صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

هل تغادر أورتاغوس «حقيبة لبنان» فتكون زيارتها لبيروت «وداعية»؟ .. عون يستحضر موقفاً للسيستاني للتأكيد على «حصر السلاح بيد الدولة»

تشي الديناميةُ فوق العادية التي تخيّم على طولِ المنطقة وعرْضها بأن الشرق الحديث الآخِذ بالتموضع على وهجِ التحولات الجيو- سياسية التي وُلدت من رحم حربٍ لم تنتهِ، مُقْبِلٌ على المزيد من المتغيرات الآيلة إلى رسم معالم حقبةٍ جديدة في الإقليم بعد عقود من الأسْرِ في محورٍ أدارتْه إيران وتولّى إضعاف «الدول الوطنية» والاستيلاء على الإمرة فيها.

فورقةُ المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف حول غزة أمام الحائط، والمقترَحُ الأميركي في الشأن النووي الإيراني يَضع المفاوضات بين واشنطن وطهران على المحكّ، وتقريرُ الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحوّل سلاحاً بيد أوروبا، والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي تعتزم زيارةَ بيروت قريباً تستعد لأن تودّع «حقيبة لبنان».

وعلى وهج هذا العصف الديبلوماسي، تشهد مطاراتُ المنطقة حركةَ إقلاعٍ وهبوطٍ بوتيرةٍ عالية. فالرئيس اللبناني جوزاف عون زار العراق وعاد إلى بيروت، والرئيس السوري أحمد الشرع حطّ في الكويت بعدما كان استَقبل في دمشق وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، فيما الإعدادُ على قدمٍ وساق للمؤتمر الدولي حول حلّ الدولتين في نيويورك خلال يونيو الجاري.

ولن تكون عاديةً الزيارةُ التي يعتزم القيام بها اليوم لبيروت وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي سيُجري محادثاتٍ مع كبار المسؤولين الذين سيعبّرون عن خياراتِ «لبنان الجديد» العائد إلى الحضن العربي بعدما أَفْلَتَ من قبضةِ طهران والذي يَمْضي في تنفيذِ «القرار المُتَّخَذ» بنزْعِ أيّ سلاحٍ خارج الدولة، ولا يتردّد في القول بلسان رئيس حكومته نواف سلام «إن عَهْدَ تصدير الثورة الإيرانية انتهى».

عون… بين السيستاني والجواهري

ومن بغداد، استعاد عون هذا العنوان في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في معرض إعلانه «آن الاوان لتكريس مفهوم الهوية الوطنية وتكريس مبدأ الدولة الوطنية السيدة»، إذ استحضر موقفاً للمرجع الشيعي السيد علي السيستاني.

وقال إن «الحلُ لإشكاليةِ هويتِنا الوطنية داخلَ دولتِنا الناجزة استلهمه حرفياً من موقف أصيل عميق لسماحة المرجع الديني الأعلى، السيد علي الحسيني السيستاني، في نوفمبر الماضي حين وضعَ خريطةَ طريق بدهية للحل، إذ دعا النخبَ الواعية، إلى أن يأخذوا العبر من التجاربِ التي مرّوا بها ويعملوا بجد في سبيلِ تحقيق مستقبل أفضل لبلدهم ينعمُ فيه الجميعُ بالأمنِ والاستقرارِ والرُقيِ والازدهار وذلك عبرَ إعدادِ خططٍ عِلمية وعملية لإدارةِ البلد اعتماداً على: مبدأِ الكفاءةِ والنزاهة في مواقعِ المسؤولية، ومنْعِ التدخلاتِ الخارجية بمختلفِ وجوهِها، وتحكيمِ سلطةِ القانون وحصرِ السلاحِ بيدِ الدولة، ومكافحةِ الفسادِ على كل المستويات».

وختم «انتهى كلامُ سماحتِه ولا نزيدُ عليه حرفاً».

