تلاشت التوقعات حول تبدّل في الموقف الإيراني بعد التطورات العاصفة في لبنان والمنطقة. وأتى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى بيروت كي يعلن أن سلاح “حزب الله” أمر “سيادي”. ووفق الترجمة الدبلوماسية للغة الجمهورية الإسلامية أن طهران لن تتدخل كي تطلب من حليفها اللبناني تسليم سلاحه إلى سلطات بلاده. لكن الموقف اللبناني الذي أعلنه وزير الخارجية يوسف رجي أمام نظيره الإيراني شدد على حصر السلاح بيد الدولة وأن لا مساعدات لإعادة إعمار لبنان إلا بعد تسليم سلاح “الحزب”.
في السياق، أشارت مصادر رسمية لـ “نداء الوطن” إلى أن كلام عراقجي هو الأول من نوعه أمام المسؤولين اللبنانيين، ولم يأت على ذكر “المقاومة” أو “حزب الله” أو أي أمر يخص محور الممانعة بل أكد على سيادة الدولة واستقلالها. ولفتت المصادر إلى أن أقوال المسؤول الإيراني جيدة لكن علينا أن ننتظر الأفعال.
وتزامناً، أعلنت دمشق أن وزير الخارجية في السلطة الجديدة في سوريا أسعد الشيباني سيزور لبنان نهاية الشهر الجاري على رأس وفد وزاري وأمني رفيع المستوى. ومن المقرر أن يناقش الوفد مع الحكومة اللبنانية ملفات أمنية وحدودية واقتصادية، بالإضافة إلى ملف إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. وتأتي الزيارة من حيث التوقيت لتشير إلى أن المشهد في العلاقات الثنائية بين البلدين قد تبدّل فاتحاً آفاقاً جديدة بينهما لم تكن قائمة سابقاً في زمن النظام الأسدي البائد.
حوار رجي مع عراقجي وضع النقاط على الحروف
كيف كان المشهد الإيراني أمس في لبنان؟ جال عراقجي وفق البرنامج المقرر على المسؤولين. وتصدر اللقاءات محادثات وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي مع نظيره الإيراني. وإذ ساد اللقاء “نقاش صريح ومباشر” وفق مكتب وزير الخارجية، أكد الوزير رجّي للوزير الضيف أن “لبنان يعول على حرص الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أمنه واستقراره وسلمه الأهلي وحصر السلاح بيد الدولة، وصولاً إلى تأمين الدعم اللازم من الدول الصديقة للبنان من خلال الحكومة اللبنانية والمؤسسات الرسمية حصراً”. من جهته، أكد الوزير عراقجي أن زيارته تأتي في إطار “فتح صفحة جديدة في العلاقة مع لبنان انطلاقاً من الظروف المستجدة التي يشهدها لبنان والمنطقة”.
وكشفت معلومات أن الوزير رجي قال للوزير عراقجي “إن الحلول بالنسبة لاحتلال إسرائيل وعداونها على لبنان لا تأتي إلا عبر الدبلوماسية”، مؤكداً “أن أي تمويل لإعادة إعمار لبنان لن يكون ممكناً من دون تسليم سلاح “حزب الله”. فرد عراقجي قائلا: “إن الدبلوماسية وحدها غير كافية لمواجهة إسرائيل، أما مسألة نزع السلاح فهي قرار سيادي لبناني”.
وأوضحت مصادر دبلوماسية لـ “نداء الوطن” أن طهران تصرفت أمس في محادثات وزير خارجيتها وفق القاعدة نفسها التي اعتمدتها سابقاً. وبموجب هذه القاعدة، تعتبر موضوع سلاح “الحزب” مسألة داخلية في لبنان ولا تتدخل فيها تماماً مثلما كانت تفعل عندما كان المسؤولون يطلبون منها سابقاً التدخل تسهيلاً لانتخاب رئيس للجمهورية وإسقاط العراقيل التي كان يضعها “حزب الله” فترد أن الأمر “مسألة داخلية لبنانية”.
ووفق أوساط وزارية واكبت محادثات عراقجي فقد اتضح أن إيران قالت في الشكل غير ما قالته في المضمون وهو “أن لبنان ما زال جزءاً من المحور الإيراني وبعثت برسالة إلى الأميركيين وغيرهم وفيها أنكم لا تستطيعون فعل شيء هنا من دون إيران”.
تهديدات طهران من أمام ضريح نصرالله
وفي وقت لاحق أشار وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته ضريح الأمين العام السابق لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله، إلى أنّ ” هزيمة إسرائيل أمر قطعي ودماء نصر الله ستكون ضامناً لهذا الانتصار”، وقال: “الشهيد نصر الله هو بطل مبارك ضد الاحتلال، كرس حياته للنضال ضد الاحتلال الصهيوني وحقق الانتصارات للبنان” أضاف: “استشهاد السيد حسن نصرالله سيؤدي إلى ازدياد قوة المقاومة”.
“اليونيفيل” مكسر عصا مجدداً لـ “الحزب”
أمنيا، وفي وقت انطلق رسمياً مسار التمديد لـ “اليونيفيل” في مجلس الأمن، سجلت مواجهة جديدة بين “الأهالي” والقوات الدولية. فقد اعترض عدد من أهالي بلدة صديقين في قضاء صور، دورية من قوات “اليونيفيل” حاولت الدخول إلى منطقة جبل الكبير في البلدة من دون مرافقة الجيش. وعمد عدد من عناصر “الحزب” إلى رفع رايات “حزب الله” وحركة “أمل” على آلية “اليونيفيل”. إثر ذلك حضرت قوة من الجيش اللبناني وعملت على مرافقة الدورية وإبعاد جماعة “الحزب”.
ووصف الناطق باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي الوضع بأنه “صعب جداً”. وقال: “نحن في خضم مرحلة من الاستقرار الهش. لا يزال وقف الأعمال العدائية صامداً ولكن هناك خروقات يومية وقد يؤدي ذلك إلى تطورات خطرة. لذا يجب توخي الحذر”.
ميدانياً، ألقت مسيّرة إسرائيلية أمس قنبلة على بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل. كما حلق الطيران الإسرائيلي المسيّر على علو متوسط فوق بلدات قرى غرب بعلبك في أجواء قرى شمسطار وطاريا وبوداي وبدنايل.
لودريان في بيروت الأسبوع المقبل
وليس بعيداً من الحركة الدبلوماسية على الساحة اللبنانية، أفيد أن المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية الفرنسي جان إيف لودريان سيزور لبنان الأسبوع المقبل.
وفي واشنطن ، أكدت مصادر في الخارجية الأميركية أن نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس ما زالت في منصبها حتى الساعة وتزاول أعمالها كالمعتاد.
البيطار يستجوب زعيتر في 13 حزيران الحالي
قضائياً، تحقيقات المرفأ تتقدم. وأمس حدد المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، يوم الجمعة في 13 حزيران الحالي موعداً لاستجواب وزير الأشغال الأسبق النائب غازي زعيتر لاستجوابه كمدعى عليه في القضية، وأرسل مذكرة التبليغ بواسطة النيابة العامة التمييزية. في السياق، استقبل الرئيس نواف سلام أمس في السراي وفداً من أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت.