كما سيقوم بزيارة الفاتيكان ولقاء كبار المسؤولين فيه، ثم ينتقل بعدها إلى باريس لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين في اليونسكو للبحث في كيفية حماية الاماكن التراثية اللبنانية، ومساعدة قطاع التعليم الرسمي اللبناني على أن ينضم بعد ذلك إلى الوفد اللبناني الرسمي، برئاسة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، المشارك في مؤتمر باريس الخميس المقبل بتاريخ 24 تشرين الأول/أكتوبر. كما سيكمل بعدها جولته الهادفة إلى حشد أوسع تأييد دبلوماسي لوقف إطلاق النار، والشروع بتطبيق القرار 1701 من خلال اجراء عدة لقاءات مع نظرائه وزراء الخارجية المشاركين في إجتماع الاتحاد من أجل المتوسط المزمع عقده في برشلونة يومي الاحد والاثنين الموافقين في 27 و28 تشرين الاول.
وكرر وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو الأحد دعوة بلاده الى وقف إطلاق النار في لبنان وقطاع غزة، محذراً من مخاطر اندلاع نزاع مباشر بين إيران وإسرائيل. وقال لوكورنو لإذاعة «ار تي ال» إن «الوقت ينفد وثمة أمر أكثر خطورة قد يظهر في الأسابيع والأيام المقبلة».
وتابع «من الواضح أنه سيكون حربا إقليمية مباشرة بنحو أكبر بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسرائيل»، بعدما هددت اسرائيل بالرد على هجوم صاروخي شنته إيران على أراضيها في الأول من تشرين الأول/أكتوبر. ولفت الوزير الفرنسي إلى «الخلافات السياسية والدبلوماسية بشأن الطريقة التي تدير بها إسرائيل حروبها»، مضيفا «لكن إسرائيل حليفتنا». ومع ذلك، شدّد لوكورنو على ضرورة وقف التصعيد ووضع حد لنزاعات تتسبب بسقوط كثير من الضحايا المدنيين.
وأكد وزير الجيوش الفرنسي أهمية «احتواء التصعيد في الشرق الأوسط»، مشددا على أن «أمن دولة إسرائيل غير قابل للتفاوض (…) وطبعا مسألة الإرهاب التي تواجه اسرائيل، والتي تواجهنا أيضا» لافتا إلى أن فرنسا إحدى القوى الأوروبية التي سقط فيها عدد كبير من الضحايا جراء الإرهاب.
كما أكد عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، أمس، على ضرورة وقف «الأعمال العدائية الإسرائيلية المتطرفة» بحق الفلسطينيين، ووقف «إطلاق النار بشكل فوري في غزة ولبنان». جاء ذلك خلال لقائه في قصر الحسينية، بالعاصمة عمّان، وفدا من لجنة المخصصات في مجلس النواب الأمريكي، وفق بيان للديوان الملكي الأردني. وذكر أن الملك عبد الله، أكد على «ضرورة وقف جميع الأعمال العدائية الإسرائيلية المتطرفة بحق الفلسطينيين، والتي ستؤدي إلى توسيع دائرة الصراع».
وشدد الملك عبد الله، على «ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ولبنان وخفض التصعيد».
على خط مواز، أعلن المبعوث الأمريكي آموس هوكستين أنه عائد إلى بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة من دون تعيين موعد محدد لإعادة البحث في تفعيل المسار السياسي ولتوضيح مقاصده حول إدخال تعديلات على القرار 1701 بعد كثرة الحديث عن ضرورة طرح إضافات على القرار الدولي توضح آلية تطبيقه بكامل مندرجاته خصوصاً أن تل أبيب تريد تجاوز هذا القرار وتطالب بأكثر منه.
ويُنسَب إلى هوكشتاين أنه يعمل على قرار «1701 بلاس» بحيث ينجح هذه المرة ليس فقط في وضع حد للحرب الدائرة حالياً بين إسرائيل و»حزب الله» بل في منع نشوب أي صراع في المستقبل بين الطرفين. غير أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يستغرب ما يًنقَل عن هوكشتاين، ويقول إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في اتصاله الأخير به تحدث بالقرار 1701 حصراً. ويعلّق بري على ما يًحكى عن «1701+»، فيقول «أنا شخصياً ما بعرف به، ونحن ملتزمون بالقرار 1701 وهذا هو الموقف الرسمي الموحد للدولة اللبنانية بدءاً من الاجتماع الروحي في بكركي مروراً بالحكومة ورئيسها وصولاً إلى كل لبنان».
وعلى الخط العربي، يصل أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط إلى بيروت لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين حيث يتوقع أن يؤكد على دعم لبنان وضرورة وقف اطلاق النار، من دون استبعاد أن يرد على رئيس مجلس الشورى الإيراني علي باقر قاليباف والتأكيد أن حكومة لبنان وحدها المخوّلة التفاوض باسم لبنان على وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 ونشر الجيش اللبناني في الجنوب.
وتستغرق زيارة أبو الغيط يوماً واحداًحسب ما افاد الأمين العام المساعد السفير حسام زكي الذي أوضح «أن زيارة الأمين العام تستهدف التشاور مع القيادات اللبنانية حول سبل التعامل مع العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان والذي يستلزم الحد الأدني من التفاهمات اللبنانية، كما تهدف الزيارة إلى تشجيع التوصل إلى تفاهمات في ملف الشغور الرئاسي باعتباره أمراً بات يشكل أولوية هامة لاستكمال القيادات الدستورية في البلد بما يمكنه من مواجهة التحديات الكبري التي يمر بها». ولفت زكي إلى «أن ابو الغيط يهدف كذلك للتعرف إلى الموقف اللبناني فيما يتعلق بالوضع الإنساني والاغاثي لدعم النازحين جراء العدوان، خصوصاً في ضوء قرب انعقاد اجتماع باريس يوم 24 الجاري والذي دعيت الجامعة العربية للمشاركة فيه».