في جولة على ما يتمّ تداوله من أسماء يجد القارئ الاستقصائي كفاءات عالية جدّاً تنضح بها السير الذاتية للمرشحين، وترضي كافة الأذواق. وقد تعثر على مرشح / مرشحة ماروني سني علماني، وعلى مرشح محسوب على 13 حزباً، ثلثه للبيع وثلثه الثاني للإيجار والثالث للاستثمار القصير الأجل، وعلى مرشح ثلثه سياسي هائج وثلثه الثاني أكاديمي رصين وثلثه الثالث عسكري ينفّذ يعني كيف ما كبيّتو وبأي حكومة وبأي ظرف زمان بيجي واقف. وإن دقق مدقق بالمستوزرين فسيلاحظ غير مرشح، مع “القوات اللبنانية ” بيقطع مع العونية بينفع ومع “الثنائي” بيدفع. وأن تكون من مواليد بيروت وسجلّك بصيدا وأمضيت بالزاهرية زهرة شبابك فأنت وزير سنيّ غب الطلب. كل وزير له أهل، أي بابا وماما. والاستثناء أن منذ فجر التاريخ اللبناني ولغاية الأمس، وفي أي حكومة، يولد الوزير الأرمني لوالدِين ثلاثة: الأب والأم وهاغوب بقرادونيان.
مواليد الحكومة السلامية هجائن واحد قلبه مع إيران وعقله مع أميركا ومصلحته مع بوركينا فاسو، وآخر تغييري في الشكل تقليدي في المضمون ومتلوّن متى دعت الحاجة. وجرى التداول على موائد التشكيل باسم معروف جداً ثلثه مقبلات وثلثه مشروبات وثلثه حلويات. كما شوهد في الكواليس مرشح بأربع أرجل، رأسه رأس ثعلب وجسمه جسم جمل وذيله ذيل أسد. الأسود بين المرشحين أبيض، والأبيض رمادي.
ستقوم الحكومة على أكتاف مرشحين غير حزبيين بإذن الله، فمن لمح صورة له على السوشال ميديا لابساً بدلة لمع فيها زر الكتائب تحت قبة الجاكيت رفع دعوى عجلة على إدارة فايسبوك ومن يظهره التحقيق متورطاً في تشويه صورته. ومن امتدح يوماً ممثل الإمام الخامنئي الـخاص في لبنان الشقيق في تغريدة على منصة إكس، أكّس على أقواله وأفعاله ونواياه معترفاً على إنستاغرام: كل عمري حرّاس أرز.