وآخر فصول هذا الانقسام بين مؤيد ومعارض للحرب الدائرة هو دعوة اهالي الطلاب في إحدى مدارس كسروان إلى الاضراب احتجاجاً على قيام راهبة تدعى مايا زيادة بدعوة طلاب المدرسة إلى الصلاة “لرجال المقاومة الذين يتعبون لحماية الوطن”، مضيفة “إذا ما كنا معهن منكون خونة بحق أرضنا ووطننا”. واعتبر البعض أن كلام الراهبة يناقض توجهات البطريركية المارونية والاغلبية المسيحية التي ترفض الحرب وتطالب الجيش اللبناني حصراً بتولي الدفاع عن لبنان بدل استئثار فئة معينة بحمل السلاح.
وبعد الضجة التي أثارها فيديو الراهبة ومطالبة مغردين “بكركي باتخاذ التدابير اللازمة لمنع تعرّض اطفالنا لغسل أدمغة من بعض الدخلاء على الرهبنة والمدارس”، أصدرت ادارة المدرسة بياناً نفت فيه علمها بما أقدمت عليه الراهبة وفصلتها عن الهيئة التعليمية. وجاء في البيان الموجّه من ادارة المدرسة إلى الاهالي “أن الاخت مايا تكلمت بحماس من دون أن تعي أبعاد كلامها وكانت مبادرتها شخصية ونشرتها دون علم المسؤولين عن المدرسة”.
واضافت “نحن نعمل في المدرسة منذ أكثر من 65 سنة ندرّس ونعطي بجدية ونشاط ومحبة لنوفّر أفضل ما يكون لأطفالنا وأنتم تعلمون كل العلم أننا لم ولن ننحاز يوماً لأية سياسة أم حزب أم فئة وهمنا الوحيد التربية الدينية والاخلاقية والثقافية والانسانية دون تفرقة ولا حساب”. وختم البيان “الأخت مايا زيادة لا تنتمي للهيئة التعليمية في المدرسة”.
وأثار هذا الاجراء سجالاً على مواقع التواصل، ورأى بعضهم أن ما تعرّضت له الراهبة من حملة سياسية ومصادرة لحرية الحق والتعبير أمر مخجل.
وبالموازاة، استحوذ تعليق جديد للإعلامية اللبنانية نوال بري حول الوضع في الجنوب على جدل على مواقع التواصل ايضاً بعدما كانت من أبرز الداعمين لغزة ولمساندتها انطلاقاً من الجنوب. فقد عبّرت نوال على منصة “إكس” عن معاناة الجنوب وتعب أهله، وكتبت: “يلي عم يصير بالجنوب مش طبيعي ابداً. يعني تكون بعدك ببيتك وولادك عم يروحوا عالمدرسة وبتجي ضربة مية متر من حد البيت وبتكمل حياتك طبيعي لان الاسرائيليي محددين مين عم يستهدفوا”. وقالت “يلي عم يصير بالجنوب هو ناس عم تعيش حرب قاسية كتير ومضطرة تبقى بهيك وضع لأن ما بدها تترك بيوتها وتتهجر. كلنا كنا مع مساندة غزة اول فترة للضغط لحتى ما يجتاحوها برّياً. اليوم غزة للاسف صارت ركام وناسها عايشين اكبر مأساة بعصرنا، وللأسف ساحة الجنوب اليوم صارت ساحة اغتيالات وقتل مدنيين”.
وأضافت “يلي عم يصير بالجنوب كتير صعب وانشالله يوقف اليوم قبل بكرا. الناس تعبانة كتير ومش عيب ولا عمالة انو الناس تتعب لما ما يكون في نتيجة واضحة للوضع يلي الناس عم تتحملو. الله يحمي اهل الجنوب وكل حدا عم يدافع عن الجنوب، بس الجنوب تعب كتير كتير. عم يدفع ثمن حرب غزة كتير. كنا اول فترة فخورين انو قدرنا نوقف حد غزة اليوم صار بدنا مين يوقف معنا بالوضع يلي عايشينو بالجنوب”.
وختمت: “إذا عبّرنا عن شو عم نحس ما معناتها عملاء او ضد مقاومة اسرائيل. السكوت بيوجع كتير امرار خاصة بعد مجزرة مبارح بخربة سلم. ناس هربانة من الحدود لحقها القصف وناس وولاد صارت عايشة عالوهلات والصدمات”.
وقد ردّ ناشطون من جمهور حزب الله على الاعلامية بري، وكتب علي عباس: “تعبنا من أشكال نوال بري ومن منافقين عايشين ازدواجية غير طبيعية بالتبعية لإعلام متصهين مموّل من رعاة التطبيع وتباكي على حقوق هم أول من يخرقها”.
وقالت غنى حريري “يا ريت حدا يقلها لنوال بري إنو أهل الجنوب مش ناطرينك تحكي باسمن اذا تعبوا أو لا أو إذا كانوا عم يناصروا اهلنا بغزة أو لا”.