انتهت الحرب وتتوالى فصول استغلال “حزب الله” لمؤسسات الدولة، من مستودعات الجامعة اللبنانية لتخبئة الأسلحة والصواريخ والتي كانت “نداء الوطن” الأولى في الكشف عليها، وصولاً إلى تخزين الأسلحة والصواريخ بين الأماكن السكنية، وليس انتهاء باستغلال القضاء والضغط عليه لصالحه، وكان آخرها إطلاق سراح الفاشينستاز الثلاث.
وفي العودة إلى تحكم “الحزب” بالقضاء علمت “نداء الوطن” من مصادر خاصة أنه وخلال فترة الحرب، أوقف أحد الأجهزة الأمنية في إحدى المناطق السكنية ضمن بيروت، “باصين” يحملان مسيّرات مفخخة لـ “حزب الله”، وعلى الأثر قامت الأجهزة الأمنية بمخابرة القاضية مايا كنعان معاون مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالحادثة، وأعطت إشارة للجهاز الأمني بإعادة المضبوطات إلى “حزب الله”. يذكر أن كنعان هي زوجة وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد المرتضى المحسوب على “حزب الله”.
هذا التمادي الفاقع والتماهي مع مواقف “حزب الله”، ليس بعيداً عن المرتضى الذي وفي إحدى جلسات مجلس الوزراء خلال عام 2021، وبعدما استدعى القاضي طارق البيطار وزير المالية السابق علي حسن خليل إلى التحقيق، قال: “نازل آخدو لعلي حسن خليل عالمنارة وخلي ابن مرا يوقفو”.
كما أمر بإزالة لائحة تحمل شعار “الدرع الأزرق Blue shield” تم وضعها على جدار في قلعة بعلبك، عملاً باتفاقية دولية لحماية الممتلكات الثقافية خلال الحرب. وقال المرتضى يومها إن الفظائع في غزّة أثبتت أن مثل هذه “الدرع” لا تحمي شيئاً.