صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

يا شعوب لبنان … كفى كذباً .. كفى مراوغة .. ألم تتعبوا ؟

بقلم : شربل نوح - ناشر موقع صدى الارز | لا ، مشكلة لبنان لم تكن يوماً في سياسيين و أحزاب و فاسدين و مطالب اجتماعية كما يحلو للبعض تصويرها لمصالح خاصة بهم و أهداف شخصية أبعد ما تكون عن واقع الحال .

لا ، مشكلة لبنان الأساسية لم تكن يوماً في نظام طائفي حاول أن يشبه الى حد ما التركيبة المجتمعية اللبنانية بتوزيع مراكز الدولة على الطوائف .

لا ، مشكلة لبنان لم تكن يوماً مشكلة طبقية و مشكلة صراعات اجتماعية اقتصادية بين غني و فقير و ما الى ذلك من نظريات سخيفة لبعض بقايا اليسار البائد .

مشكلة المشاكل في لبنان واحدة لا ثاني لها و هي مكابرة الشعوب اللبنانية و عدم اعترافها بالواقع الذي أنتجه انشاء الكيان الهجين الذي سمي لبنان الكبير ، هذا الواقع الذي جمع أضداداً متناحرة و مختلفة بكل شيء على أرض واحدة و حاول دمجها بفوقية غبية و جهل لحقائق و وقائع التاريخ ..

مشكلة لبنان بتوسعه من كيان صغير شبه متجانس تعيش فيه أقليتان مضطهدتان في هذا الشرق بأمان و حرية ، فرغم بعض الخلافات بين الدروز و الموارنة نتيجة الصراع على السلطة و النفوذ بشكل أساسي بقي ما جمعهما أقوى و هو “الوطن الملجأ” الذي حماهما من الإنقراض نتيجة الاضطهاد الذي تعرضتا له في هذه المنطقة المضطربة من العالم .

اذا المشكلة الرئيسية كانت بتوسّع جغرافية هذا الكيان الى حدود أكبر ضمت مكونات أخرى لم تكن مقتنعة به أصلاً و لم ترد الإنضمام اليه لأسباب محقة من وجهة نظرها ، فهذه المجموعات كانت تاريخياً جزءاً من أمة دينية و مذهبية ما ، و من حقها بالتالي التطلع للعبش ضمن هذه الأمة الموعودة لا سلخها عنها و ضمها الى كيانات لا تشبه تطلعاتها و نظرتها الأيديولوجية-الدينية للمجتمعات و الأوطان بشكل عام .

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

هنا بالتحديد بدأت المشكلة اللبنانية الحديثة و المستعصية على الحلّ و من هنا نرى التأثير الدائم لمشاكل الإقليم على الداخل اللبناني نتيجة التفاعل الطبيعي و التلقائي لتلك المجموعات “اللبنانية” مع قضايا مجتمعها الأم الذي سلخت عنه لتُضَم الى هذا الوطن الصغير .

علينا أن لا نخطئ و نكابر و نأخذ الأمور الى أماكن بعيدة كل البعد عن أصل المعضلة اللبنانية و جوهرها ، نعم الموارنة بشكل أساسي أخطأوا بتوسيع جبل لبنان نحو ما عرف بلبنان الكبير و تلك الخطيئة كانت بداية إضعاف كيانهم التاريخي مع الدروز و الذي سينتهي ربما باندثارهم جميعاً في مرحلة لاحقة أو ربما و في أحسن الأحوال بتحولهم الى هنود حمر في أرض الآباء و الأجداد .

الكل يعرف أن مكونات أساسية و كبرى في لبنان اليوم تتقدم عندها و بأشواط قضايا الأمة على قضايا الوطن و هي ملزمة دينياً ربما بذلك و هذا حقها الطبيعي الذي لا نقاش فيه فإن اردنا منهم احترام خياراتنا علينا بالمقابل احترام خياراتهم الأساسية ، و الكل يعرف أيضاً بأن بعض تلك المجموعات لم تنضم الى البلدان المستحدثة في بداية القرن المنصرم بإرادتها و الكل يعرف أيضاً أن المشاكل و الصراعات لن تنتهي أيداً في هذه الدول طالما ترتيب أولويات بعض مكوناتها هو بهذا الشكل ..

