صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

من شابه أباه… هل توجد حقا جينات فنية؟

بقلم : هيام بنوت - القائمة تضم ماجدة الرومي وزياد الرحباني وأنغام

توريث المهنة تقليد يشمل معظم مجالات الفن، لكن قد يخفق الأبناء أحياناً ويكون مصيرهم الفشل لأنهم يدخلون المجال معتمدين فقط على شهرة آبائهم، في مقابل حالات أخرى تفوّق أصحابها فنياً واستطاعوا أن يصنعوا لأنفسهم مكانة فنية خاصة بهم بعيداً من الوراثة.

لا شك أن البيت الفني يلعب دوراً في اكتشاف موهبة الأولاد واحتضانها، وقد شهدت الساحة الفنية على مر السنين سباقاً في التوريث من الفنانين لأولادهم. ففي لبنان مثلاً سنجد زياد الرحباني ابن الفنانة فيروز وعاصي الرحباني، وليليان نمري ابنة الممثلين علياء نمري وشرنو، وماجدة الرومي ابنة الملحن حليم الرومي، وفي سوريا أصالة نصري ابنة الفنان مصطفى نصري، وأمل عرفة ابنة الملحن سهيل عرفة التي بدأت مغنية ثم ممثلة، والليث حجو ابن الفنان عمر حجو، ورشا شربتجي ابنة المخرج هشام شربتجي، وديمة بياعة نجلة الفنانة مها المصري.

وفي مصر هناك أنغام ابنة الموسيقار محمد علي سليمان، ورامي ومحمد إمام ابنا الممثل عادل إمام، وأحمد الفيشاوي ابن فاروق الفيشاوي وسمية الألفي، وإيمي ودنيا ابنتا الفنانين سمير غانم ودلال عبد العزيز، وقبل أيام عدة أطل عبدالله نجل الفنان عمرو دياب مع والده في أغنية (يا ليل).

أما خليجياً، فقد لمع اسم أصيل ابن الفنان أبو بكر سالم، وبشار ابن الفنان حسين عبد الرضا الذي يعمل كمؤلف ومخرج ومنتج وشاعر غنائي، وغيرهما من الحالات الأخرى في كل الوطن العربي. فكيف ينظر النقاد والفنانون إلى واقع هذا التوريث الفني؟

ماذا يقول النقاد؟

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

المنتج الفني محسن جابر، الذي أنتج أعمالاً لأهم نجوم الغناء في الوطن العربي، يؤكد أنه لم يصادف خلال مشواره عائلة فنية كاملة، موضحاً “أنتجت لوردة الجزائرية وميادة الحناوي وسميرة سعيد ونوال الزغبي وراغب علامة وعمرو دياب. الفن لا يورث لكن يمكن أن يحدث تشبع فني لدى الأبناء عندما تكون العائلة فنية، ويمكن أن يصبح أحدهم فناناً لكن ليس بالضرورة في مجال الأهل نفسه”.

ويقول جابر إن “بعض الفنانين استفادوا من شهرة آبائهم وهذا طبيعي لأنه يفترض بالأهل أن يدعموا أولادهم إذا وجدوا أنهم يملكون الموهبة، فمثلاً ابن الممثل الراحل محمود ياسين موهوب جداً لكن في الكتابة وليس التمثيل كوالده، ومحمد ابن الممثل عادل إمام موهوب في التمثيل بينما شقيقه رامي في الإخراج، وهذا يعني أن العائلة الفنية تمنح الأولاد دعماً كبيراً لا يتوافر للفنانين الذين ينتمون إلى عائلات غير فنية، فسمير غانم ودلال عبد العزيز أنجبا إيمي ودنيا وهما محظوظتان أكثر من غيرهما كونهما كبرتا في أسرة فنية ساعدتهما على تعزيز الموهبة، والكل يوافقني الرأي بأن دنيا سمير غانم بارعة في الغناء والتمثيل والاستعراض”.

تعكس بعض الحالات الفنية استغلالاً لشهرة الأهل من أجل الوجود فنياً، لكن جابر يرى أن “هذا الأمر لا ينفع، فلو أن دنيا سمير غانم لا تملك الموهبة لما نجحت وتقبلها الناس حتى لو كانت ابنة شارلي شابلن، لكن فرصتها كانت أكبر لصقل موهبتها كونها نشأت في مدرسة فنية داخل البيت وبتوجيهات من الأم والأب، وهذا التجربة قد تكون أهم من الدراسة”.

ينفي جابر ما يشاع حول ممانعة الموسيقار محمد عبدالوهاب عمل أولاده في الفن، موضحاً “لم يجد في أولاده موهبة فنية غنائية أو تلحينية لكي ينميها فيهم، لذلك اتجهوا للعمل في مجالات أخرى بعيدة من الفن”.

في المقابل يشير إلى أنه لم يصادف خلال مشواره الفني حالات تفوقت فيها موهبة الأولاد على موهبة الأهل، مؤكداً “هذا شرف للأهل لو حدث، فابني محمد منتج وأتمنى في يوم من الأيام أن يصبح أفضل مني، وهو ينتج حالياً لعدد من الفنانين مثل رامي عياش وأحمد سعد. ومحمد إمام يجب ألا يكون نسخة من والده كفنان كوميدي، فربما يحصل على أدوار أخرى ويبرز في مكان فني مختلف تماماً”.

رغماً عن الناس

الصحافي والناقد محمد حجازي يؤكد استحالة نجومية الفنانين الذين يدخلون المجال معتمدين على شهرة الأهل، فـ”هم مستمرون بفضل دعم الأسرة لكن لا وراثة في الفن، وبعض أولاد النجوم لم ينجحوا كفنانين أبداً، ومن بينهم وعد ابن ملحم بركات، وأبناء نصري شمس الدين، بينما تمكن أحمد السعدني ابن الفنان صلاح السعدني من أن يفرض نفسه على الساحة لأنه موهوب، والأمر نفسه ينطبق على أحمد الفيشاوي”.

ويضيف حجازي “الوراثة هي المفتاح، لكن الابن لن يتمكن من تحقيق مكانة لنفسه إذا لم يثبت فعلياً أنه يملك موهبة حقيقية كحال بعض أولاد الفنانين الموجودين حالياً على الساحة بفضل علاقات أهلهم ودعهم المادي، لكنهم لن يستمروا عندما يتوقف هذا الدعم، والمال يمكن أن يطيل عمرهم الفني لفترة معينة لكن من الطبيعي ألا تكمل، والأمثلة كثيرة مثل تجربة خضر علاء الدين ابن الفنان شوشو الذي حاول أن يكون نسخة من والده لكنه فشل فشلاً ذريعاً”.

ولأن لكل قاعدة شواذ، لا يتردد حجازي في التأكيد على أن بعض أولاد الفنانين تفوقوا على أهلهم، موضحاً “صنع زياد الرحباني ابن فيروز وعاصي الرحباني اسمه من دون الاتكال عليهما. فهو حال خاصة وموهبة استثنائية لا يمكن أن تتكرر، لكن عمره الفني قصير ولا يعمل حالياً، وفي التمثيل تفوقت ليليان نمري على والديها علياء نمري وشرنو، وأيضاً تفوق يورغو شلهوب على أبويه إلسي فرنيني وجورج شلهوب، وهو الآن أحد أبرز النجوم في لبنان”.

لا وراثة في الفن

بريجيت ياغي ابنة الفنان عبده ياغي انتقلت للعيش في كندا مع أهلها، وهي لا تعترف بالوراثة الفنية ولا تؤمن بها، فـ”الموهبة من الله، لكن الأبناء قد يتأثرون بالأهل إذا كانوا يملكونها، ولو أنني لا أملك الموهبة لما أصبحت معروفة حتى ولو كان والدي فناناً معروفاً. الناس عرفوني بصوتي وموهبتي قبل أن يعرفوا أنني ابنة عبده ياغي، وعندما عرفوا ذلك أحبوا أن يتعرفوا عليّ أكثر بدافع الفضول، واسم والدي ساعدني كثيراً لكنني لم أستغله أبداً، والمقربون مني يعرفون هذا الأمر جيداً”.

على ما يبدو فإن ياغي مصممة على استكمال مشوارها في الفن، لكنها انتقائية ولا تقبل إلا بالمهرجانات المهمة، بحسب قولها، مضيفة “أحييت قبل أيام مهرجان (بعلبك) في تورنتو، وغنيت أعمالاً وطنية وتراثية لكبار الفنانين، وبالنسبة إلى التمثيل فأنا جاهزة للمشاركة في الأعمال التي تناسبني، لأنني أملك الجنسية الكندية ويمكنني التنقل بين كندا والخارج. ولن أبتعد عن الفن بل سأستمر في المحاولة”.

من خلال خبرتها تؤكد ليليان نمري أن الفن لا يورث، “فبعض الفنانين المبدعين دخل أولادهم المجال لكنهم فشلوا، كما أن معظمهم لم يكونوا ينتمون إلى عائلات فنية. والبعض يظنون أنهم يملكون الموهبة فينتسبون إلى معاهد التمثيل لكنهم لا ينجحون في المجال الفني لأن الدراسة لا توفر الموهبة”.

وتقول “على رغم أنني لم أدرس الفن المسرحي لكنني تعاونت مع كبار المخرجين وفي مقدمتهم جلال خوري واستفدت من خبرته، وقد علمني كيفية توظيف نفسي، ومتى أستخدم (الإيفيه)، وكيف أقف على الخشبة، وما اكتسبته منه لم يؤثر على أدائي أو يفقدني عفويتي، في حين أن كثيراً من الممثلين المسرحيين يفشلون تماماً عندما ينتقلون إلى التلفزيون لأنهم يفقدون عفويتهم”.

وتستدرك نمري “لكن الجينات يمكن أن تتدخل أحياناً في الموهبة، ووالدي كان يقول لي قبل أن أجري عملية الغدة بأن صوتي جميل كصوت عمتي، والطبيب أخبرني بأن الإنسان يرث كل صفات والدته في حين يرث الشكل من والده، ويمكن للصوت الجميل أن يورث، وإلا كيف نفسر امتلاك أشخاص للصوت الجميل ضمن العائلة الواحدة”.

المخرجة رشا شربتجي تشير أيضاً إلى أن الفن لا يورث، لكن البيئة التي ينشأ فيها الإنسان تؤثر على ميوله، كما تعتبر أن بذرة الفن تكمن داخل أولاد الفنانين، لكن والدها لم يدفعها إلى هذه الـمهنة بل هي التي اقتحمتها بإرادتها من دون وصايته، واختارت المواضيع الاجتماعية بينما تفوق والدها في إخراج الأعمال الكوميدية، مضيفة “لو لم يكن والدي هشام شربتجي لم أكن لأصبح مخرجة”.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading