صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

مواجهة «حزب الله» وإسرائيل تتسع… وأيام قتالية بالأفق

بقلم : منير الربيع - مع ازدياد المخاوف من اتساع رقعة النزاع بالمنطقة في حال شنت إيران وحلفاؤها هجوماً على إسرائيل، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران، دخل «حزب الله» في بروفة قتالية مع الاحتلال، بانتظار انتقامه الكبير للقيادي العسكري فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية الأسبوع الفائت.

مع توجّه الأنظار إلى رد طهران على اغتيال ضيفها، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وتداعياته على المنطقة، أصبح التعاطي مع الوضع العسكري في لبنان وجنوبه أمام تصعيد حتمي سيصل إلى مواجهة واسعة أو أيام قتالية، وفق استنتاجات دولية ودبلوماسية ومحلية، وبناء عليها يتم التحضير للمرحلة المقبلة.

وبينما يخوض المجتمع الدولي سباقاً مع الزمن لتجنّب تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها ضد إسرائيل، مددت شركات الطيران تعليق الرحلات وكثفت السفارات عمليات الإجلاء، والحث على المغادرة ووضعت خططاً لاحتمال توسّع الحرب، فيما تتحضر مؤسسات الدولة اللبنانية لما هو أسوأ، لا سيما وزارة الصحة التي تلقت دعماً ومساعدات من منظمة الصحة العالمية بشكل طارئ، أما القوى السياسية والأحزاب فجميعها تبحث في كيفية التعاطي مع الحرب ونزوح المزيد من الجنوب وضاحية بيروت.

وبعد زيارة أمين مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، إلى إيران، تلقى لبنان وحزب الله المزيد من الرسائل الروسية المحذرة من الوقوع في فخ ينصبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستدراج الجميع لحرب واسعة. تبدي الرسالة الروسية قلقاً على تطورات الأوضاع ومن أن يستغل نتنياهو أي ردّ سيقدم عليه الحزب لتوسيع حربه بالمنطقة واستدراج الولايات المتحدة لها.

بروفة قتالية

لكن الوقائع الميدانية بدت مختلفة عن كل ما يتصل بالمساعي السياسية للجم التصعيد، فبعد ساعات من تصفيتهم أحد كوادر الوحدة الصاروخية بالحزب مع اثنين آخرين في بلدة عبا، واصل الإسرائيليون عملياتهم المكثفة مركّزين على الاغتيال، واستهدفوا مبنى من 3 طوابق ببلدة ميفدون البعيدة عن الحدود بنحو 40 كلم، كان بمنزلة غرفة عمليات للحزب، مما أدى إلى مقتل 5، بينهم 3 كوادر أساسيين، أحدهم ابن أخ القيادي مصطفى بدرالدين، المتهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري، والذي اغتيل بسورية عام 2016.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

وهذه العمليات رد عليها «حزب الله» بعنف من خلال شن هجمات مركّبة على مواقع ومستوطنات، طالت لأول مرة نهاريا بشكل مباشر، مما أدى إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى بعضهم بإصابات بالغة، كما شنّ هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات على مقر قيادة لواء غولاني ومقرّ وحدة إيغوز 621 في ثكنة شراغا، شمال عكا المحتلة.

وبهذه العمليات يمكن الحديث عن الانتقال إلى مرحلة جديدة من المواجهات أكثر سخونة بانتظار الضربة العنيفة التي ينوي الحزب تنفيذها رداً على استهداف الضاحية الجنوبية واغتيال القيادي العسكري الكبير فؤاد شكر. ووفق المعلومات القريبة من الحزب، فإن الردّ على استهدف الضاحية سيكون حتمياً وجدياً وعنيفاً لإعادة تعديل موازين القوى العسكرية وإحياء منظومة الردع وتوازن الرعب مع الإسرائيليين، رافضاً أي وساطة لتخفيف حدّته. وفي غزة، قال جيش الاحتلال إن قواته قتلت 45 فلسطينياً خلال 24 ساعة، بينهم قائد كتيبة الفرقان جابر عزيز، بعد اشتباكات عنيفة قالت حركة حماس إنها دمرت خلالها ناقلتَي جند ودبابتين في كمين بالقرب من مدينة رفح.

وفي الضفة الغربية، نفّذ الاحتلال عمليات شملت اقتحام مدينة جنين ومخيمها، وأدت إلى استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة 10، فيما أصيبت شرطية إسرائيلية في عملية طعن جنوب مدينة القدس ومقتل المهاجم.

وعلى وقع تزايد المخاوف من التصعيد الإقليمي، شهد العراق تطوراً كبيراً تمثل بإصابة أميركيين بقصف صاروخي استهدف، أمس الأول، قاعدة عين الأسد الجوية بالعراق، في هجوم يأتي بُعيد مقتل 4 مقاتلين موالين لإيران في غارة أميركية.

وأعلن الإعلام الأمني العراقي أن الاعتداء حصل بواسطة صاروخين انطلقا من عجلة (مركبة) تم ضبطها لاحقاً و»بداخلها 8 صواريخ من أصل 10 كانت مُعدة للإطلاق»، مؤكدة رفض حكومة محمد السوداني تحويل العراق ساحة لتصفية الحسابات وخلط الأوراق، وتنفيذ أي اعتداء من داخل العراق أو خارجه، يستهدف مصالحه أو قواعده أو البعثات الدبلوماسية وأماكن وجود مستشاري التحالف الدولي، وكل ما من شأنه رفع التوتر في المنطقة، أو جرّ العراق الى أوضاع وتداعيات خطيرة». وفيما أوضحت «البنتاغون» أن «أفراد القاعدة يجرون تقييماً للأضرار بعد الهجوم»، ناقش الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس «خطوات الدفاع عن القوات الأميركية، والرد على أي هجوم ضدها بالطريقة والمكان المناسبين».

وفي حين اعتبر وزيرا خارجية مصر بدر عبدالعاطي، ولبنان عبدالله بوحبيب، أن التوصل إلى إيقاف إطلاق النار في قطاع غزة «السبيل الوحيد» لتجنب اندلاع حرب إقليمية بالمنطقة، يخوض المجتمع الدولي سباقاً مع الزمن لتجنب تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، مع تأكيد واشنطن أنها تعمل «ليلاً نهاراً» لمنع اندلاع حرب إقليمية.

وعقد بايدن اجتماعاً طارئاً في البيت الأبيض طالب خلاله وزير الخارجية أنتوني بلينكن بوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، حيث أدّت الحرب إلى حلقة عنف في الشرق الأوسط.

وقال بلينكن: «نحن منخرطون في دبلوماسية مكثّفة ليلاً ونهاراً لتوجيه رسالة مفادها بكل بساطة أنه يجب على جميع الأطراف الامتناع عن التصعيد»، مضيفاً: «من الأساسي أن نكسر هذه الحلقة من خلال التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة».

وتعهّد القادة الإيرانيون، كذلك حزب الله اللبناني، و»حماس» الفلسطينية بالانتقام لمقتل هنية وشكر، وتوعد المرشد الأعلى علي خامنئي بإنزال «عقاب قاسِ» بإسرائيل، متهّماً إياها باغتيال «ضيفه العزيز في بيته».

وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء أمس الأول «لا نسعى بأي حال من الأحوال إلى توسيع نطاق الحرب والأزمة في المنطقة»، لكن إسرائيل «ستتلقى بالتأكيد الردّ على جرائمها وغطرستها».

وقال نتنياهو ليل الأحد «نحن مصمّمون على مواجهة» إيران وحلفائها «على كل الجبهات، في كل الساحات، قريبة كانت أم بعيدة»، لافتاً إلى أن إسرائيل «تستعد لجميع السيناريوهات، هجوميًا ودفاعيًا».

والاثنين، وصل قائد القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم)، مايكل كوريلا، إلى إسرائيل لتقييم الوضع الأمني، فيما بحث بايدن مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني التطورات الإقليمية، وتحدث بلينكن مع رئيس وزراء قطر محمد بن عبدالرحمن ووزير خارجية مصر بدر عبدالعاطي، وهما اللاعبان الرئيسيان في المفاوضات بين إسرائيل و»حماس». وشدد بلينكن أيضاً على ضرورة تهدئة التوتر الإقليمي، وذلك في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.

وقبل عقد منظمة التعاون الإسلامي اليوم اجتماعًا بناء على طلب فلسطين وإيران، للتوصل إلى «موقف إسلامي موحّد» في المنطقة، دعا كلّ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «جميع الأطراف» إلى «التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وخفض التصعيد».

ذكرت قناة العربية، أمس، أن «حماس» اختارت محمد إسماعيل درويش رئيساً للمكتب السياسي، خلفاً لإسماعيل هنية، الذي اغتيل في مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران، فيما نفت مصادر داخل الحركة الفلسطينية الأمر.

ووفقاً لمصادر القناة السعودية، فإن رئيس «حماس» الجديد يقيم في قطر. وفي وقت سابق أمس، كشفت قناة الأخبار 12 العبرية عن «رجل ظل» في «حماس»، مقرّب من إيران، قالت إنه بات الأقرب لتولي منصب هنية. ويعد اختيار خليفة لهنية إحدى الإشكاليات المطروحة بشأن مستقبل الحركة سياسياً وعسكرياً.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأنها وسيلة إعلامية بأي شكل من الأشكال بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading