عندما تخلى الجميع عن مدينة زحلة وتركوها وحيدة في مواجهة آلة القتل التابعة لنظام السوري آنذك ، وجدت “القوات اللبنانية” نفسها أمام معركة مصيرية لم يكن لها خيار سوى خوضها دفاعًا عن المدينة وأهلها. وفي مواجهة جيش الأسد المدجج بالسلاح والمدعوم بقوة دولية وإقليمية، وقفت “القوات اللبنانية” ببسالة وشجاعة فائقة، وبعدد قليل من المقاومين المؤمنين بقضيتهم، تمكنت من دحر جيش النظام السوري ومنعه من دخول زحلة الصمود. تلك المعارك الشرسة التي خاضتها زحلة في مختلف المجالات، عسكريًا وسياسيًا وشعبيًا، أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن “القوات” هي “قلب زحلة” النابض، وأن تاريخ المدينة وهويتها متجذران في مقاومتها وتضحياتها.
اليوم، وبعد محاولات عديدة بذلتها “القوات اللبنانية” لتجنيب المدينة ويلات معارك لا تصب في مصلحة أهلها وتاريخها، يحاول البعض تغيير نبض قلب زحلة، والعبث بهويتها التي ارتوت بدماء شهدائها. وهذا التوجه الذي لا يشبه زحلة وأهلها الأوفياء، لن تقبل به “القوات اللبنانية” التي وجدت نفسها مرة أخرى وحيدة في مواجهة هذا التغيير المشبوه الذي يسعى لفرض واقع جديد على المدينة.
في السياق، ترى مصادر “قواتية” مطلعة، عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن حزب “القوات” لم يبخل يومًا في تقديم أغلى ما لديه من تضحيات في سبيل زحلة وعزتها وكرامتها. هذه المدينة، التي تجسد معاني الصمود والصلابة في وجه التحديات، تقف اليوم على موعد حاسم يوم الأحد المقبل لتقول بصوت واحد مدوٍّ “لا” لمحاولات الإلغاء والتهميش كافة والتي تتعرض لها “القوات اللبنانية” ومدينة زحلة.
تشير المصادر “القواتية” إلى أن خيرة شباب وشابات زحلة اتخذوا قرارًا تاريخيًا بقيادة معركة التغيير من أجل غد أفضل يليق بتاريخ وعراقة مدينتهم وأهلها، هؤلاء الشباب والشابات، الذين يمتلكون الطاقات والخبرات اللازمة، وضعوا قدراتهم في خدمة زحلة وتطويرها لتستعيد مجددًا لقبها المستحق كعروس البقاع، مدينة شامخة بتاريخها، مزدهرة بمستقبلها، وأبيّة بأهلها الذين لن يسمحوا لأحد بتغيير نبض قلبها أو طمس هويتها. إن معركة يوم الأحد هي معركة استعادة زحلة لذاتها، معركة الوفاء لتضحيات الماضي، ومعركة بناء مستقبل مشرق يليق بتضحيات الأجيال.