وكما سبق مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل قبل أيام، وقبله مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والنائب السابق فارس سعيد والمعارض الشيعي لقمان سليم، هاجم مناصرو حزب الله بطريرك الموارنة ووصفوه بـ”الراعي غير الصالح”، و”البطريرك الصهيوني وراعي عملاء لحد وعقل هاشم”، ما استدعى ردود فعل منددة بهذه الحملة وبالتعابير السوقية على مواقع التواصل لمجرد اقتباس البطريرك ما ورد في رسالة أهالي من القرى الحدودية عن معاناتهم من الوضع الميداني المتفجر.
وكتب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك على منصة “إكس”: “إلى المتطاولين على بكركي، أنتم تعيشون في دولةٍ رُسِّمت حدودُها بخَيطٍ مَنسولٍ من جبّةِ بطريرك وتتأرجحون بأمانٍ على غصن من أرزها المبارك، تحميكم قواعد الشَبْك الوطني لا قواعد الاشتباك. ضبّوا ألسِنةَ السوء قبل أن تُسقِط لبنان فتندموا. وأنتم تعلمون”.
ودانت كتلة “تجدد” ما سمّتها “الحملة المشينة التي تشن على البطريرك وعلى الكنيسة”، واعتبرت “أن القائمين على هذه الحملة المبرمجة والمحرضين عليها، يساهمون بتقويض أسس العيش المشترك والشراكة بين اللبنانيين، عبر استعمال خطاب التخوين والتعرض للكرامات، متوهمين القدرة على فرض الرأي الواحد على شركائهم في الوطن”. ونبّهت الكتلة “الممانعة التي ترعى هذه الحملة إلى محاذير التعرض للمرجعيات الدينية والوطنية، لاسيما بكركي التي لعبت دوراً محورياً في تأسيس لبنان الكبير بنظامه الديموقراطي القائم على الحريات، إلى أن هذا الوطن دائماً ما يلفظ مشاريع الغلبة والاستقواء وفائض القوة”، لافتة إلى أن” ما قاله البطريرك الراعي، يعبر عن غالبية لبنانية رافضة للحرب، وللتعدي على سيادة الدولة في قرار السلم والحرب، ولا تقبل بأن يكون لبنان ساحة لمشروع إقليمي بات عنواناً أينما حل، للدم والفوضى والدمار”.
ودوّن النائب فؤاد مخزومي عبر منصة “اكس”: “كل التضامن مع البطريرك بشارة الراعي، الذي يتعرض لحملة تخوين ممنهجة ومعروفة الأهداف، نرفضها رفضاً مطلقاً. فغبطة البطريرك الراعي كان وسيبقى رمزًا للعيش المشترك وركنًا أساسيًا من أركان السلم الأهلي والحفاظ على لبنان وسيادته وثوابته الوطنية”.
ورفض عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب راجي السعد “التهجّم على البطريرك”، ورأى أنه “لا يخدم العيش المشترك ولا وحدة اللبنانيين”، وأضاف “إن التطاول على رأس الكنيسة المارونية لن يفيد في مناصرة أي قضية خارجية. ويبقى غبطة البطريرك ضمير لبنان شاء من شاء وأبى من أبى ومجد لبنان أُعطي له”.
وأشارت “الجبهة السيادية من أجل لبنان” إلى “أن بكركي وغبطة البطريرك الراعي أعلى من أن تطالهم ذبابات وذبذبات جيوش الكترونية وغير الكترونية، جيوش بانتصارات وهمية، ولن نعطيهم شرف الرد عليهم”.
بدوره، رفض رئيس “تجمع موارنة من أجل لبنان”، بول يوسف كنعان، الحملات، ولفت إلى “أن البطريرك الماروني يطرح هواجس وخوف الرعية، ومن الأفضل الالتقاء معه والتحاور وليس الهجوم عليه والتنمر بحملات تسيء إلى مطلقيها قبل أي شخص آخر”.
أما النائب فريد هيكل الخازن، الذي استضاف في منزله قبل أيام لقاء بين مسؤول الملف المسيحي في حزب الله أبو سعيد الخنسا ومسؤول الإعلام في بكركي وليد غياض، فكتب عبر “اكس”: “ما قاله سيد بكركي كلام مقتبس عمن زاره من أبناء الجنوب”، وأضاف “لا داعي في مواقع التواصل لمزيد من الشرخ والانقسام، تبقى البطريركية المارونية صرحاً وطنياً جامعاً لجميع اللبنانيين”.
من جهته، أشار مدير الأخبار في قناة OTV التابعة للتيار الوطني الحر إلى “أن البطريرك الراعي يعبّر عن وجهة نظر موجودة في البلد، البعض معها والبعض ضدها، لكن في الحالتين التخوين مرفوض. أما ما يعززها في المجتمع ويقوي ذريعة أصحابها فهو الامتناع عن بناء دولة والتمنع عن إقرار استراتيجية دفاعية تتبناها تلك الدولة بكل مكوناتها السياسية والشعبية”.
وكانت بكركي تعرضت لحملة تخوين في فترة الأعياد بعد أنباء مغلوطة عن مشاركة مطرانها في حيفا والأراضي المقدسة موسى الحاج في لقاء مع الرئيس الإسرائيلي.