وبعدما شكر عون للعراق «كلِ ما قدمه للبنان من هباتٍ وتقدماتٍ ومساعدات في شتى المجالات»، قال «أما كيف نكونُ دولاً وطنية سيّدة في إطارِ تعاون عربي عصري حديث، فنحن في حاجة ماسة إلى قيام نظام المصلحة العربية المشتركة، نظام قائم على تبادلِ المصالحِ المشتركة بين بلدانِنا وشعوبنا وتنميتها ومضاعفتِها. نظام عربي مُؤسس ومُقَوْنن في إطار اتفاقات ثنائية ومشتركة بما يتبلورُ تدريجاً وبثبات، سوقاً عربيةً مشتركة تنظّمُ التعاونَ بين اقتصاداتِنا الوطنية كافة في انتقالِ الأشخاصِ والسلعِ والخدماتِ على أنواعها».

وجاءت زيارة الرئيس اللبناني بعد أزمةٍ دبلوماسية عابرة بين البلدين أعقبتْ تصريحاً لعون أكد فيه خلال مقابلة صحافية (أبريل)، أن لبنان «لن يستنسخ تجربة الحشد الشعبي العراقي لاستيعاب حزب الله ضمن صفوف الجيش اللبناني»، وهو ما قوبل باستياء عراقي عبّر عن نفسه باستدعاء السفير اللبناني وتسليمه احتجاجاً رسمياً من الحكومة، علماً أن عون لم يشارك في قمة بغداد العربية ومثّل «بلاد الأرز» فيها رئيس الوزراء نواف سلام.

وعكستْ حفاوةُ الاستقبال العراقي كما الدفء الذي اتسمت به كلمة الرئيس اللبناني في المؤتمر مع السوداني أن العلاقاتِ بين الدولتين تجاوزت «التباسات الحشد»، وقد حرص عون على استعارة أبيات للشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري، ليُلاقيه السوداني بمواقف عالية التضامن مع لبنان أكد فيها «حرص العراق، حكومة وشعباً، على دعم لبنان وتَماسُكه ووحدته واستقراره، وتقوية مؤسسات الدولة فيه، والسيادة على أرضه، ورفْض كل ما يتجاوز على هذا الركن المهم، وهو ما سيعمل العراق عليه خلال رئاسته القمة العربية».

وإذ شدد على «ضرورة تطبيق القرار 1701 بشكل كامل، والمجتمع الدولي مطالَب وملزَم بأداء التزاماته في التنفيذ غير الانتقائي للقرار الدولي من أجل دعم الاستقرار ووقف العدوان»، قال «ناقشنا مع الرئيس عون التعاون بين العراق ولبنان في مختلف المجالات، والعراق ساهم بـ20 مليون دولار إلى الصندوق العربي لإعادة إعمار لبنان وندعم سوريا ووحدة أراضيها».

وأضاف «عرضنا الفرص المشتركة في مجالات الطاقة والاتصالات والتبادل التجاري والتكامل المطلوب بما ينعكس على الشعبين».

وأوضح أن «نجاح القوى السياسية اللبنانية في تشكيل حكومة خطوةٌ واثقةٌ كنا ننتظرها مثلما كان ينتظرها الشعب اللبناني»، مؤكداً «ندعم التوافق السياسي الداخلي في لبنان في إطار التزامنا بمنهجنا الأساسي في عدم التدخل في الشؤون الداخلية».

وبحسب البيان الرسمي الصادر عن مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية، فقد اقترح السوداني «تشكيل لجنة مشتركة للتبادل التجاري وأخرى للتنسيق السياسي والأمني لما يعود بالمنفعة عليهما، وهو ما أيّده الرئيس عون».

وكان عون أكد «ان اللبنانيين لن ينسوا دعم العراق والعراقيين لهم في مختلف الظروف ولا سيما ارساليات النفط التي ساعدت على توفير حلول عملية لأزمة الكهرباء والطاقة بشكل عام»، مشيراً الى «وجود الكثير من المشاريع المشتركة بين البلدين والتي تعود بالنفع عليهما معاً»، ولافتاً الى «كثرة التحديات لا سيما موضوع الارهاب، والذي يلقى عناية كبيرة من الجانبين».

واعتبر خلال لقائه الرئيس عبداللطيف رشيد «أن ما يجري في غزة أمر غير مقبول، وعلى المجتمع الدولي التحرك فوراً للتصدي للحالات غير الانسانية التي تسود في غزة، وهي مسؤولية تقع على عاتق هذا المجتمع».

