وتلبية لذكريات عالبال حزمت الشركتان أمرهما وقررتا تنظيم حفلات جديدة من ضمن هذه الفعاليات. وأعلنتا في مؤتمر صحافي عُقد في كازينو لبنان عن برنامجهما الفني لخريف وشتاء 2023 و2024.
حضر المؤتمر وليد نصّار وزير السياحة في لبنان، ورولان خوري مدير كازينو لبنان. فهما يشكلان الداعمين الأبرز لهذه الحفلات في غياب رعاة آخرين غابوا عن الساحة بعد الأزمة الاقتصادية التي ألمت بلبنان.
وتتضمن الحفلات التي تمتد من شهر أكتوبر (تشرين الأول) لغاية فبراير (شباط)، عدداً من أسماء نجوم أجانب يحبهم اللبنانيون. يحضر كريس دي بيرغ لأمسيتي 28 و29 أكتوبر في صالة السفراء في كازينو لبنان؛ ويليه الفرنسي غارو في 8 و9 ديسمبر (كانون الأول) في المكان نفسه. أمّا الصغار والكبار فهم على موعد مع حفلات «سندريلا على الجليد»، وتمتد عروضها من 22 لغاية 26 نوفمبر (تشرين الثاني). وفي مناسبة عيد الحب يحضر كلٌ من النجمين فيل بارني وفيليب لافيل في 9 و10 فبراير 2024.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أكد وزير السياحة وليد نصار أن هذه الحفلات تبرز وجه لبنان المضيء، وتحافظ عليه منارة للثقافات والفنون.
وعن المبادرة التي أطلقها خلال المؤتمر وتدعو وزارة السياحة لتكريم هؤلاء الفنانين الأجانب، قال: «لم تسنح لنا الفرصة من قبل للقيام بخطوة مماثلة. ولكنّ اليوم ومع الجهود التي يبذلها كازينو لبنان وأمين أبي ياغي صاحب شركة (ستار سيستم) أصبح الأمر متاحاً بشكل أفضل».
وكان الوزير نصار قد علق على دعوات بعض السفارات لرعاياهم بمغادرة لبنان، قائلاً: «إننا على اتصال مباشر مع تلك السفارات خصوصاً مع وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب، الذي هنأنا على الموسم السياحي للصيف الحالي. كما صرح السفير السعودي وليد البخاري بأن المملكة مع تشجيع السياحة في لبنان. ولكن، يحق لكل سفارة وعند حصول أي حدث أمني، إطلاق بيانات للحفاظ على رعاياها في أي دولة كانوا. وكل هذه الدعوات لم تؤثّر على الموسم السياحي في لبنان. ولا تزال حركة الواصلين والمغادرين إلى مطار بيروت تتمتع بالوتيرة العالية نفسها».
ومن ناحيته، أشار أمين أبي ياغي في لقاء مع «الشرق الأوسط» إلى أنه لم يفقد يوماً حماسه لإقامة هذا النوع من الحفلات في لبنان. وأشار إلى أنه وانطلاقاً من موسم صيف مزدهر شهد حفلات فنية ضخمة، قرّر تمديد موسم الفن في لبنان لغاية الخريف والشتاء المقبلين. «لقد لمسنا مدى تعطش اللبنانيين للفرح والاحتفاء بالحياة بعد فترة ركود طويلة فُرضت عليهم. فقررت مع شركة «تو يو تو سي» تنظيم هذه الحفلات. ومن شأنها أن تُسهم في تحريك العجلة السياحية في لبنان لا سيما أن أسماء فنية لامعة وكبيرة تحضر فيها. هناك قاعدة شعبية كبيرة في لبنان للفنانين كريس دي بيرغ وغارو اللذين لم يترددا ولا للحظة في إحياء هذه الحفلات. فكانا متحمسين للقاء الجمهور اللبناني من جديد. فهما يحفظان له كل الذكريات الحلوة في لقاءات سابقة».
ورأى أبي ياغي أن هذه الحفلات تجذب الأجيال التي عايشت عصر نجومها وكذلك الشباب اللبناني. «لقد لمسنا مدى تعلق شريحة لا يستهان بها من الشباب، الذي حفظ أغاني هؤلاء النجوم عبر أهاليهم فتربوا على ألحانها وكلماتها. وتفاجأنا بالإقبال الكبير الذي يُترجم مدى إعجابهم بهؤلاء الفنانين. حتى إنّ ضيوفنا أنفسهم أمثال الراحل بارزوتي لفت انتباههم هذا الأمر وتأثروا به».
وعمّا إذا أخذ بعين الاعتبار تكلفة بطاقات الحفلات لتكون متاحة لأكبر عدد من اللبنانيين، أجاب: «طبعاً أخذنا عملية تحديد أسعار البطاقات بعين الاعتبار فهي مقبولة، وتأتي أقل من تلك التي كنا نتّبعها في حفلات السنوات السابقة، وهي تتراوح ما بين 40 و200 دولار. وفي عروض (سندريلا على الجليد) تنخفض أسعار البطاقات لتتراوح ما بين 30 و90 دولاراً. فقد درسنا بدقة تكلفتها لا سيما أنّ هذا النوع من العروض يجذب جميع أفراد العائلة. فلم يكن من المقبول أن نضع أسعاراً لا توافق ميزانيتهم المادية».
وتوقع أبي ياغي أن تجذب فعاليات «Les nuits Nostalgie» الفنية السائحين العرب. وختم لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن كريس دي بيرغ يتمتع بشعبية لا يستهان بها عربياً، أمّا بالنسبة لغارو وفيليب لافيل وفييل بارني، فهم يجذبون الجمهور الفرنكوفوني أكثر من غيره».