صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

هبة طوجي تفتتح «مهرجانات بيبلوس» وهي تغني بخمس لغات

بقلم : سوسن الأبطح - بالموسيقى، والغناء والرقص والاستعراض، عادت «مهرجانات بيبلوس»، بعد ثلاث سنوات من التوقف القسري، بحفل لهبة طوجي وأسامة الرحباني مساء الجمعة.

وإذ أتى هذا الافتتاح الكبير بعد يوم واحد من ذكرى انفجار مرفأ بيروت المشؤوم في الرابع من أغسطس (آب) عام 2020، فقد افتتح أسامة الحفل بكلمة أكد فيها على الحزن الكبير الذي لا يزال يعتمل في القلوب، لكن الحياة يجب أن تستمر.

جاءت الأغنيات الأولى من الحفل وطنية، هادئة، مؤثرة، فكان البدء بـ«ما بعرف من شو خايفة، بعرف مطرحي هون». وتوجهت طوجي إلى جمهورها مؤكدة أن «الجرح يكبر، والوقت مش ممكن ينسّينا ييلي صار، ورح نبقى نطالب بالعدالة»، مشيدة بالوحدة في التعدد التي يعيشها الشعب اللبناني، ومتحدثة عن أهمية مهرجانات جبيل بالنسبة لها: «أول مسرح وقفت عليه بحياتي وكان عمري 19 سنة»، قبل أن تغني: «عبالي أهرب عبالي واسكن بدني لحالي»، تبعتها: «لحبيبي بغنّي لوجّو الأمان، لأرض بيحلم فيها بالسّعادة إنسان، وبيتعذّب إنسان وبيقاوم إنسان، لأجل الحرّيّة من أوّل الزّمان».

أسامة الرحباني الذي جلس في مقدمة المسرح رافق هبة طوجي عزفاً على البيانو، وعملت الشاشات الضخمة التي ثبتت إلى يمين المسرح ويساره فعلاً مؤثراً، وكذلك الشاشة المستديرة الكبيرة التي شكلت خلفية للخشبة تحيط بها دوائر مضاءة بالكشافات.

نوع من الإخراج الفني لحفل غنائي لم يكتفِ بالموسيقى والكلمة وجاء الراقصون ليكملوا اللوحات. وكان جهد طوجي كبيراً؛ فقد شاركت بالرقص، وغنت بالعربية كما بالإيطالية والإنجليزية والإسبانية والفرنسية.

وسبق لهبة طوجي أن سجلت فيديو كليب مع الفنان العالمي لويس فونسي مغني «ديسباسيتو» الشهيرة التي أدتها في الحفل. وكانت المشاهد المصورة التي تنقل على الشاشات وترافق الأغنيات، تغني المشهديات التي حرص مخرج الحفل على أن تبقى متجددة طوال الوقت.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

«شو يلي معلقني فيك» من الأغنيات التي يعرفها الجمهور جيداً، رددها مع مغنيته الأثيرة، ومع «وطني عاد» المستوحاة من حياة الاغتراب اللبناني الأليم، رأينا على المسرح عابرين بشنط السفر، وعناقاً، وتلويحاً بالأيدي، تجسيداً لحكايات الفراق واللقاء المتكررة لأناس أبعدتهم الظروف عن أحبابهم.

كثير من أغنيات هذا الحفل هي من الألبوم الجديد لهبة طوجي «بعد سنين» الذي صدر في مايو (أيار) الماضي، بعد أن استغرقها ثلاثة أعوام من العمل مع أسامة الرحباني، بمشاركة العديد من الفنانين، ولقي صدى عربياً.

وفي تحية إلى زوجها وعازف الترومبت الشهير إبراهيم معلوف الذي كان يحضر الحفل، غنت طوجي «حياتي بلاك يا حبيبي»، في حين كانت مشاهد من حياتها العائلية مع معلوف وطفليهما الصغيرين تعبر خلفها على الشاشات. وهي المرة الأولى التي يتاح فيها لمعلوف أن يحضر حفلاً لزوجته، كمتفرج، وهو الذي رافقها في حفلات سابقة كمشارك وموسيقي. واستمرت الصور العائلية تتدفق مع أغنية «لا تواخذونا».

«لا بداية ولا نهاية» واحدة من أكثر الأغنيات شهرة، غنتها طوجي واقفة على سلم مرتفع وذيل فستانها الطويل ينسدل ويرفرف، بحيث أريد لكل أغنية أن تكون لها أجواؤها وروحها المسرحية الخاصة.

تحدث أسامة الرحباني قبل أن ينتهي الجزء الأول من الحفل عن تسعة آلاف سنة من التاريخ في جبيل، عن دوره مع الكبير منصور الرحباني في اختيار هذا الموقع لمسرح «مهرجانات بيبلوس»، وهذا المكان الساحر على المرفأ الذي تجتمع له الكنيسة والجامع والبحر والجبل وأماكن رمزية كثيرة، هنا حيث مرّ الفينيقيون والكنعانيون، والرومان والعثمانيون والصليبيون، وغيرهم كثر.

وإذا كان القسم الأول خُصص للوطنيات والرومانسيات، فالجزء الثاني جاء أكثر حيوية ونابضاً بقصص الحب على ألوانها. وجاءت إطلالة الفنان أنطوني خوري (أدونيس) مفرحة للشباب، وهو الذي شارك في كتابة أغنيتين من الألبوم الجديد، إحداهما «حبيبي يا حبيبي»، التي أداها في بيبلوس مشاركاً طوجي غناءها.

«أول ما شفتوا ما حبيتوا» حضرت أيضاً، وطلبت طوجي من الجميع إضاءة تليفوناتهم، وأن يؤدوا معها تلك الأغنية التي باتت تقدمها في كل حفل تحية للمرأة في كل مكان: «هلأ أنا عرفت، مين اللي بيختار مرسوم ومكتوب بالعالي المسار. هلأ أنا عرفت، ما عدت هالبنت، اليوم كبرت وصرت، وحدي اللي بختار».

وإضافة إلى الرقص الغربي كانت الدبكة. وقبل أن تطلق العنان لحنجرتها بأغنية «لاموني كثير على حبك»، أعلنت طوجي «صار وقت نرقص شوي». وهكذا كان، جو من الفرح والصراخ، والغناء الجماعي، انتهى بأكثر أغنية ظرفاً بين أغنيات طوجي على الإطلاق، والتي تقول فيها: «العالم كلّه عم يسألنا، إنتوا والله كيف عايشين، قلتلّن هيدي بلدنا صرنا عليها معوّدين، سياحة، فنّ ومعارك، الله الحامي، الله مبارِك، يللي بدّو يجي يشارك، نحنا بسيرك المجانين»؛ إذ رقص الجمهور مع الراقصين على المسرح؛ فرقة إلى اليمين ترقص الغربي، وأخرى على اليسار تؤدي الدبكة، والجمهور في جنون.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading