على جدول الملفات السياسية الحامية في الأيام المقبلة، تشخص الأنظار نحو ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، وقد أشبع مراجعة قانونية وسياسية، قبل وصوله الى ساحة النجمة، حيث مقر مجلس النواب اللبناني الذي ستجتمع هيئة مكتبه، غدا الاثنين، تمهيدا لاجتماع الهيئة العامة، المقرر يوم الخميس في 14 الجاري. وبحسب المصادر المتابعة فإن بين النواب المؤيدين للتمديد من يتوجس خيفة من ان تتكرر لعبة الانسحاب من الجلسة النيابية، المقررة يوم الخميس المقبل، بعد تمرير اقتراحات القوانين الأخرى، على غرار ما حصل في جولات الانتخاب الرئاسية، لكن هذه المصادر على ثقتها بإدارة الرئيس نبيه بري للجلسة، محذرة في الوقت عينه من عواقب ذلك على الداخل اللبناني.
في هذه الأثناء، يغادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى جنيف، في زيارة لثلاثة أيام، يشارك خلالها في مؤتمر حول النازحين السوريين، وستكون له كلمة باسم لبنان في المؤتمر الذي يهدف الى تخفيف الضغوط عن البلدان المضيفة، وتعزيز اعتماد النازحين على أنفسهم، وتوسيع نطاق الوصول الى بلدان ثالثة، ودعم الظروف في بلدان الأصل من اجل العودة بأمان وكرامة.
من جهة أخرى، اعتبرت مصادر نيابية لبنانية ان تصويت فرنسا في مجلس الأمن الدولي إلى جانب مشروع قرار وقف النار في غزة الذي تقدمت به دولة الامارات وعطله الفيتو الأميركي، أتاح الفرصة للوفد الأمني ـ الديبلوماسي الفرنسي الذي يسوق لتطبيق القرار 1701، إيجاد آذان مصغية لدى معظم الأطراف السياسية التي التقاها في لبنان، بعد الرفض الذي واجه موقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المتحيز لإسرائيل في غزة.
الوفد الفرنسي كان التقى أمس الأول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وأوضحت مصادر حكومية ان الزيارة تندرج ضمن مهمة تشمل دول المنطقة، بتكليف من الحكومة الفرنسية، لحض لبنان على اتخاذ الخطوات الأساسية للإسراع في تعزيز الاستقرار في الجنوب. كما التقى الوفد، وعلى رأسه كل من فريدريك مندولي (المدير العام للشؤون السياسية والامنية في وزارة اوروبا والشؤون الخارجية)، وأليس رونو (المديرة العامة للعلاقات الدولية والاستراتيجية في وزارة الجيوش الفرنسية)، وزير الخارجية اللبنانية عبدالله بوحبيب الذي رحب بالمسعى الهادف الى التطبيق الكامل للقرار 1701، مع ملاحظته ان الخروقات الاسرائيلية لهذا القرار تزيد على 30 ألفا، منذ العام 2006، وان هذه التعديات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية يجب أن تتوقف.
الوفد التقى، أيضا، قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، بحضور السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، حيث أكد الوفد اهمية دور الجيش اللبناني في حفظ أمن لبنان واستقراره، في حين شكر العماد عون لفرنسا دعمها المتواصل للمؤسسة العسكرية. ويذكر ان فرنسا جمدت، مؤخرا، مساعدات مخصصة للجيش اللبناني بهدف الضغط على السياسيين اللبنانيين لمنع حصول الفراغ في قمة هرم المؤسسة العسكرية، مع اقتراب وصول قائد الجيش الى سن التقاعد في العاشر من يناير المقبل. وتوقعت مصادر ديبلوماسية فرنسية ان تزور وزيرة الخارجية كاترين كولونا بيروت، الاسبوع المقبل.
ونقل الوفد الفرنسي الذي زار اسرائيل، أيضا، قلقها من تكرار تجربة «حماس» في اقتحام غلاف غزة في جنوب لبنان، وعبر قوات «الرضوان» التابعة لحزب الله وفق صحيفة «نداء الوطن» التي ردت الاهتمام الفرنسي بتنفيذ القرار 1701 الى مثل هذا القلق الاسرائيلي.
إلى ذلك، أفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» بأن بلدة عيتا الشعب تعرضت لغارة جوية اسرائيلية عنيفة، وسط معلومات عن وقوع اصابات. وتعرضت بلدة محيبيب لسقوط عدد من القذائف الإسرائيلية، وفق قناة «المنار».
وأعلن «حزب الله»، في بيان، أنه استهدف موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، كما استهدف انتشارا لجنود العدو في محيطه بالأسلحة الصاروخية المناسبة وحققوا فيه إصابات مباشرة، فيما أفادت قناة «الجزيرة» عن إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه ثكنة برانيت الإسرائيلية في الجليل الأعلى.
كما استهدف موقع «رويسات السماقة» في مرتفعات كفرشوبا، فيما سقطت قذائف مدفعية معادية في مرتفعات كفرشوبا ومنطقة الخريبة في أطراف الخيام، والأطراف الغربية لبلدة ميس الجبل.