منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل أكثر من 8 أشهر، لم تتوقف التوترات على الحدود الشمالية مع لبنان، إلا أن حدتها ارتفعت إلى حد كبير خلال الأيام القليلة الماضية، وسط مخاوف دولية من توسع الصراع.
تفادي نشوب حرب إقليمية
أمام هذا التصعيد، عادت الولايات المتحدة وجددت موقفها المتمثل بضرورة خفض التوتر.
فقد شدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الخميس، على أن التوصل لأي تسوية بشأن لبنان بات أمراً صعباً دون وقف النار بقطاع غزة.
وأضاف في مؤتمر صحافي، أن على حزب الله التوقف عن التهديدات والسعي لتسوية، وفق تعبيره.
كما أكد على أن واشنطن تحاول جاهدة تفادي نشوب حرب إقليمية في المنطقة، في إشارة منه إلى التهديدات الإسرائيلية بشأن أي توغل في لبنان.
أتى هذا التصريح بعدما ذكر مسؤولون أميركيون أن إسرائيل أبلغت واشنطن خططها لنقل أسلحة من جنوب غزة لشمال إسرائيل استعدادا لحرب مع حزب الله، وفق ما نقلته شبكة “سي إن إن” الأميركية.
تهديد حسن نصر الله لقبرص يُنذر بعزل لبنان عن العالم
وقالوا إن إسرائيل أبلغت واشنطن مخاوفها من تعرض القبة الحديدية لهجمات واسعة النطاق من حزب الله.
كما تابعوا أن تداعيات الحرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله ستكون مدمرة، مشددين على أن احتمال حرب بين إسرائيل وحزب الله يتزايد مع تلاشي فرص التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس.
كذلك نقلت الشبكة الأميركية أن إسرائيل أبلغت واشنطن استعدادها لتوغل بري وهجوم جوي على لبنان.
وقال المسؤولون الأميركيون إن واشنطن لم تبلغ إسرائيل بمعارضها شن حرب على حزب الله.
جاء ذلك بعدما أطلق زعيم حزب الله حسن نصرالله الأربعاء، خلال كلمة ألقاها في تأبين طالب عبدالله، وهو قيادي بارز في صفوف حزبه قضى الأسبوع الماضي بنيران إسرائيلية، تهديدات عدة ضد القوات الإسرائيلية.
إذ أكد أن الحزب قادر على ضرب كافة المواقع في إسرائيل، مشددا على أن لديه العديد من الأسلحة الجديدة والمقاتلين أيضا.
كما توعد بحرب وهجمات من الجو والبحر والبر في حال وسعت إسرائيل حربها على الجنوب اللبناني.
هوكشتاين يمهل لبنان أسبوعين لخفض التصعيد مع إسرائيل.
تصعيد غير مسبوق
وكان الجيش الإسرائيلي أكد قبل أيام، أنه أقر خطة لعملية موسعة في لبنان، إذا اقتضت الحاجة.
وتشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ الأسبوع الماضي، بعيد اغتيال طالب عبدالله، تصعيداً غير مسبوق بين الجانبين منذ تفجر الحرب في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي (2023).
فيما فشلت المساعي الأميركية والفرنسية مع السلطات اللبنانية في الدفع نحو احتواء التصعيد وانسحاب حزب الله من المواقع قرب الخط الأزرق.