نخجل منك ؟ لا ، فكلمة خجل صغيرة جداً بعد كل ما حصل في مجتمعنا ، ما هكذا اراده ابنائك الشهداء ، و ما هكذا اردتيه انتِ بعد صبرك الطويل على الألم و فراق الأحبة !!!
أنعتذر منك ؟ لا أنت فأنت لا تطلبين اعتذاراً كما لم تطلبي شيئاً عندما قدمت أغلى ما لديك على مذبح قضيتنا المقدسة ليحيا لبنان فمات في غفلة منا و من الزمن !!!
يا أم الشهيد … نعم نحن خذلناكِ و خذلنا شهادة أحباءك و فرطنا بالوزنات حتى ضاع كل شيء و ذهب كل العرق و التعب المجبول بدماء الأبطال أدراج الرياح …
يا أم الشهيد … نعم لبناننا و لبنانك سقط في المجهول ، نعم لبناننا و لبنان أحبائك يصارع الموت و نحن صامتون صاغرون لا نأتي بأي حركة للدفاع عنه لأننا فقدنا القدرة على المبادرة و الفعل منذ زمن …
يا أم شهدائنا … يا درّة تاج مقاومتنا ، لبناننا انتهى أو يكاد و قوى الظلام انتصرت علينا و مجتمعنا لم يخلق مئة بشير آخر بعد استشهاد بشيره فضاعت جهود من ذهبوا الى دنيا الحق لنبقى هنا في أرضنا و نحيا بحرية فسامحينا …
يا أم الشهيد .. لقد شردوا شعبنا في أصقاع الأرض و من تبقى هنا يسير على نفس الطريق حتى كادت جبالنا و قرانا تفرغ من شيبها و شبابها ، هم يستبدلون أهل الأرض بشعوب أخرى غريبة عن تاريخنا و حضارتنا و نحن صاغرون مستسلمون كأننا جثث تتحرك دون أي قدرة على الفعل ، فسامحينا .
يا أم الشهيد .. لبنان احبائك فقد رونقه و سحره ، لبنانهم تحول الى وكر للإرهابيين و المجرمين و القتلة ، لبنانهم خسر نوره و تحول الى كهف مظلم ككهوف القرون الأولى و لم يعد مكاناً صالحاً للعيش و نحن مستسلمون لقدرنا فسامحينا …
يا أم الأبطال … لقد تحولنا الى أهل ذمة في أرض الأجداد ندفع الجزية المقنعة للمحتلين الجدد كأن التاريخ تجمد في عصور الظلام و الإرهاب و كأن مقاومة لم تكن و شهداء لم يسقطوا ، فسامحينا .
يا أم الشهيد .. نحن مدينون لك باعتذارات الكون كله و ربما لا تكفي ، لأننا فرطنا بكل شيء و الأهم فقدنا القدرة على المقاومة و الصمود فخذلناهم و خذلناكِ و خسرنا أرضنا و كل شيء ، سامحينا لأن لبناننك و لبنانهم ربما انتهى الى الأبد و ذهبت كل تضحياتهم و آلامهم و جراحهم هباءً و سدىً ….
في عيدك يا أم الأبطال .. نخجل منكِ ، نخجل من النظر في عينيك ، نخجل من اعتذارتنا المتكررة ، نخجل من عجزنا و صمتنا و فشلنا ، فسامحينا .