علينا أن ندرك بشكل قاطع و نهائي أن من يطلب من الشيعة اليوم التخلي عن سلاح حزب الله هو كمن كان يطالب السنة سابقاً بالتخلي عن منظمة التحرير و سلاحها و علينا إدراك حقيقة أن هذه المجموعات و بالعمق هي امتداد طبيعي لبيئتها الأم حتى لو انتمت مرحلياً الى هوية أخرى و عاشت مكرهة في اوطان غير موجودة في صلب عقيدتها .

لم لا يتجرأ أحد على قول الأمور كما هي رغم كل ما المَّ بنا من كوارث و ويلات منذ إنشاء لبنان الكبير و حتى اليوم ؟ لماذا نستمر بسياسة النكران و القفز فوق حقائق التاريخ و الجغرافيا و كل شيء ؟ الى متى سنستمر بسياسة التكاذب المتبادل التي لم و لن تنتج سوى المزيد من المشاكل و الصراعات و الحروب و الدمار ؟

لا ، المسألة ليست مسألة حياد لبنان التي لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع ، فمن المستحيل الطلب من بعض المجموعات اللبنانية الأساسية التخلي عن ارتباطها العضوي بمجتمعها الأم و قضاياه فكفى شعارات و مكابرة و كلام فارغ لن يوصل الى أي مكان .

لا ، المسألة ليست مسألة نظام سياسي جديد (فيدرالي أو غير فيدرالي) فاختلافاتنا تتخطى أي نظام جامع لأننا و بالأساس غير متفقين على أبسط قواعد بناء الأوطان (الحدود – السياسة الخارجية و الدفاعية و ما شابه ) فأي فدرالية ستنفع بحالة كهذه و أي حلّ لأي مشكلة ستنتج ؟

هل ستمنع الفدرالية اللبناتيين السنة من الانغماس في قضايا مجتمعهم الأم من اندونيسيا و باكستان الى العالم العربي و ما بينهما ؟ هل ستمنع الفدرالية اللبنانيين الشيعة من التفاعل مع قضايا المجتمع الشيعي خارج حدود وطنهم و التي لم تبدأ مع ولاية الفقيه و لن تنتهي بزوال نظام الأئمة في طهران ؟ هل نستطيع جميعاً اتخاذ موقف موحد من الاتغماس أو عدم الانغماس في الصراع بوجهه العنفي العسكري الدائر حول قضية العالم الإسلامي المركزية اليوم و هي فلسطين ؟

سنتوقف هنا كي لا ننغمس أكثر فيضيع القارئ و تختلط الأمور عليه ، بنهاية المطاف سيأتي يوم نكون فيه مجبرين على إيقاف المكابرة و الإعتراف بالحقائق كما هي علّنا نحاول في وقت من الأوقات الوصول الى حلّ حبي يرضينا جميعاً ربما يكون بعودة كل منا من حيث أتى لنرتاح و نريح العالم من مشاكلنا التي لا تنتهي .. وحدها الحقيقة تنقذنا و ما لم نعترف بها سنستمر بالانتقال من خراب الى آخر و من دمار الى آخر حتى نزول عن خارطة العالم و نندثر كأننا لم نكن .

ملاحظة : هذا المقال ليس انتقاصا من لبنانية أحد لا سمح الله أو تشكيكا بمواطنية أي مجموعة .. هو قراءة موضوعية هادئة لوقائع تاريخية حصلت و ربطها ببعضها و محاولة إعطاء كل مجموعة حقها بالعيش بما ينسجم مع قناعاتها الأساسية – الكاتب

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading