ذكر موقع أكسيوس الإخباري الأميركي اليوم الأربعاء نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أن إسرائيل ستوجه “ردا كبيرا” على الهجوم الصاروخي الإيراني الثلاثاء في غضون أيام قد يستهدف منشآت إنتاج النفط داخل إيران ومواقع استراتيجية أخرى.
وأشار الموقع الأميركي، الأربعاء، إلى أن إسرائيل وإيران لم تكونا يوما بمثل هذا القرب إلى فتح جبهة جديدة، وأكثر خطورة في الصراعات التي تعصف بالشرق الأوسط، وسط مخاوف من “حرب إقليمية شاملة”.
وحذر المسؤولون في تصريحاتهم للموقع، من احتمالية اندلاع حرب إقليمية شاملة، حيث هددت إيران بأنه في حال قررت إسرائيل الرد على هجومها الصاروخي، فإنها ستوجه ضربات أخرى ضدها.
وأعلنت إيران في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء أن هجومها الصاروخي على إسرائيل انتهى ما لم تحدث استفزازات أخرى، في حين تعهدت إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على هجوم طهران مع تصاعد المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور على موقع “إكس” في وقت مبكر من صباح الأربعاء “عمليتنا انتهت ما لم يقرر النظام الإسرائيلي استدعاء المزيد من الرد. وفي هذا التصور، سيكون ردنا أشد وأقوى”.
وقالت واشنطن إنها ستعمل مع حليفتها إسرائيل للتأكد من أن إيران ستواجه “عواقب وخيمة” بسبب الهجوم الذي وقع الثلاثاء، وقالت إسرائيل إن طهران أطلقت خلاله أكثر من 180 صاروخا بالستيا.
ووصفت إيران الحملة بأنها دفاعية واستهدفت فقط المنشآت العسكرية الإسرائيلية. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن ثلاث قواعد عسكرية إسرائيلية استُهدفت.
وقالت طهران إن هجومها جاء ردا على عمليات الاغتيال التي تقوم بها إسرائيل لقادة فصائل مسلحة والعدوان في لبنان على جماعة حزب الله المسلحة المتحالفة مع إيران وفي قطاع غزة.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد. وقال في بداية اجتماع طارئ لمجلس الوزراء السياسي والأمني في وقت متأخر من مساء الثلاثاء “ارتكبت إيران خطأ كبيرا الليلة وستدفع ثمنه”.
وتابع “النظام الإيراني لا يفهم تصميمنا على الدفاع عن أنفسنا وجعل أعدائنا يدفعون الثمن”.
وأضاف أن “نصرالله (لم يفهم ذلك) ويبدو أن هناك من لا يفهم ذلك في طهران. سيفهمون ذلك”، مستطردا “من يهاجمنا نهاجمه”.
وحال قررت إيران تنفيذ هجمات مجددا عقب الرد الإسرائيلي المحتمل، قال المسؤولون لأكسيوس إن حينها “ستكون كل الخيارات مطروحة على الطاولة، بما في ذلك توجيه ضربات للمنشآت النووية الإيرانية”.
وقال مسؤول إسرائيلي للموقع الأميركي “لدينا علامة استفهام كبيرة حول كيفية رد الإيرانيين على الهجوم (المرتقب)، لكننا سنأخذ في الاعتبار احتمالية القيام بأقصى ما يمكنهم فعله، وهو ما سيكون قضية مختلفة تماما”.
ووفقاً للموقع، يشير العديد من المسؤولين الإسرائيليين إلى منشآت نفط إيرانية كهدف محتمل، لكن البعض يقول إن تنفيذ اغتيالات مستهدفة، وتدمير أنظمة دفاع جوي الإيرانية، هي أيضاً احتمالات.
ولفت الموقع إلى أن الرد الإسرائيلي يمكن أن يشمل غارات جوية تشنها طائرات مقاتلة، فضلاً عن عمليات سرية مماثلة لتلك التي اغتيل فيها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية في طهران قبل شهرين.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الانتقام الإسرائيلي هذه المرة سيكون أكبر بكثير.
واعترضت أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية والأميركية العديد من الصواريخ الإيرانية. أما الصواريخ التي لم يتم اعتراضها فقد ضربت بشكل أساسي مناطق مفتوحة بالقرب من قاعدة جوية في جنوب إسرائيل ومقر الموساد وقاعدة استخبارات عسكرية شمال تل أبيب.
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الثلاثاء، إن مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية، أطلقتا نحو 12 من الصواريخ الاعتراضية لاستهداف صواريخ إيرانية كانت موجهة صوب إسرائيل.
وقال الأميرال دانيال هاغاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في مقطع مصور على تطبيق إكس إن إسرائيل فعلت دفاعاتها الجوية في مواجهة القصف الإيراني وإن “إسرائيل وتحالفا دفاعيا بقيادة الولايات المتحدة” اعترضا معظم الصواريخ. وأضاف “هجوم إيران تصعيد شديد وخطير”.
وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي لموقع أكسيوس إن عشرات الصواريخ الإيرانية أطلقت على مقر الموساد لكن لم يسقط أي منها داخل المجمع.
وانتهى اجتماع مجلس الوزراء بعد عدة ساعات على أساس أنه سيكون هناك رد عسكري إسرائيلي، لكن دون اتخاذ قرار واضح بشأن طبيعة هذا الرد، وفق ما قال مسؤولان إسرائيليان لموقع أكسيوس.
وبحسب أحد المسؤولين فإن أحد أسباب عدم اتخاذ قرارات في اجتماع مجلس الوزراء هو رغبة المسؤولين الإسرائيليين في التشاور مع إدارة بايدن.
ورغم أن إسرائيل سترد من تلقاء نفسها، إلا أنها تريد تنسيق خططها مع الولايات المتحدة بسبب التداعيات الاستراتيجية للوضع.
وقال المسؤول الإسرائيلي لـ”أكسيوس” إن أي هجوم إيراني آخر رداً على رد إسرائيلي سيتطلب تعاوناً دفاعياً مع القيادة المركزية الأمريكية، والمزيد من الذخائر للقوات الجوية الإسرائيلية وربما أنواع أخرى من الدعم العملياتي الأميركي.
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء أن الولايات المتحدة وإسرائيل تناقشان الرد على الهجوم الإيراني و”يبقى أن نرى” ما ستكون عليه النتيجة.
وقال مسؤول أميركي إنه خلال المناقشات بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية الثلاثاء، أوضحت الولايات المتحدة أنها تدعم الرد الإسرائيلي لكنها تعتقد أنه يجب أن يكون محسوبا.
وقال بايدن إنه سيتحدث مع نتنياهو بشأن الرد على الهجوم الإسرائيلي. وقال مسؤول إسرائيلي إن المكالمة قد تتم الأربعاء قبل عدة ساعات من عطلة رأس السنة اليهودية.
ومن جهتها، قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية إن أي رد إسرائيلي على الهجوم الصاروخي الثلاثاء سيقابل “بتدمير واسع النطاق” للبنية التحتية الإسرائيلية، وتعهدت أيضا باستهداف أي أصول في المنطقة لأي حليف لإسرائيل يتدخل في الصراع.
وتزايدت المخاوف من انزلاق إيران والولايات المتحدة إلى حرب إقليمية مع تزايد هجوم إسرائيل على لبنان في الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك بدء عملية برية هناك الاثنين، وصراعها المستمر منذ عام في قطاع غزة.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا بشأن الشرق الأوسط اليوم الأربعاء، كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقال الحرس الثوري الإيراني الثلاثاء إن قواته استخدمت صواريخ “فاتح” الفرط صوتية لأول مرة، مضيفا أن 90 بالمئة من صواريخه أصابت أهدافها في إسرائيل بنجاح.
وقال هاغاري إن وسط إسرائيل وجنوبها تعرضا لضربات محدودة. وأظهر مقطع مصور نشره الجيش مدرسة في مدينة غديرا بوسط البلاد تضررت بشدة بسبب صاروخ إيراني.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن سفنا حربية تابعة للبحرية الأمريكية أطلقت نحو 12 صاروخا اعتراضيا على صواريخ إيرانية كانت متجهة نحو إسرائيل. وقالت بريطانيا إن قواتها لعبت دورا “في محاولات منع المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط” دون الخوض في تفاصيل.
وقال داني دانون، مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة، للصحفيين “سنتحرك. ستشعر إيران قريبا بعواقب أفعالها. وسيكون الرد مؤلما”.
وتعهد البيت الأبيض أيضا بأن تواجه إيران “عواقب وخيمة”، وقال المتحدث باسم مجلسه للأمن القومي جيك سوليفان في إفادة صحفية بواشنطن إن الولايات المتحدة “ستعمل مع إسرائيل لتنفيذ ذلك”.
ولم يحدد سوليفان ما قد تكون عليه هذه العواقب، لكنه امتنع عن حث إسرائيل على ضبط النفس كما فعلت الولايات المتحدة في أبريل عندما نفذت إيران هجوما بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الضربات الجوية التي شنتها إيران الثلاثاء كانت نحو مثلي حجم هجوم أبريل.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بما أسماه “التصعيد تلو التصعيد”، وقال “يجب أن يتوقف هذا. نحن بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار”.
وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان إنه يستنكر بشدة الهجمات الإيرانية الجديدة على إسرائيل، مضيفا أن فرنسا مواردها العسكرية في الشرق الأوسط اليوم الأربعاء في إشارة إلى التزامها بأمن إسرائيل.
كرر ماكرون مطالبة فرنسا بأن يوقف حزب الله أعماله الإرهابية ضد إسرائيل وسكانها، لكنه تمنى أيضا استعادة لبنان سيادته وسلامة أراضيه في امتثال صارم لقرار مجلس الأمن.
ودعا جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إلى وقف إطلاق النار في المنطقة على الفور. وكتب على حسابه على موقع إكس “الدائرة الخطيرة من الهجمات والانتقام تنذر بالخروج عن نطاق السيطرة”.
وفي لندن، أفادت الحكومة البريطانية بأن رئيس الوزراء كير ستارمر تحدث إلى زعمي ألمانيا وفرنسا، وأضافت أنهم اتفقوا على ضرورة ضبط النفس من جميع الأطراف.
وكشفت إحصاءات الحكومة اللبنانية أمس الثلاثاء أن نحو 1900 شخص قتلوا وأصيب أكثر من 9000 آخرين في لبنان خلال عام تقريبا من القتال عبر الحدود، معظمهم في الأسبوعين الماضيين.