نفت مصادر بقطاع البترول المصري، أنباء عن قيام مصر بتصدير الغاز الطبيعي إلى لبنان، مؤكده أنه يوجه كامل الإنتاج للسوق المحلية التي تشهد ذروة استهلاك غير مسبوقة.
يأتي ذلك ردا على تصريحات وزير الطاقة اللبناني وليد فياض عن أزمة الكهرباء هناك، حيث أكد أن بلاده في انتظار وصول شحنات الغاز من مصر في ختام أغسطس/ آب الجاري، بعد أن استنفدت محطات توليد الكهرباء اللبنانية إمداداتها من الوقود والتوقف عن إنتاج الكهرباء حتى يتم تأمين المزيد من الإمدادات.
وقالت المصادر إن هناك 3 أسباب رئيسية تمنع وصول شحنات غاز من مصر إلى لبنان، أهمها أن أغلب محطات الكهرباء اللبنانية لا تعمل بالغاز الطبيعي، بينما تعمل بمشتقات الوقود السائلة، إضافة إلى أن البنية التحتية في لبنان غير مؤهلة لاستقبال الغاز المسال عبر ناقلات وسفن عملاقة، وأخيراً أن القيود المفروضة على سوريا من الولايات المتحدة الأمريكية تجعل من الصعب استخدام خط الغاز العربي الممتد إلى هناك في تلك العملية.
أما بخصوص تصريحات الوزير اللبناني حول تنفيذ صفقة شراء فوري للوقود من مصر، أوضحت المصادر لصحف محلية أنه يتم الاستعانة بتسهيلات الموانئ المصرية ووحدات التخزين، لاستقبال الوقود السائل المورد من كيانات عربية، بنزين وسولار وغيره، وتخزينه وإعادة توريده إلى الأسواق الأخرى.
وأكدت المصادر أن الجانب اللبناني بدأ إجراءات فعلية لاستقبال شحنات من الوقود السائل “مشتقات البترول السائلة” من إحدى الدول العربية عبر مصر، موضحة أن مصر مستعدة للتعاون وتقديم الدعم لكافة الدول الشقيقة، ولكن دون التأثير سلبا على السوق المحلية خاصة وقت الذروة الحالي بالموسم الصيفي.
ولفتت إلى أن هناك اتفاقية فعلية وقعتها لبنان منتصف عام 2022 مع مصر وسوريا لنقل وتبادل الغاز من مصر إلى لبنان مرورا بالأراضي السورية، ولكن لم يتم تفعيلها لعدم حصول بيروت على التمويلات اللازمة للتنفيذ، فضلا عن العقوبات الأمريكية المفروضة على دمشق “قانون قيصر” التي أوقفت التوريد عبر الخط العربي.
وكانت مؤسسة كهرباء لبنان قد أعلنت خروج آخر مجموعة إنتاجية متبقية على الشبكة الكهربائية عن الخدمة بالكامل، وذلك جراء انقطاع الغاز، ما أدى إلى توقف التغذية بالتيار الكهربائي كليًا على جميع الأراضي اللبنانية مساء السبت، بما فيها المرافق الأساسية من مطار، مرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، سجون، بحسب بيان المؤسسة
يشار إلى أن مصر اتفقت على توريد قرابة 65 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا للبنان عبر خط الغاز العربي نهاية 2021 ضمن خطة للأمم المتحدة والولايات المتحدة لدعم لبنان والمساهمة في حل أزمة الكهرباء، إلا أن الاتفاق تعثر نظرًا لعدم قدرة بيروت على سداد ثمن الشحنات المصرية.
وفي فبراير/ شباط الماضي، أكد وزير الطاقة اللبناني في تصريح له أن بلاده تملك الأموال اللازمة لشراء الغاز من مصر دون الحاجة إلى تمويل من البنك الدولي، إلا أن صرف هذه الأموال جرى عرقلته نتيجة للاضطرابات السياسية في لبنان وعجز مجلس النواب على المصادقة على مشروع قانون يجيز لمصرف لبنان بصرف المبالغ المطلوبة لسداد ثمن الغاز المصري، وهو ذات الأمر الذي تكرر مع شحنات الوقود العراقي الذي تعتمد عليه البلاد بشكل أساسي لتأمين تغذية كهربائية لمدة 7 ساعات متواصلة يوميا.