“كان من المستحيل مجرد التفكير في حدوث ذلك، لكنه تحقق في النهاية”، بهذه الكلمات علق المدير الفني السابق للمنتخب الإيطالي روبرتو مانشيني، بعد التتويج ببطولة “يورو 2020” على حساب إنجلترا في النهائي الذي أقيم على ملعب “ويمبلي”، بركلات الترجيح بنتيجة (3-2) بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي للمباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.
وكانت تصريحات مانشيني عقب التتويج بالبطولة توحي بأن المنتخب الإيطالي عاد مرة أخرى إلى سابق عهده، بعد غيابه عن منصات الذهب في بطولة “يورو” لمدة 53 عاماً، إضافة إلى عدم تأهله إلى كأس العالم 2018 في روسيا.
وفشل المنتخب الإيطالي في التأهل إلى كأس العالم 2022 في قطر، وذلك للمرة الثانية على التوالي، مما شكل ضربة كبيرة لمنتخب مانشيني خلال مسيرته، وأفقدته كثيراً من التنافسية بعدما أطاحه منتخب مقدونيا الشمالية من الملحق الأوروبي المؤهل للمونديال، الذي تأهل له إثر احتلاله مركز الوصافة في المجموعة الثالثة من التصفيات خلف منتخب سويسرا.
رحيل مانشيني
وبعد فشل مانشيني (58 سنة) في التأهل إلى كأس العالم 2022، بدأت تظهر بوادر رحيله عن منصبه كمدير فني لمنتخب إيطاليا، إضافة إلى الخسارة أمام إسبانيا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية وفقدان لقب جديد، حيث اكتفى بالمركز الثالث بعد الفوز على هولندا بنتيجة (3-2).
وواصل المنتخب الإيطالي الظهور بشكل صادم في بداية التصفيات المؤهلة لبطولة “يورو 2024″، بالهزيمة أمام إنجلترا في الجولة الأولى بنتيجة (1-2)، وحقق الفوز في المباراة الثانية أمام مالطا بنتيجة (0-2) قبل أن يتم حسم موقف مانشيني بالرحيل إلى تدريب المنتخب “الأخضر” السعودي.
وتولى مانشيني تدريب المنتخب الإيطالي منذ مايو (أيار) 2018 واستمرت فترته حتى أغسطس (آب) 2023 الماضي، وقاد منتخب بلاده في 61 مباراة، حقق الفوز في 39 منها وتعادل في 13 وتلقى تسع هزائم، وأحرز لاعبوه 130 هدفاً وتلقت شباكهم 49 كرة، وتوج معهم بكأس الأمم الأوروبية “يورو 2020″، ونجح في تحقيق أكبر سلسلة مباريات دون هزيمة لأي منتخب وصلت إلى 37 مباراة من دون خسارة، حتى سقط أمام إنجلترا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، قبل أن ينهي مسيرته بقرار الرحيل الشهر الماضي، ليتولى الدفة لوتشيانو سباليتي، المدير الفني السابق لنادي نابولي بشكل رسمي.
وتحدث مانشيني عن أسباب رحيله عن المنتخب الإيطالي، مشيراً إلى أن هناك بعض الأمور التي دفعته لذلك. وقال في تصريحات صحافية “كنت أفكر في الأمر لأشهر عدة، حان وقت الرحيل، لأنه عندما تتغير بعض الأشياء في الداخل، يعني أن الأمر يتجه إلى النهاية”.
سباليتي والتجربة الأولى
وتولى لوتشيانو سباليتي تدريب منتخب إيطاليا خلفاً لمانشيني، في أولى تجاربه مع المنتخبات خلال مسيرته التدريبية، التي شهدت كثيراً من النجاحات المميزة آخرها مع نادي “نابولي” بعدما قاده الموسم الماضي إلى التتويج بالدوري الإيطالي للمرة الأولى منذ 33 عاماً، ولكنه رحل عن الفريق بشكل مفاجئ بعد نهاية ذلك الموسم، حتى تم تعيينه مدرباً لمنتخب بلاده الشهر الماضي، حيث أكد على سعادته الكبيرة بهذه الخطوة المهمة خلال مسيرته في عالم كرة القدم.
وقال سباليتي خلال المؤتمر الصحافي الخاص لتقديمه كمدير فني لمنتخب إيطاليا، “أشعر بالانتماء والفخر، وتلقيت نصائح كثيرة أبرزها من مارتشيلو ليبي، ولدي بوفون الذي سيكون معنا وسنأخذ منه ونعطي للاعبينا الذي لا يفهمون كيفية تمثيل منتخب بلادهم”.
وترك مانشيني إرثاً كبيراً من اللاعبين لسباليتي خلال المرحلة المقبلة، وهو ما أكد عليه مدرب نابولي السابق في تصريحاته قائلاً “لقد ورثت تشكيلاً جيداً من مانشيني، حققوا بطولة أوروبا وأطول سلسلة من دون هزيمة بين جميع الفرق، وهناك جيل من الشباب، وهو طريق مهم للغاية لبناء المنتخب الإيطالي”.
العودة إلى المونديال
وتعد العودة إلى بطولة كأس العالم، مهمة سباليتي الأهم مع المنتخب الإيطالي في مسيرته، بعد الغياب عن آخر نسختين في 2018 و2022. ولم يغب “الأتزوري” في السابق عن المونديال، سوى عن النسخة الأولى التي أقيمت في أوروغواي في عام 1930، إلى جانب عدم وجوده في نسخة عام 1958 التي أقيمت بالسويد.
وأكد سباليتي أن العودة إلى المشاركة في كأس العالم مهمة للغاية. وقال “يجب أن نمحو مرارة عدم التأهل إلى كأس العالم لمرتين متتاليتين، علينا أن نبتعد عن فكرة أن نكون جزءاً من كرة قدم صغيرة، لا ينتمي لها تاريخ إيطاليا”.
وسيكون سباليتي (64 سنة) أمام تحدٍ كبير للغاية، بخاصة بعد التعادل أمام مقدونيا الشمالية في الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لـ”يورو 2024″، والتي قد تؤدي إلى معاناة كبيرة في وصول المنتخب الإيطالي إلى البطولة الأهم بالنسبة له في الوقت الحالي، حيث يحتل المركز الثالث في مجموعته برصيد أربع نقاط من ثلاثة لقاءات، خلف المتصدر منتخب إنجلترا صاحب الـ13 نقطة من خمس مباريات، والوصيف منتخب أوكرانيا الذي جمع سبع نقاط من أربع مواجهات.