يواصل رئيس المجلس النيابي نبيه بري اتصالاته لتأمين حشد كتلة نيابية وازنة لانتخاب رئيس توافقي في جلسة التاسع من يناير 2025، ويجري للغاية اتصالات مع كتل وازنة، بينها ««القوات اللبنانية» عبر وسطاء مسيحيين من نواب حاليين وسابقين.
ويصر بري على عدم الاكتفاء بتأمين أكثرية من جهة واحدة سواء من «التيار الوطني الحر» أو «القوات اللبنانية»، علما أنه نجح في ضمان تأييد «الرباعي» النيابي الخارج من «التيار» وغيرهم من نواب كتلة «المردة» إلى أفراد يدرجون أنفسهم في خانة المستقلين. وبدا من زوار عين التينة أن بري يأخذ وقته لترتيب عقد الجلسة الانتخابية، ويتعاطى معها وفق خطة «أ» فقط، دون وجود خطة «ب».
في المواقف، قال السفير المصري علاء موسى متحدثا باسم اللجنة الخماسية من عين التينة بعد لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري: «أبلغت اللجنة الخماسية الرئيس بري بأهمية انتخاب رئيس جامع للبنانيين وقادر على تنفيذ الإصلاحات».
وأضاف أن بري «حريص على انتخاب رئيس للجمهورية، وأكد لنا أن الجلسة المقبلة ستكون مفتوحة وبدورات متتالية».
كذلك استقبل بري رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل. وقال الأخير: «الأمور جيدة والعمل جدي، وان شاء الله في جلسة 9 يناير يكون لدينا رئيس للجمهورية».
وفي معلومات مسربة من حلقة ضيقة، ان أحد المرشحين الجديين بات يعتبر بمنزلة تحد لرئيس حزب «القوات»، وهذا ما أعاد طرح أسماء مرشحين من الخانة عينها، مع العلم بأنهم قد لا يواجهون باعتراض بـ «الشخصي» من كل الأفرقاء. ولا يسقط البعض ترقب الرئيس بري الموقف الأميركي لجهة قبول انتخاب مرشح غير قائد الجيش العماد جوزف عون.
وكشفت معلومات لـ«الأنباء» عن أن بري وضع مراجع دولية من طريق سفرائها المعتمدين في لبنان، «أمام خطورة تعثر جلسة التاسع من يناير على الداخل اللبناني، في ظل الأوضاع غير المستقرة المحيطة بلبنان». وقد حصل رئيس المجلس على دعم في مساعيه لانتخاب رئيس، وقال أحد المقربين من الحلقة الضيقة في عين التينة لـ «الأنباء»: «بات يمكن الحديث عن فتح الطريق إلى انتخاب رئيس، والانتهاء من الشغور الرئاسي في جلسة التاسع من يناير المقبل». وقال مصدر نيابي بارز لـ «الأنباء» إنه لمس «من خلال التواصل مع الكتل النيابية ليونة في مواقف معظم الأطراف، وأن هناك نية لدى القوى السياسية بالتقدم خطوة نحو التوافق وإنجاز الاستحقاق الرئاسي».
ونقل المصدر عن البطريرك الماروني بشارة الراعي قوله أمام زواره إنه خلال زيارته إلى باريس، بدعوة رسمية من الرئاسة الفرنسية للمشاركة في احتفال إعادة افتتاح كنيسة نوتردام، لمس من خلال اللقاءات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وكبار الضيوف ومنهم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن «الطبخة» الرئاسية قد نضجت.
وشددت المصادر على أنه «ليس هناك موانع او عوائق خارجية يمكن أن تقف بوجه انعقاد المجلس لانتخاب الرئيس، بل على العكس فإن هذا الأمر مطلب عربي ودولي، وخير دليل تحرك اللجنة الخماسية التي تمثل جميع القوى الفاعلة في هذا الإطار».
على صعيد آخر، أبدت مصادر سياسية انزعاجها من السجال حول التطورات الأخيرة في سورية، مع الخشية مما يتردد عن دخول شخصيات من رموز النظام السابق إلى لبنان بمساعدة أطراف لبنانية، وما لهذا الأمر من تداعيات سلبية سواء على الساحة الداخلية اللبنانية، أو على العلاقة مع القيادة الجديدة في دمشق. ورغم تطمينات المسؤولين، خصوصا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام مولوي، فإن الكثير من السياسيين أبدى ارتيابه في الأمر.
أمنيا، كشف مصدر في قيادة الجيش، عن تدابير على المعابر الحدودية التي هي في عهدة الجيش، وهي غير معابر المصنع والبقيعة – جسر قمار في عكار والقاع، التي يتولى الإجراءات فيها الأمن العام وقوى الأمن الداخلي.
ورفع الجيش عديده وعزز انتشاره على طول الحدود البرية مع سورية، وسهل دخول اللبنانيين إلى البلاد، خصوصا الذين يخشون على أمنهم حاليا في سورية. وسهل عودة سوريين إلى الضفة الأخرى للحدود اللبنانية.
وتوقع المصدر «أن تحمل الأسابيع القليلة المقبلة انفراجا للراغبين العودة وكذلك الراغبين البقاء في سورية بعد جلاء الصورة». وكرر أن «الجيش في جهوزية قصوى على طول الحدود الشرعية وللانتشار جنوبا، توازيا مع حفظ الأمن وتأمين الاستقرار في الداخل».
وفي شأن خاص بالتطورات السورية، دان الحزب «التقدمي الاشتراكي» في بيان «إقدام العدو الإسرائيلي على إلغاء اتفاق فصل القوات الذي أعقب حرب 6 أكتوبر 1973، وقيامه باحتلال المزيد من الأراضي السورية».
وطالب الحزب «بتدخل دولي حازم لإجبار إسرائيل على التراجع عن خطواتها، وإعادة العمل بهذا الاتفاق واحترام حدود المنطقة العازلة التي أقرها الاتفاق».