وقالت مصادر لبنانية لـ «الجريدة»، إن المسؤولين اللبنانيين حرصوا في ردهم الذي سُلِّم للسفارة الفرنسية في بيروت أمس، على عدم قطع «شعرة معاوية» مع الفرنسيين، مضيفة أن الرد اللبناني يتضمن أكثر من 10 ملاحظات على بنود الورقة الفرنسية.
وتشير المصادر نفسها إلى أن واحدة من الملاحظات تتعلق برفض «حزب الله» أي عبارة تنص على انسحاب قواته أو حتى «فرقة الرضوان» التي تشكل نخبة مقاتليه، من جنوب نهر الليطاني، على اعتبار أن «مقاتلي الحزب هم من أبناء القرى».
وترفض ملاحظة أخرى استخدام عبارة «ترتيبات أمنية» في الورقة الفرنسية على اعتبار أنها تمنح إسرائيل ما تريد أمنياً ولا تلزمها بشيء. وبعض الملاحظات الأخرى تتعلق برفض مسألة منح حرية الحركة وتوسيع صلاحيات قوات اليونيفيل.
ومن المتوقع أن تدرس فرنسا الملاحظات اللبناينة وتقترح تعديلات جديدة بناء عليها بعد التفاوض مع إسرائيل، وهو ما يعني الدخول في مسار تفاوضي طويل، بانتظار ما ستؤول اليه المعارك في غزة، ومصير المبادرة الأميركية التي يتولاها آموس هوكشتاين مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن، مع ميل لبناني للتعويل على المقترح الأميركي.
يأتي ذلك فيما يبدو أن الأوضاع الميدانية قد انتقلت الى مرحلة جديدة من خلال تركيز الإسرائيليين على استهداف مناطق تبعد حوالي 30 كلم عن الحدود، وهي منطقة جبل صافي وجبل الريحان في أعالي جزين والتي تعتبر خط الدفاع الأساسي الثالث لدى «حزب الله»، في مقابل تركيز الحزب على استخدام الطائرات المسيرة الانقضاضية وتحقيق إصابات مباشرة، بالإضافة إلى استهدافه منازل إسرائيليين رداً على الاستهدافات ضد المدنيين.
من جهة أخرى، يرتبط تصعيد الحزب بإبداء الجاهزية، مع تلقي لبنان رسائل تحذيرية جديدة تتحدث عن اصرار اسرائيلي على شن عملية عسكرية في جنوب لبنان تصاغ على أساس نتائجها شروط التفاهم المقبل.