفة مخصصة للمخطوطات، وأصبحت المكتبة الأهم بمنطقة الشرق الأدنى، وعند اندلاع الحرب عام 1914، وبعد طرد اليسوعيين، تولى قناصل ألمانيا والنمسا – المجر والولايات المتحدة في إسطنبول مهمة حمايتها.

وقد مرَّت المكتبة بثلاث صدمات كبيرة، أولاها خلال الحرب العالمية الأولى، حيث احتفظ الأب شيخو بالمكتبة لمدة أربع سنوات ينام في أركانها، لكن ليس من دون أضرار: فقد اختفى 16 مخطوطاً ثميناً، وفق إحصاء أجراه شيخو بنفسه، إلى جانب أكثر من مئة مؤلف ذي قيمة، رغم أنها كانت محفوظة تحت القفل.

أما الصدمة الثانية، فكانت خلال الحرب اللبنانية الداخلية بين عامَي 1975 و1990، حين أصبح الوصول إليها أمراً محفوفاً بالمخاطر، لوقوعها على خط التماس الذي يفصل بين شطرَي بيروت. وقد أصابت المبنى عدة قذائف ومئات من رصاصات القنص، لكن المخزون نجا بفضل العشرات من أكياس الرمل التي حمت المحتويات، غير أن مئات من الصور السلبية واللوحات الزجاجية اختفت من غرفة التخزين في الطابق الثالث، وربما تمَّت سرقتها من قِبل الحراس أنفسهم. ولم تبدأ عمليات الترميم الجدية إلا بعد أن عادت إدارة المكتبة من الرهبنة اليسوعية إلى الجامعة عام 2000، لأن آثار الحرب كانت ثقيلة على البناء وعلى الفهرس والمحتوى الببليوغرافي للمكتبة.

بين عامَي 2016 و2017، وبمساعدة مؤسسة بوغوصيان في بروكسل، بدأت ورشة ترميم واسعة أعادت تأهيل المساحات، وبدأت عملية جرد شاملة لما هو موجود فعلياً، وما فُقد، كما انطلق العمل على فهرسة رقمية بمساعدة طلاب مدربين وفريق المكتبة من الموظفين والمختصين في التوثيق.

أما الصدمة الثالثة، فكانت في 4 أغسطس 2020، خلال الانفجار الإجرامي الذي ضرب مرفأ بيروت. فقد دمَّرت قوة الانفجار مبنى المكتبة، وكسرت هياكلها الحساسة، مثل: نوافذ الخشب، والجدران المبنية بأسلوب «البغدادي»، والمصاعد، وعشرات الرفوف التي تهشمت. لكن الجهود المشتركة لفريق المكتبة والجامعة، وبمساعدة Ouvre D’ Orient وداعمين آخرين، بإشراف منظمة ALIPH، نجحت في ترميم كامل للمبنى، الذي أعاد استقبال محبيه منذ سبتمبر 2022.

رؤية جديدة في الاستشراق

وفي عام 1933، أُعيد إطلاق الدراسات الشرقية عبر دروس «الآداب الشرقية»، مما استدعى تدعيم المخزون الببليوغرافي، فانتقل من 45 ألف كتاب عام 1930 إلى أكثر من 90 ألفاً عام 1943. واقتبس هنا من تعميم أصدره رئيس الجامعة، آنذاك، يعبِّر فيه عن تحوُّل استراتيجي في رؤية الاستشراق:

«بفضل انتشار التعليم الثانوي، كما يقول تعميم الأب كوستا دي بوريغار، بات التاريخ والآداب الشرقية تنظر إليها من قِبل الشباب كتراث رائع، لا يجوز ترك استثماره للعلماء الأجانب وحدهم. لذا ينبغي إتاحة ما توصل إليه الاستشراق من خلاصات، وأساليب البحث العلمي التي تتيح مزيداً من التقدم لهذه النخبة». هذا هو الهدف الأول من دروس الآداب الشرقية. «وهي ستهم أيضاً بعض الأوروبيين المقيمين في المشرق، وكذلك أساتذة المدارس، الذين تفرض عليهم برامج البكالوريا اللبنانية والسورية تدريس التاريخ المحلي، والأدب، وتاريخ الفلسفة العربية».