من جهته، شدد رشيد على ارتياحه لما شهدتْه الأوضاع اللبنانية من تحسن في الفترة الأخيرة، مشيراً الى «أن هذا الشعور يخالج العراقيين جميعاً»، ومؤكداً «الاستعدادَ للتعاون في المجالات كافة»، ومتمنياً «النجاح للبنان في ظل قيادة الرئيس عون وفي ضوء التطورات الايجابية التي يشهدها البلد».

«اليونيفيل» و… أورتاغوس

ولم تحجب هذه الزيارة الأنظارَ عن صعود ملف التجديد لقوة «اليونيفيل»، ولو باكراً أي قبل نحو 3 أشهر على موعده، في ضوء تقارير عن مناخاتٍ تهبّ من واشنطن عن محاولاتٍ لتعديل مهماتها خصوصاً لجهة تعزيز حرية حركتها في جنوب الليطاني من دون أن تكون مقيَّدة بمرافقةٍ من الجيش اللبناني، وهو ما يُشتمّ منه منْح «أنيابِ» الفصل السابع للقرار 1701، ويتحسّب له لبنان الذي يتمسّك بإبقاء القوة الدولية ضمن الإطار الناظم الحالي لعملها وشكّل لجنةً لإعداد رسالة التجديد إلى مجلس الأمن متضّمنة موقفه.

وفي الوقت الذي أُثيرَ غبارٌ كثيفٌ حول خلفياتِ هذه المناخات الأميركية، التي تزامنتْ مع أجواء مستعادة عن رغبةٍ في خفْض عديد «اليونيفيل» وتقليص تمويلها، وسط عدم استبعاد ارتباط هذا الأمر برفْع الضغوط على بيروت للإسراع في تنفيذ وعودها بسحْب سلاح «حزب الله»، لم يكن عابراً ما تقاطعتْ على ذكْره تقارير في الولايات المتحدة وإسرائيل عن اتجاهٍ لاستبدال أورتاغوس نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف والتي يستعدّ لبنان لاستقبالها مجدداً ولطالما تميّزت بمواقفها الحادة من الحزب والتي تحضّ «بلاد الأرز» على تطبيقٍ «وفي أسرع وقت» لبند نزْع سلاحه من كل الأراضي اللبنانية.

وإذ نُقل عن مصادر في البيت الأبيض أن أورتاغوس ستغادر منصبها قريباً على أن يتم إعادة تعيينها في منصب آخَر، ذكرت الصحافية الأميركية لورا لومر التي تُعدّ من أكثر الداعمين للرئيس دونالد ترامب في منشور على منصة «إكس» أن المسؤولة الأميركية كانت ترغب في أن تُعين كمبعوثة خاصة إلى سوريا، لكن المنصب مُنح إلى توم باراك، معلنة أن ويتكوف سيكشف عن بديل مورغان هذا الأسبوع.

وبالتزامن كشف الصحافي في القناة 14 الإسرائيلية تامر موراغ أنّ «أورتاغوس والمسؤولة عن ملف لبنان في الإدارة الأميركية، ستغادر منصبها قريباً»، موضحاً أنّ «هذا ليس خبراً ساراً لإسرائيل، فقد كانت أورتاغوس مؤيدة بشدة لإسرائيل وعملت بحزم على مسألة نزع سلاح حزب الله».

وقال موراغ «أخيراً، طُرد كلٌّ من ميراف سيرين، وهي إسرائيلية أميركية كانت مسؤولة عن ملف إيران، وإريك تراغر، المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مجلس الأمن القومي الأميركي. كان كلاهما يُعتبران من أشدّ المؤيدين لإسرائيل».

وأضاف «تم تعيين سيرين وتراغر من قِبَل مستشار الأمن القومي السابق مايك والتز، وأُقيلا من خليفته وزير الخارجية الأميركي والمسؤول عن المنصب حالياً ماركو روبيو، بعد إعادة تعيين والتز سفيراً لدى الأمم المتحدة».

ورأى أنّ «النتيجة النهائية لهذه الموجة من التغييرات والمغادرة من البيت الأبيض ليست في مصلحة إسرائيل».

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading