قالت مصادر سياسية لبنانية لـ”الشرق”، إن مبعوث الرئيس الأميركي الخاص لشؤون أمن الطاقة آموس هوكستين، طرح خلال زيارته إلى بيروت، الخميس، “مقاربة على مراحل للوضع في جنوب لبنان، وصولاً إلى حل متكامل”، مشيرة إلى أنه “شدد على ضيق الوقت”، ولم يقدم ضمانات بشأن التزام إسرائيل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم (1701)، مفضلاً ترك ذلك إلى “مفاوضات تهدئة”.
وأضافت المصادر، التي شاركت في اجتماعات هوكستين، أن مهمة المبعوث الأميركي تركزت على النقاط الحدودية المتنازع عليها عند الخط الأزرق دون الدخول في موضوعات مزارع شبعا، وتلال كفرشوبا، والجانب اللبناني من قرية الغجر”.
والخط الأزرق، هو خط الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في مايو 2005، وحددته الأمم المتحدة بطول 120 كم، في حين تشكل مزارع شبعا قضية معقدة منذ احتلالها عام 1967 في ظل تجاهل أممي للمطالب اللبنانية.
أما تلال كفر شوبا فهي بمثابة خاصرة رخوة أمنياً للإسرائيليين، بسبب عدم وجود جدار فاصل كما هو حاصل على بقية خط الحدود. وبالنسبة إلى قرية الغجر، فإنها خامس قرى هضبة الجولان المحتل وأقلها تعداداً للسكان.
وأوضحت المصادر، أن هوكستين، يدعو إلى “فصل وضع جنوب لبنان عما يجري في غزة”، مشيرة إلى أن تحرك المبعوث الأميركي يأخذ في عين الاعتبار موقف إسرائيل المعلن، وما أعلنه “حزب الله” بأن الحل والدخول في ترتيبات الوضع في جنوب لبنان يتطلب وقفاً لإطلاق النار في القطاع.
وذكرت المصادر أن هوكستين، دعا إلى وقف إطلاق النار، مع تطبيق تدريجي للقرار (1701)، وانسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطاني، لافتة إلى أن “المسؤولين اللبنانيين أكدوا أن إسرائيل هي من تخرق القرار”.
وينص قرار مجلس الأمن الدولي رقم (1701) على وقف الأعمال العدائية بشكل كامل بين إسرائيل وجماعة “حزب الله”، وانسحاب جميع القوات من منطقة منزوعة السلاح بين الخط الأزرق ونهر الليطاني، وذلك عقب الحرب الإسرائيلية اللبنانية عام 2006.
وأضافت المصادر أن هوكستين، أجاب على سؤال بشأن ضمانات التزام إسرائيل بتنفيذ القرار (1701)، قائلاً إن “هذا الأمر سيتبلور خلال مفاوضات التهدئة”، مشيرة إلى أنه “شدد على أهمية الحلول الدبلوماسية للأزمة الراهنة”.
وقالت المصادر، إن هوكستين “شدد على ضيق الوقت”، مضيفة أن أطروحاته “تحتاج إلى مزيد من النقاش الداخلي”، وتابعت: “نحن أمام مرحلة صعبة”.
مباحثات موسعة
كان الموفد الرئاسي الأميركي التقى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، ثم أعقبه اجتماع موسّع شارك فيه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، والقائمة بأعمال السفارة الأميركية في لبنان أماندا بيلز، والوفد الأميركي المرافق.
وأكد هوكستين، خلال الاجتماع “ضرورة العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، ولو لم يكن ممكناً التوصل إلى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن”. ودعا إلى “العمل على حل وسط مؤقت، لعدم تطور الأمور نحو الأسوأ”.
في المقابل، شدد رئيس الحكومة اللبنانية على أن “الأولوية يجب أن تكون لوقف إطلاق النار في غزة، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والخروقات المتكررة للسيادة اللبنانية”. وكرر القول” إننا نريد السلم والاستقرار عبر الالتزام بالقرارات الدولية”.
وقال هوكستين عقب لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري: “نفضل الحلول الدبلوماسية، ونؤمن بقوة أن الشعب اللبناني لا يريد التصعيد في الأزمة”.
وأضاف: “نحن في مرحلة ووقت صعبين يتطلبان العمل بسرعة، وأنا مسرور لأنني تمكنت من لقاء الحكومة اللبنانية وقائد الجيش لبحث كيفية الوصول إلى حل دبلوماسي للأزمة على الحدود بين لبنان وإسرائيل يسمح بعودة الشعب اللبناني إلى منازله في جنوب لبنان، وتمكن سكان شمال إسرائيل من العودة والعيش في أمان”.
“نافذة ضيقة”
ورداً على سؤال عما إذا كان يشعر أن هناك إرادة من الجانبين للوصول إلى حل، قال: “لقد سمعتم ما قالته الحكومة الإسرائيلية بإن هناك نافذة ضيقة، وأنهم يفضلون حلاً دبلوماسياً، وأعتقد أن هذا هو الواقع، نعيش الآن في أزمة، ونود أن نرى حلاً دبلوماسياً، وأعتقد أن الجهتين تفضلان الحل الدبلوماسي”.
كانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت، في وقت سابق، أن الوضع على طول الحدود مع لبنان، “يجب أن يتغير سواء عبر حل دبلوماسي أو عمل عسكري”، قبل أن تسمح للمواطنين الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم بالعودة إلى منازلهم.
وتريد إسرائيل إبعاد قوات “حزب الله” إلى مسافة 6 أميال تقريباً عن الحدود كجزء من صفقة دبلوماسية، بحسب مصادر إسرائيلية في تصريحات لموقع “أكسيوس”.
ومطلع الأسبوع الجاري، تصاعد الوضع على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية بشكل أكبر بعد أن استهدفت غارة إسرائيلية وسام الطويل، القيادي البارز في حزب الله، والذي كان يقود قوة الرضوان النخبوية التابعة للجماعة.