مع تسارع وتيرة التطورات العسكرية على الجبهة الجنوبية، بدا واضحاً أن “حزب الله” وإسرائيل باتا قريبين من حصول المواجهة الشاملة التي لم يعد موعدها بعيداً، بعدما اتسعت رقعة تبادل القصف المدفعي لتطال مناطق بعيدة جداً عن الخط الأزرق، في مقابل استهداف صواريخ “حزب الله” عمق المستوطنات الإسرائيلية، وما ألحقته من أضرار بشرية ومادية في صفوف ساكنيها وجنود الاحتلال. وفي إطار كشفت وسائل إعلام أميركية، أن إدارة البيت الأبيض تجري مفاوضات غير معلنة مع إسرائيل ولبنان ووسطاء من “حزب الله” لتخفيف التوترات، واستعادة الهدوء في المناطق الحدودية على المدى الطويل.
واشارت مصادر إلى أن كبير مستشاري الخارجية الأميركية لأمن الطاقة عاموس هوكشتاين يشارك في الجهود الدبلوماسية عن الجانب الأميركي، إلا انه حذر الأطراف من خطر التصعيد الكبير بشكل غير عادي، ودعا الجانبين إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، قائلة إن التركيز المباشر للمناقشات كان على منع المناوشات عبر الحدود التي غذّتها حرب اسرائيل ضد غزة.
إلى ذلك، أكد رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” هاشم صفي الدين، أن المقاومة لا تنتظر أن يحدد لها الجانب الأميركي والإسرائيلي مصيرها، قائلا “نحن هنا في جنوب لبنان وجبل عامل، وفي التجربة العظيمة والنموذجية التي قدمناها على مستوى أمتنا، لا يمكن أن ننتظر لا بايدن ولا نتنياهو ولا أي مجتمع دولي يدعي أنه حريص على مستقبل الشعوب، أن يحددوا لنا مصيرنا، فنحن الذين نحدد مصير الجنوب والحدود ومستقبل هذا البلد على مستوى مواجهة العدو، الذي لن نتركه يستفرد بغزة أو يستفرد بمقاومتنا في اللاحق من الأيام”، فيما أكد عضو المجلس المركزي في الحزب، الشيخ نبيل قاووق، أن المقاومة الإسلامية ملتزمة التزاماً حاسماً ورادعاً في حماية المدنيين في لبنان، وأن أي استهداف إسرائيلي للمدنيين، سيقابل برد مقاوم سريع وأشد، والعين بالعين، والمنزل بالمنزل، والعمق بالعمق، والبادئ أظلم”.
ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه ضرب أهدافا لحزب الله اللبناني بما في ذلك البنية التحتية العملياتية ومجمع عسكري، كما نفذ الطيران الحربي 3 غارات على نهر الخردلي جنوب الليطاني، بالقرب من مركز لـ”يونيفيل” والجيش اللبناني، في حين تعرض مجرى نهر الليطاني غربي تلة لوبيي لقصف مدفعي، كذلك قصف العدو المنطقة الواقعة تحت بلدة ديرميماس.فيما شنّت مقاتلاته غارة جوية بصاروخين استهدفت احد المنازل الخالية في بلدة كفركلا كما قصفت المدفعية ايضا، اطراف بلدتي عيتا الشعب ورامية بعدد من القذائف المباشرة.
في المقابل كشفت معلومات أنّ المقاومة الإسلامية في لبنان – “حزب الله” أدخلت منظومة صواريخ موجّهة، ذات قدرات تدميرية عالية، إلى الخدمة، وهي قادرة على العمل على أهداف برية وجوية وبحرية، ثابتة ومتحركة ،مشيرة إلى أن هذه المنطومة تتمتع بالقدرة على إصابة الأهداف بدقة وتدميرها، حيث يصل مداها الفعال إلى ما بين 8 و10 كلم.
سياسيا وبعد لقائه السفيرة الأميركية دوروثي شيا في زيارة وداعية، شدد مدير الأمن
العام السابق اللواء عباس ابراهيم، على أن لبنان يواجه خطر عدوان إسرائيلي قد يتوسع ويؤدي إلى نتائج غير محسوبة، خصوصاً في ظل التدمير الذي شهدته وتشهده غزة.
إلى ذلك، وفي رسالة الميلاد، توجّه البطريرك بشارة الراعي للبنانيين عمومًا وللمسيحيين خصوصًا برسالة روحية. وقال،”إنّا نحمل في صلاتنا أهلنا في جنوب لبنان الذين يعانون من حرب فُرضت عليهم ولا يريدونها، ولا أحد منّا ومن اللبنانيّين يريدها. فنعلن قربنا منهم وتضامننا معهم، كذلك مع أهل قطاع غزّة المفروضة عليهم حرب إباديّة جماعيّة، إنّنا ندين أشدّ الإدانة هذه الحرب الإباديّة الوحشيّة ونصلّي إلى الله من أجل هؤلاء الإخوة المنكوبين، ونناشد الأمم المتّحدة ومجلس الأمن إيقاف هذه الحرب، رجمةً بالمدنيّين الأبرياء. فبالحرب لا أحد يربح بل الجميع خاسرون!”
وأضاف، “ما أحوج المسؤولين السياسيّين عندنا في المجلس النيابيّ والحكومة
والأحزاب والتكتلات النيابيّة إلى نور كلمة الله الذي ينير الضمائر، لكي يخرجوا أحرارًا من ظلمة مصالحهم الخاصّة والفئويّة، ولكي يخرجوا البلاد من نفق
الفراغ الرئاسيّ في أدقّ وأخطر مرحلة من تاريخ لبنان!”