بعد ساعات من توافق أحزاب المعارضة المستقلة وأبرز الأحزاب المسيحية على ترشيح المدير الحالي لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بصندوق النقد الدولي الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة لبنان، حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري الـ 14 من يونيو الجاري موعداً لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية، إلا أن كل المعطيات المتوافرة تشير إلى أن “الثنائي الشيعي” ومن معه أخذوا قرارهم بالتصويت بالورقة البيضاء في الدورة الأولى، ومن ثم العمل على إفقاد نصاب الدورة الثانية، في تأكيد على إصرار الفريق على سلوك طريق التعطيل، من أجل فرض مرشحه سليمان فرنجية على اللبنانيين.
وإذ دعت أوساط معارضة إلى عدم استباق الأمور، فإنها أكدت لـ”السياسة” أن مصلحة لبنان أولوية على ما عداها، وبالتالي يجب الا يتصاعد الدخان الأبيض من الجلسة المقبلة، وأن يكون للبنان رئيس للجمهورية، إدا سارت الأمور وفق اللعبة الديمقراطية. وهذا ما يفرض على النواب عدم كسر النصاب في دورة الاقتراع الثانية، محملة فريق تعطيل النصاب،مسؤولية إبقاء الفراغ، وأخذ اللبنانيين إلى مزيد من الانهيارات على مختلف الأصعدة.
وفي هذا الإطار، ينتظر أن يتابع موفد البطريرك بشارة الراعي، مطران بيروت للموارنة بولس عبد الساتر جولاته على القيادات السياسية والروحية، انطلاقاً من المبادرة الحوارية التي أعلنت عنها بكركي، لحل مأزق الانتخابات الرئاسية، حيث يتوقع أن يزور الرئيس بري، بعدما كان التقى الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله .
وفي السياق، أكد النائب مارك ضو في تغريدة أن جلسة انتخاب الرئيس في 14 الجاري مسؤولية كل كتلة ونائب، مشددا على أن الوقت اليوم ليس لعقد الصفقات السياسية وللتنصل من المسؤوليات تحت ذرائع واهية، بل لإنقاذ الوطن والجمهورية والمؤسسات الدستورية.
وفي السياق، رأى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم أن الدعوة تضع كافة الكتل أمام مسؤولياتها، مشدداً، على أنه لا يمكن لأحد أن يقول لنا إن مرشحكم لن يصل، فهذا الامر يقرره مجلس النواب. وأوضح “أننا لم نقل إن جهاد أزعور مرشحنا بل دعينا الى الحوار والتفاهم حوله، فهو المرشح الذي قد ينال العدد الأكبر من الأصوات من كل التكتلات”.
وقال عضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله إنّ “اللقاء” أقرب إلى خيار التوافق، ويرى أنّ هناك إمكانية للتوافق على أزعور لكن هذا الموضوع بحاجة إلى فتح حوار وترفّع وتنازل من قِبل البقية بما فيهم فريق حزب الله”، مشدّدًا على أنّه لا يمكن الإستمرار في هذا الإنقسام الذي لن يُنتج رئيسًا لأن البلد لم يعد يحمل.
إلى ذلك، وفيما علم أن فرنسا طلبت رفع الحصانة عن سفير لبنان في باريس رامي عدوان، الذي يستهدفه تحقيق بشبهة الاغتصاب والعنف المتعمّد، أشارت مصادر فرنسية إلى تعيين السفير هيرفيه ماغرو سفير لفرنسا لدى بيروت خلفا للسفيرة آن غريو التي ستتسلم منصبا رفيعا في الخارجية الفرنسية.
على صعيد آخر، نفّذ عدد من العسكريين المتقاعدين، اعتصاماً أمام مصرف لبنان في طرابلس، أمس، وقطعوا الطريق وأشعلوا الإطارات أمام الباب الرئيسي للمصرف للمطالبة بصرف رواتبهم، ولفت العسكريون الى أن التحرّك صرخة حق في وجه الذل والتجويع، وشدّدوا على أن هدفهم المطالبة بحقوق العسكري.