مبنی جديد وقاعة «يا فتاح»

وفي هذا السياق من استعادة الدراسات الكلاسيكية العربية، إضافة إلى المعرفة الموضوعية بالإسلام واللغات الشرقية، وجدت المكتبة مقراً جديداً لها في مبنى رائع على الطراز الرومانسكي الجديد، صممه عام 1937 المعماري الفرنسي روغاسيان دو سيدراك (1909-1997). وكان دو سيدراك كبير مهندسي وزارة الإعمار والتخطيط المدني في فرنسا، ومهندس المباني الرسمية والقصور الوطنية، وقد أشرف خصوصاً على ترميم القصر الوطني في فونتينبلو، بتمويل كبير وفره أندريه مالرو الذي كان وزيراً للثقافة آنذاك.

واليوم بشارع الجامعة في بيروت يرتفع مبنى المكتبة على ثلاثة طوابق، ويضم قاعة قراءة كبيرة تستقبلكم بخط كبير يحمل اسم «يا فتاح»، وهو أحد أسماء الله عز وجل.

لماذا تُعد المكتبة الشرقية بجامعة القديس يوسف في بيروت مهمة إلى هذا الحد؟ ولماذا تعتبر من التراث الثقافي وداعمة للثقافة اللبنانية والشرقية؟

أضخم مكتبة في الشرق

تحتوي المكتبة، بعد عملية الجرد، التي بدأت عام 2016، على حوالي 248.500 عنوان من الكتب، منها نحو 55 ألفاً مخصصة للأدب العربي المسيحي، و30 ألفاً في علم الإسلام، منها حوالي 10 آلاف في علم الكلام، و35 ألفاً في علم الآثار، وعلم النقود، والتاريخ والجغرافيا، و30 ألفاً في اللغات بشكل عام، و25 ألفاً في اللغة العربية وآدابها، و25 ألفاً أخرى في اللغة الفرنسية وآدابها، و20 ألفاً في الفلسفة والمقالات من جميع الأنواع، و5 آلاف في التصوير الفوتوغرافي، والعديد من المجالات الأخرى التي يصعب حصرها. إضافة إلى هذه المجموعة الرئيسية، هناك مجموعتان أخريان، الأولى هي المكتبة الأرمنية (25.000 كتاب)، ومكتبة كرسي الدراسات الفينيقية (2000 كتاب).

خزانة المخطوطات

أما بالنسبة للمخطوطات، وفقاً لموقع جامعة سانت جون في الولايات المتحدة، فإن مجموعة المكتبة الشرقية في جامعة القديس يوسف (USJ) هي من أكبر وأغنى المجموعات بالمخطوطات المسيحية الشرقية. وتحقيقاً لاتفاق بين الجامعتين، قامت جامعة سانت جون برقمنة 2929 قطعة، ووضعها على موقعها HMMM، منها 18 مجلداً يجمع بين المخطوط والمطبوع، إضافة إلى 11 عملاً مطبوعاً. الغالبية العظمى من النصوص مكتوبة بالعربية (2.680)، لكن المجموعة تشمل أيضاً نصوصاً بالعربية الكرشونية (137)، والسريانية (85)، والتركية العثمانية (72)، والفارسية (32)، والأرمينية (7)، إضافة إلى بعض النصوص باللغات الأوروبية.

لا تقتصر مجموعة جامعة القديس يوسف على النصوص المسيحية الشرقية فقط، بل تشمل مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك نصوص مؤلفين مسلمين.

في الواقع، أقدم مخطوط محفوظ في الجامعة هو جزء يعود للقرن العاشر من صحيح البخاري، أشهر مجموعة أحاديث النبي محمد. فقدت بعض مجلدات المجموعة خلال الحرب العالمية الأولى، لكن المؤسسة نجت سليمة، واستمرت المجموعة في النمو حتى اليوم. يوجد أيضاً مصحف عربي من القرن السابع عشر مكتوب بخط عربي جميل، ومكتوب أيضاً بحروف عثمانية.

في أغسطس 2020، تسبَّب الانفجار في مرفأ بيروت بأضرار في مباني الجامعة، لكن لحُسن الحظ لم تتضرر المخطوطات. يقع لبنان في منطقة سياسية حرجة وغير مستقرة، مما يعرِّض تراثه المخطوط لخطر كبير من التدمير أو التشتت.

توزع المخطوطات وفق الفئات التالية: 40 في المئة تخص الأدب العربي المسيحي، و20 في المئة العلوم الإسلامية، و20 في المئة الجغرافيا والتاريخ، والباقي يتعلق بنصوص الكتاب المقدَّس المسيحي، والسير الذاتية للقديسين، وغيرها من المجالات.

في هذا السياق، ومن أجل توضيح ما هو قيد الإنجاز في هذه المكتبة، أُشيد بالعمل الوصفي للمخطوطات المصنفة تحت عنوان «فلسفة المخطوطات» في المكتبة. فعلى سبيل المثال عمل العديد من المتعاونين في المشاريع الكبرى التي أدارها السيد عواد (الفلسفة في السياق: المخطوطات العربية والسريانية في البحر المتوسط 2011-2016، والتراث المخطوط الفلسفي العربي والسرياني في إيل دو فرانس وأماكن أخرى: كنوز للاستكشاف ومسارات للنشر 2017-2020) على وصف مخطوطات الفلسفة العربية في المكتبة الشرقية باستخدام قاعدة بيانات ABJAD، حيث استقبلنا بحفاوة كبيرة، بفضل إدارة المكتبة الشرقية، والأب المدير، ومجلس البحث.

هذه المخطوطات موصوفة بشكل مختصر في الفهرس المطبوع للأب شيخو وإغناطيوس خليفة، ومذكورة في القوائم اليدوية، إضافة إلى مخطوطات جديدة من مجموعة خوفاز التي تم الحصول عليها بمبادرة من البروفسور سليم دكاش.

تم إنجاز 222 وصفاً من قِبل 11 محترفاً: تيمور موريل، وجودات جبور، وحميد فضل الله، وسارة مالوبرتي، ومارون عواد، وستيفانو دي بيتير انتونو، ونادين عباس، وماري راغب، وأنطوان صليبا، وإيلي سعدي، ونوريا عطو. هذه الأوصاف مكتملة ومتاحة عبر الإنترنت على موقع أبجد منذ منتصف مايو 2025.

بهذه الطريقة، تكشف المكتبة عن أسرارها، وتصبح مفيدة للباحثين والمتخصصين في المخطوطات.

مكتبة الخرائط

تضم المكتبة أيضاً مكتبة خرائط مهمة تحتوي على 2500 قطعة، من بينها خريطة للشرق الأدنى رسمها ملازم مساعد للإمبراطور نابليون. هذا التراث الكارطوغرافي الاستثنائي والثمين يحوي أيضاً مئات الخرائط الجغرافية المتعلقة ببيروت، منها مخطط للمدينة يعود إلى عام 1870. (لا يوجد منها سوى ثلاث نسخ في العالم).

خزانة المصورات (Photothèque)

لا تُعد مجموعة الصور الفوتوغرافية في مكتبة الشرق عنصراً هامشياً، بل هي مجموعة ضخمة تضم 385.232 لقطة موزعة على 64 مجموعة، منها 39 للآباء اليسوعيين تعود أقدم الصور فيها إلى بوركنو عام 1864، وقد التقطت على ألواح زجاجية (80.000 صورة تقريباً، فيما التقطت باقي الصور بعد 1920 وفق تقنية التصوير الفوتوغرافي الفضي- argentique).

من أجل توثيق المحاضرات التي كانوا يُدرسونها في موضوعات الآثار، والتاريخ، والجغرافيا، والأنثروبولوجيا، وكذلك دعماً للمقالات التي كانوا ينشرونها في مجلة مقالات كلية الشرق التي انطلقت عام 1906 وتحوَّلت عام 1929 إلى «مقالات جامعة القديس يوسف»، جاب العلماء اليسوعيون وبعض الأساتذة المدنيين، مثل: تانكريد دوماس، مختلف المواقع في لبنان، وجمعوا أرشيفاً فوتوغرافياً واسعاً.

وقد أُثريت هذه المجموعة في السنوات الأخيرة بتبرعات جديدة من الصور الفوتوغرافية التي توثق الحياة الثقافية في لبنان والمنطقة، منها:

1.500 لقطة من مجموعة ويليام دوغلاس دود (Williams Douglas Dodd)، التقطت بشكل رئيسي بين الحربين العالميتين، وتغطي منطقة الشرق الأدنى.

9.000 صورة عن التحصينات الشرقية وحوض البحر المتوسط من مجموعة جان – کلود فوانسان (Jean-Claude Voisin).

500 لقطة التقطها أسادور بيليبوسيان (Assadour Pilibossian)، توثق آثار الأرمن في المحافظات الشرقية من تركيا.

حديثاً وصلت 20.000 صورة التقطها ليفون نورديكيان (Levon Nordiguian) على مدى الخمسين سنة الماضية.

أعمال للمصور الكبير سيتيان فاروجان (Sétian Varoujan1927 -2003)، أحد أبرز المصورين الصحافيين اللبنانيين في النصف الثاني من القرن العشرين، الذي وثق صورة لبنان خلال الثلاثين المجيد (Trente Glorieuses)، وحوَّلها إلى إرث دائم.

ألبومات 20000 صورة للمصور الإيطالي الفرنسي تانكريد دوماس (Tancreède Dumas) الذي كان لديه استديو في بيروت، وعمل بين 1860 و1890 لجمعية الاستكشاف الأميركية في فلسطين (American) Palestine Exploration Society، وأنتج توثيقاً غنياً للمناطق الواقعة شرق نهر الأردن.

مجموعة جيرار بونفيس (Gerard (Bonfils التي تضم آلاف الصور التي تعود إلى منتصف القرن التاسع عشر، تشكِّل ذروة إضافية لهذا الإرث الفوتوغرافي.

ومن اللافت أيضاً، أن خمسة من كبار المسرحيين اللبنانيين، مثل: جلال خوري، ومنبر أبودبس، قد أودعوا مجموعاتهم المسرحية لدى المكتبة الشرقية، مما يعزز البُعد الثقافي والتوثيقي لهذا الصرح.

كما تم الحفاظ على كاميرات الآباء اليسوعيين، ومن بينها خمس كاميرات تعود للأب أنطوان بوايدبار (Antoine Poidebard)، الطيار، وعالم الآثار، والمؤرخ الذي أجرى بحوثاً رائدة حول مرافئ صور وصيدا، أسس من خلالها لبدايات علم الآثار البحري المعاصر، عبر الجمع بين التصوير الجوي والاستكشاف تحت الماء.

ثلاث صدمات تعرَّضت لها المكتبة:

• اختفاء 16 مخطوطاً و100 ألف مؤلف

• دمار وسرقات خلال الحرب الأهلية عام 1975

• تدمير المبنى بفعل انفجار مرفأ بيروت عام 2020

الرقمنة ستعيد إحياء دورها

في نهاية المحاضرة التي ألقاها البروفسور سليم دكاش، أوضح أن مسألة التحوُّل الرقمي للكتب المطبوعة تطرح بإلحاح متزايد، فجزء كبير من الصور الفوتوغرافية تمَّت رقمنته بالفعل، وتنتظر خزانة الخرائط دورها، إذ إن رقمنة أي خريطة من الخرائط تتطلب نفقات طائلة، علماً بأن عدد الصور الفوتوغرافية في المكتبة الشرقية يبلغ 284.323 صورة موزعة على 122 مجموعة، من بينها 36 مجموعة تعود إلى الآباء اليسوعيين.

أما بالنسبة للكتب، فتعطى الأولوية للمخطوطات، أو لما تبقى منها، وكذلك لمجموعة المجلات والصحف التي بدأت تصدر منذ منتصف القرن التاسع عشر. وقد أُضيفت إليها أخيراً مجموعة كاملة من أعداد مجلة الماغازين اللبنانية التي توقفت عن الصدور.

وإذا كانت الرقمنة مسألة عاجلة، فإن ورشة الترميم لا تزال بانتظار تجهيزها لتباشر معالجة نحو 25.000 قطعة بين مخطوط وكتاب وخريطة جغرافية وغيرها من المواد. ونظراً لامتلاك جامعة القديس يوسف خمس مكتبات كبرى أخرى غير المكتبة الشرقية، فإن ورشة الترميم قد تحتاج إلى أكثر من شخص واحد، ولفترة طويلة من الزمن.

لقد كانت المكتبة الشرقية مؤسسة أنقذت من الغرق والنار، ومع انطلاق عقد جديد بعد خمسين عاماً، يمكن القول إنها تعود أكثر قوةً وسخاءً في خدمة الثقافة اللبنانية والعربية.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading