صدى الارز

كل الأخبار
sadalarz-logo jpeg

زوروا موقع الفيديو الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
sada el arz logo

زوروا موقع البث المباشر الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

أرشيف الموقع
كل الفرق

يا شعوب لبنان … كفى كذباً .. كفى مراوغة .. ألم تتعبوا ؟

بقلم : شربل نوح - ناشر موقع صدى الارز | لا ، مشكلة لبنان لم تكن يوماً في سياسيين و أحزاب و فاسدين و مطالب اجتماعية كما يحلو للبعض تصويرها لمصالح خاصة بهم و أهداف شخصية أبعد ما تكون عن واقع الحال .

لا ، مشكلة لبنان الأساسية لم تكن يوماً في نظام طائفي حاول أن يشبه الى حد ما التركيبة المجتمعية اللبنانية بتوزيع مراكز الدولة على الطوائف .

لا ، مشكلة لبنان لم تكن يوماً مشكلة طبقية و مشكلة صراعات اجتماعية اقتصادية بين غني و فقير و ما الى ذلك من نظريات سخيفة لبعض بقايا اليسار البائد .

مشكلة المشاكل في لبنان واحدة لا ثاني لها و هي مكابرة الشعوب اللبنانية و عدم اعترافها بالواقع الذي أنتجه انشاء الكيان الهجين الذي سمي لبنان الكبير ، هذا الواقع الذي جمع أضداداً متناحرة و مختلفة بكل شيء على أرض واحدة و حاول دمجها بفوقية غبية و جهل لحقائق و وقائع التاريخ ..

مشكلة لبنان بتوسعه من كيان صغير شبه متجانس تعيش فيه أقليتان مضطهدتان في هذا الشرق بأمان و حرية ، فرغم بعض الخلافات بين الدروز و الموارنة نتيجة الصراع على السلطة و النفوذ بشكل أساسي بقي ما جمعهما أقوى و هو “الوطن الملجأ” الذي حماهما من الإنقراض نتيجة الاضطهاد الذي تعرضتا له في هذه المنطقة المضطربة من العالم .

اذا المشكلة الرئيسية كانت بتوسّع جغرافية هذا الكيان الى حدود أكبر ضمت مكونات أخرى لم تكن مقتنعة به أصلاً و لم ترد الإنضمام اليه لأسباب محقة من وجهة نظرها ، فهذه المجموعات كانت تاريخياً جزءاً من أمة دينية و مذهبية ما ، و من حقها بالتالي التطلع للعبش ضمن هذه الأمة الموعودة لا سلخها عنها و ضمها الى كيانات لا تشبه تطلعاتها و نظرتها الأيديولوجية-الدينية للمجتمعات و الأوطان بشكل عام .

هنا بالتحديد بدأت المشكلة اللبنانية الحديثة و المستعصية على الحلّ و من هنا نرى التأثير الدائم لمشاكل الإقليم على الداخل اللبناني نتيجة التفاعل الطبيعي و التلقائي لتلك المجموعات “اللبنانية” مع قضايا مجتمعها الأم الذي سلخت عنه لتُضَم الى هذا الوطن الصغير .

علينا أن لا نخطئ و نكابر و نأخذ الأمور الى أماكن بعيدة كل البعد عن أصل المعضلة اللبنانية و جوهرها ، نعم الموارنة بشكل أساسي أخطأوا بتوسيع جبل لبنان نحو ما عرف بلبنان الكبير و تلك الخطيئة كانت بداية إضعاف كيانهم التاريخي مع الدروز و الذي سينتهي ربما باندثارهم جميعاً في مرحلة لاحقة أو ربما و في أحسن الأحوال بتحولهم الى هنود حمر في أرض الآباء و الأجداد .

الكل يعرف أن مكونات أساسية و كبرى في لبنان اليوم تتقدم عندها و بأشواط قضايا الأمة على قضايا الوطن و هي ملزمة دينياً ربما بذلك و هذا حقها الطبيعي الذي لا نقاش فيه فإن اردنا منهم احترام خياراتنا علينا بالمقابل احترام خياراتهم الأساسية ، و الكل يعرف أيضاً بأن بعض تلك المجموعات لم تنضم الى البلدان المستحدثة في بداية القرن المنصرم بإرادتها و الكل يعرف أيضاً أن المشاكل و الصراعات لن تنتهي أيداً في هذه الدول طالما ترتيب أولويات بعض مكوناتها هو بهذا الشكل ..

علينا أن ندرك بشكل قاطع و نهائي أن من يطلب من الشيعة اليوم التخلي عن سلاح حزب الله هو كمن كان يطالب السنة سابقاً بالتخلي عن منظمة التحرير و سلاحها و علينا إدراك حقيقة أن هذه المجموعات و بالعمق هي امتداد طبيعي لبيئتها الأم حتى لو انتمت مرحلياً الى هوية أخرى و عاشت مكرهة في اوطان غير موجودة في صلب عقيدتها .

لم لا يتجرأ أحد على قول الأمور كما هي رغم كل ما المَّ بنا من كوارث و ويلات منذ إنشاء لبنان الكبير و حتى اليوم ؟ لماذا نستمر بسياسة النكران و القفز فوق حقائق التاريخ و الجغرافيا و كل شيء ؟ الى متى سنستمر بسياسة التكاذب المتبادل التي لم و لن تنتج سوى المزيد من المشاكل و الصراعات و الحروب و الدمار ؟

لا ، المسألة ليست مسألة حياد لبنان التي لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع ، فمن المستحيل الطلب من بعض المجموعات اللبنانية الأساسية التخلي عن ارتباطها العضوي بمجتمعها الأم و قضاياه فكفى شعارات و مكابرة و كلام فارغ لن يوصل الى أي مكان .

لا ، المسألة ليست مسألة نظام سياسي جديد (فيدرالي أو غير فيدرالي) فاختلافاتنا تتخطى أي نظام جامع لأننا و بالأساس غير متفقين على أبسط قواعد بناء الأوطان (الحدود – السياسة الخارجية و الدفاعية و ما شابه ) فأي فدرالية ستنفع بحالة كهذه و أي حلّ لأي مشكلة ستنتج ؟

هل ستمنع الفدرالية اللبناتيين السنة من الانغماس في قضايا مجتمعهم الأم من اندونيسيا و باكستان الى العالم العربي و ما بينهما ؟ هل ستمنع الفدرالية اللبنانيين الشيعة من التفاعل مع قضايا المجتمع الشيعي خارج حدود وطنهم و التي لم تبدأ مع ولاية الفقيه و لن تنتهي بزوال نظام الأئمة في طهران ؟ هل نستطيع جميعاً اتخاذ موقف موحد من الاتغماس أو عدم الانغماس في الصراع بوجهه العنفي العسكري الدائر حول قضية العالم الإسلامي المركزية اليوم و هي فلسطين ؟

سنتوقف هنا كي لا ننغمس أكثر فيضيع القارئ و تختلط الأمور عليه ، بنهاية المطاف سيأتي يوم نكون فيه مجبرين على إيقاف المكابرة و الإعتراف بالحقائق كما هي علّنا نحاول في وقت من الأوقات الوصول الى حلّ حبي يرضينا جميعاً ربما يكون بعودة كل منا من حيث أتى لنرتاح و نريح العالم من مشاكلنا التي لا تنتهي .. وحدها الحقيقة تنقذنا و ما لم نعترف بها سنستمر بالانتقال من خراب الى آخر و من دمار الى آخر حتى نزول عن خارطة العالم و نندثر كأننا لم نكن .

ملاحظة : هذا المقال ليس انتقاصا من لبنانية أحد لا سمح الله أو تشكيكا بمواطنية أي مجموعة .. هو قراءة موضوعية هادئة لوقائع تاريخية حصلت و ربطها ببعضها و محاولة إعطاء كل مجموعة حقها بالعيش بما ينسجم مع قناعاتها الأساسية – الكاتب

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading