غادر غالبية سكان قرية “علما الشعب” جنوبي لبنان، بعد الاشتباكات على طول الحدود مع إسرائيل، منذ اندلاع الحرب بين الأأخيرة وحركة حماي في قطاع غزة، الشهر الماضي.
وقالت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، إن “الغالبية العظمى من سكان علما الشعب، البالغ عددهم 900 شخص، غادروا بالفعل إلى مدن، مثل العاصمة بيروت، بينما تحلق الصواريخ والقذائف فوق رؤوسهم”.
ووجد القليلون الذين بقوا في “علما الشعب” ذات الأغلبية المسيحية، أنفسهم عالقين في مرمى النيران المتبادلة بين حزب الله اللبناني والقوات الإسرائيلية.
ويقصف حزب الله ومجموعات أخرى، مواقع إسرائيلية من جنوبي لبنان بشكل يومي. وترد إسرائيل بقصف قرى وبلدات حدودية، وتقول إنها تستهدف “تحركات ومنشآت لحزب الله”.
ومنذ بدء التصعيد، قتل 88 شخصا في لبنان، من بينهم 65 مقاتلا من حزب الله و10 مدنيين، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس. وأحصت إسرائيل، من جهتها، مقتل 6 عسكريين و3 مدنيين منذ بدء التصعيد على الحدود بين إسرائيل ولبنان.
وحذرت عدة دول غربية، من بينها الولايات المتحدة وفرنسا، من خطورة توسع الحرب في غزة إلى لبنان.
و”علما الشعب” هي القرية المسيحية الوحيدة بين 104 تجمعا سكانيا في جنوب لبنان، أما البقية فمعظمهم من المسلمين الشيعة.
وقال أنطون كونسول، وهو مدير المدرسة الثانوية المحلية بالقرية اللبنانية: “نحن خائفون”، مضيفا: “عندما نستيقظ في الصباح التالي نحمد الله أننا ما زلنا على قيد الحياة”.
وتابع: “هذه الحرب لا علاقة لنا بها، وهذه هي المشكلة.. إنه أمر محزن، لكن ماذا يمكننا أن نفعل؟”.
وبدأ التصعيد على حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان إثر اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، إثر هجوم غير مسبوق شنته الحركة الفلسطينية المصنفة على قائمة الإرهاب، على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وفي ظل التصعيد على حدودها الشمالية، أجلت إسرائيل منذ بدء الحرب مع حركة حماس، عشرات آلاف السكان من التجمعات الواقعة على طول الحدود مع لبنان.
وكان ضمن العدد القليل المتبقي في القرية، رئيس الكنيسة المارونية المحلية، المونسنيور مارون غفاري.
وفي حديثه لشبكة “سكاي نيوز”، قال غفاري: “أنا من القرية ولدي خبرة (كثيرة) بحروب لبنان، لذا سأبقى مع أهلنا. هناك كبار في السن ليس لديهم أحد، ويجب أن نكون بالقرب منهم خلال هذا الوضع المأساوي”.