سجل المغرب هزة ارتدادية جديدة، الأحد، بقوة 4.5 درجة على مقياس ريختر، في ثاني أقوى هزة بعد الزلزال المدمر، الذي راح ضحيته أكثر من ألفي شخص بحسب الإحصاءات الرسمية.
وبحسب مرصد الزلازل الأورومتوسطي، فإن الهزة الجديدة وقعت في منطقة على بعد 80 كيلو مترا جنوب مراكش، على عمق عشرة كيلو مترات. وأشارت صحف محلية مغربية، إلى أن بعض السكان شعروا بهذه الهزة الارتدادية بينما لم يستفيقوا بعد من صدمة الزلزال المدمر.
ونقلت صحيفة “هسبريس” المحلية، عن مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، ناصر جبور، أن “الهزة التي سجلت صباح الأحد هي ثاني هزة ارتدادية محسوسة، قبل تلك التي ضربت عقب الزلزال وكانت درجتها 5.9 على سلم ريختر”، مضيفا أنه “يتم تسجيل عشرات الهزات، لكن الغالبية لا يشعر بها السكان”.
وأضاف أن “هذه الهزات من الممكن أن تستمر بضعة أسابيع، لكن في انخفاض مستمر”، لكنه أشار إلى أنها في انخفاض مستمر”.
ونشر سكان في بعض المناطق في المغرب صورهم بينما يفترشون الحدائق وينامون في العراء، بسبب التحذيرات من الهزات الارتدادية.
ويعتبر الزلزال الذي وقع ليل الجمعة السبت، بقوة 7 درجات بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني (6.8 وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية)، أقوى زلزال تمّ قياسه في المغرب على الإطلاق. وأعلنت وزارة الداخلية مساء السبت أنّ الزلزال أسفر عن 2122 شخصا، وعدد الجرحى 2421 شخصا”، بينهم أكثر من 1400 حالاتهم خطرة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 300 ألف تضرروا من الكارثة.
وقدمت القوات المسلحة الملكية، وسائل بشرية ولوجيستية تتضمن وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والانقاذ، ومستشفى طبي جراحي ميداني.
ونشرت القوات المسلحة فيديو يظهر بعض عناصرها بينما يتبرعون بالدم بالمستشفى العسكري في الرباط.
وأفادت صحف مغربية، بأن العديد من المناطق بدأت في تنظيم مبادرات لدعم المتضررين من الزلزال.
وذكرت صحيفة “أخبارنا” أن سكان أكادير جمعوا مساعدات غذائية، فيما أشارت صحيفة “هسبريس” إلى أن هناك عملية جارية الآن لجمع الخبز بالعاصمة الرباط ومجموعة من المناطق المغربية، بتنسيق مع المخابز في مختلف جهات المغرب لتوزيعه مجانا في المناطق المتضررة من زلزال الحوز.
ويعتبر هذا الزلزال الأكثر دموية في المغرب منذ الزلزال الذي دمّر مدينة أغادير، على الساحل الغربي للبلاد، في 29 فبراير 1960. ولقي حوالى 15 ألف شخص، أي ثلث سكان المدينة، حتفهم وقتها.
وأقيمت صلاة الغائب في مساجد البلاد ترحما على أرواح ضحايا الزلزال، بعد صلاة الظهر، الأحد، حيث تم إعلان الحداد العام لثلاثة أيام.
ولا تزال محاولات فرق الإنقاذ في منطقة الحوز وتارودانت الوصول إلى الدواوير المتضررة من الزلزال مستمرة، بحسب مراسل “الحرة”.
وتسببت الصخور المتساقطة في انسداد طريق يربط مراكش بمولاي إبراهيم جزئيا.
وقال أحد سكان منطقة أسني لرويترز “لا يزال هناك الكثير من الناس تحت الأنقاض. وما زال أناس يبحثون عن آبائهم”.