تقدم ملف المؤسسة العسكرية الاهتمامات السياسية في لبنان، وسيطر على مجمل اللقاءات السياسية التي جرت وتجري في بيروت، فضلا عن مساعي منع تمدد الحرب الاسرائيلية على غزة. وكان طرح التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون محور لقاء الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي في عين التينة.
بدوره، قال ظافر ناصر، أمين سر «الحزب التقدمي الاشتراكي»، ان قرب نهاية ولاية قائد الجيش ستطرح اشكالية حول ما يتعلق بالمرحلة المقبلة، خصوصا انه لا يوجد رئيس للأركان يحل محل القائد، في حال تقاعده او غيابه، بحسب قانون الدفاع.
وأضاف: ان الحل في نظرنا هو بالتمديد لجميع القادة العسكريين والامنيين، وهذا ما طرحه وليد جنبلاط مجددا، لكن هناك اعتراضات من بعض الاطراف، اما بالنسبة لنا فنحن بانتظار جواب مباشر على اقتراح جنبلاط.
ولفت ناصر الى انه في حال تم تعيين رئيس الأركان، قبل انتهاء ولاية قائد الجيش، يصبح بالامكان ملء الشغور القيادي من خلال رئاسة الاركان.
وكان رئيس «التيار الوطني للحر» جبران باسيل تحفظ على فكرة التمديد لقائد الجيش، تحسبا لانعكاس ذلك على مساره نحو رئاسة الجمهورية.
وأشار باسيل، في مؤتمر صحافي اعقب جولة قام بها على عدد من المرجعيات السياسية الرئيسية، الى انه طرح سلسلة أفكار وانه عازم على تكبير دائرة اتصالاته، بقصد توسعة التفاهمات حول افكاره دون الافصاح عن كيفية ذلك، خصوصا أن أطراف المعارضة فضلت عدم الاجتماع به لانعدام الثقة بطروحاته.
لكن الاهتمام الدولي ما زال يضغط من اجل إبعاد جنوب لبنان عن نار غزة، من خلال التأكيد على بسط سلطة الدولة على منطقة جنوب الليطاني من خلال الجيش والقوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل».
وتلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا هاتفيا من وزير خارجية بريطانيا جيمس كليفرلي، حول الاوضاع في غزة وجنوب لبنان، وجدد ميقاتي دعوة المجتمع الدولي الى الضغط على اسرائيل كي توقف عدوانها على غزة.
وتصل مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط بربارة ليف الى بيروت قريبا، ضمن جولة لها في المنطقة، تشمل الإمارات والأردن ومصر فإسرائيل.
وستلتقي في بيروت، رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وستركز على عدم دخول لبنان في حرب مع إسرائيل والتشديد على تطبيق لبنان القرار 1701، على وقع تشديد المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيوس ميلر على ان بلاده ملتزمة بمهمات القوات الدولية في الجنوب.
ودعت النائبة غادة أيوب، عضو تكتل «الجمهورية القوية»، الى إجبار الحكومة على تطبيق القرار 1701، وقالت: «نريد إصدار قرار موحد بعدم الدخول الى الحرب، وليس فقط بالشعارات، بمعنى ان ينتشر الجيش اللبناني وان يخرج اليونيفيل من الملاجئ ونمنع اي ذريعة لإسرائيل ضد لبنان».
من جهته نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قال، في استقباله وفد نيابي ايراني: لا يعلم الاميركي والاسرائيلي ما تخبئه الأيام.
وبعد توجيه الشكر لدعم طهران، أضاف ان: «طوفان الأقصى خسارة كبيرة محققة للعدو الإسرائيلي وأصبحت من ثوابت التاريخ، ولا يمكن أن ينتصر هذا العدو بالمجازر ضد المدنيين، وهو أجبن وأضعف من أن ينتصر في الميدان في مواجهة أبطال فلسطين المقاومين المجاهدين».
في غضون ذلك، ساد هدوء حذر نهار الجمعة في الجنوب، عقب ليلة عنيفة شهدت سلسلة غارات بالطائرات المسيرة وقذائف فوسفورية اشعلت الاحراج في كثير من مناطق الجنوب، خصوصا في «اللبونة»، جنوبي بلدة الناقورة.
ونعى «حزب الله»، المزيد من عناصره ليرتفع عدد من سقطوا منذ بدء المواجهات، الى اكثر من 50 عنصرا.
الى ذلك استعاد مخيم عين الحلوة هدوءه، بعد الاشتباك المسلح الذي شهده، ليلا، على خلفية مقتل احد الاسلاميين أحمد دياب وسقوط جريحين أحدهما من حركة «فتح».
في هذه الأثناء، تشهد منطقة ساحل الزهراني في قضاء صيدا إقبالا من النازحين من المناطق الحدودية وقد نزح إليها نحو 600 أسرة توزعت على 18 قرية ضمن قرى اتحاد بلديات ساحل الزهراني.
وقال المدير العام لاتحاد بلديات ساحل الزهراني منسق لجنة وحدة إدارة الكوارث في الاتحاد سلام بدر الدين في حديث إلى «الوكالة الوطنية للإعلام»: «استطعنا حتى الآن تأمين ما يقارب الـ 400 فرشة و400 بطانية ومن اليوم سنبدأ بتوزيعها على النازحين بعد أن أنهينا إدخال جميع الداتا بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني».