عنده تتقاطع جميع الأنشطة المشبوهة لحزب الله، لدرجة أنه بات «الشفرة المفخخة» للموت العابر إلى لبنان في شحنات السلاح والمخدرات.
هو وفيق صفا، الرجل الثاني في حزب الله اللبناني، وصهر زعيمه المقتول حسن نصر الله، والاسم الذي قد يضاف لقائمة قيادات الحزب التي قضت في غارات إسرائيلية.
ومساء الخميس، أفادت وسائل إعلام رسمية لبنانية بأنّ غارتين إسرائيليتين طالتا اثنين من الأحياء السكنية في بيروت، في ثالث استهداف من نوعه لقلب العاصمة اللبنانية منذ تصاعد وتيرة النزاع بين تل أبيب وحزب الله في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر طبي لبناني قوله إن الغارتين أسفرتا عن سقوط ستة قتلى على الأقل.
فيما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن هدف إسرائيل وسط بيروت هو وفيق صفا، العضو البارز في حزب الله المعروف بـ”وزير الدفاع” في التنظيم المسؤول عن آلية الأمن الداخلي.
وهذا ما أكدته أيضا القناة الـ 12 الإسرائيلية، فيما لم يتأكد حتى اللحظة مصير الرجل، وما إن كان قد قتل في تلك الضربة أم لا.
وتقول تقارير إسرائيلية إن المبنى الذي كان هدف الضربة الإسرائيلية انهار ولا معلومات حتى اللحظة عن نتيجة القصف.
فمن هو «وزير دفاع» حزب الله؟
قبل أشهر، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إنه “الرجل المسؤول عن نقل الأسلحة والمتفجرات القادمة في شحنات من إيران”.
وأضافت: “باعتباره أحد أفراد الدائرة المقربة من نصر الله، كان صفا جزءًا من لجنة المفاوضات التي أنشأها حزب الله في عام 2000 أثناء اختطاف ثلاثة جنود من جنود الجيش الإسرائيلي على جبل دوف – بنيامين أبراهام، وعادي أفيتان، وعمر سواعد. أعيدت الجثث الثلاثة إلى إسرائيل في عام 2004 في صفقة تبادل أسرى”.
وتابعت: “كما شارك صفا في المفاوضات لإعادة الجنديين إيهود جولدفاسر وإلداد ريجيف، اللذين اختطفتهما جماعة حزب الله قبل وقت قصير من حرب لبنان الثانية في عام 2006”.
وأشارت إلى أنه “يوم إطلاق سراحهما في عام 2008، رفض صفا بشدة تقديم معلومات عن مصيرهما، مما أبقى المواطنين الإسرائيليين وعائلاتهم في حالة من الترقب حتى استعادة جثتيهما”.
«شحنات الموت»
من جانبها، تقول وزارة الخارجية الأمريكية عن صفا، إنه رئيس الجهاز الأمني لحزب الله، وقد استغل المؤسسات اللبنانية للنهوض بأهداف الحزب المشوهة.
وكان له دور في تيسير، في جملة أمور، دخول المخدرات والأسلحة غير المشروعة إلى بيروت.
ويعتمد حزب الله على صفا لسبب محدد للغاية، حيث يمكنه تسهيل مرور المواد غير المشروعة دون تدقيق.
له دور خاص داخل حزب الله ولبنان بشكل عام، ودوره الخاص هو تخويف المؤسسات الأمنية للحكومة اللبنانية.
يعمل نيابة عن حزب الله وأيضا نيابة عن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وكان أحد اللاعبين الرئيسيين لتدخلات حزب الله العسكرية والإرهابية في جميع أنحاء المنطقة، وخاصة في سوريا واليمن والعراق.
وهو أيضا أحد الشخصيات الفاعلة داخل حزب الله التي تسمح لإيران بالوصول إلى داخل لبنان واستخدامه كمنصة مزعزعة للاستقرار.
وفي عام 1987، عين رئيسا للجنة الأمن، والتي أعيدت تسميتها لاحقا باسم “وحدة الاتصال والتنسيق”.
دائرة نصر الله
باعتباره واحدا من قادة حزب الله البارزين، يُعد صفا جزءا من الدائرة الداخلية للأمين العام لحزب الله نصر الله الذي قتل في غارة إسرائيلية الشهر الماضي.
وبصفته رئيس جهاز الأمن التابع لحزب الله، استغل صفا موانئ لبنان ومعابره الحدودية لتهريب الممنوعات وتسهيل السفر نيابة عن حزب الله.
وعلى سبيل المثال، استفاد حزب الله من صفا لتسهيل مرور المواد المهربة، بما في ذلك المخدرات والأسلحة غير المشروعة، إلى ميناء بيروت. ولدى صفا -أيضا- علاقات مع شركاء وممولي حزب الله.
كما حافظ على علاقة وثيقة مع ممول حزب الله أدهم تاباجا. بالإضافة إلى ذلك، احتفظ بقائمة تضم مائة عضو من أعضاء حزب الله الذين كانوا سيحصلون على الجنسيات الأجنبية.
وفي عام 2010، كانت هناك اتهامات داخلية لحزب الله بالفساد تشمل صفا، ومع ذلك، واصل الحزب منذ ذلك الحين السماح له بالحفاظ على دور بارز في صفوفه، وفق الخارجية الأمريكية.
فرضت عليه واشنطن عقوبات في 2019.