ترتفع وتيرة العمليات العسكرية على طرفي الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وفي العمق أيضا وفق «ستاتيكو» الرد على الاستهداف في المسافة الجغرافية عينها.
وبدأ ««حزب الله» يأخذ الأمور لتحويلها إلى مصلحته، بالكشف عن أسلحة جديدة أدخلها إلى ميدان العمليات، علما ان «الحزب» يتصرف براحة أكبر كلما توسعت الحرب، وإن كان ذلك على حساب دورة الحياة الاقتصادية، والوضع الأمني في البلد. الا ان الرد بقساوة من قبله، يحرج إسرائيل أكثر، ويدفعها تاليا إلى توسيع عملياتها، والمخاطرة بتهجير المزيد من سكان المستوطنات والمدن المتاخمة للحدود اللبنانية، وخصوصا الواقعة منها على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
الا ان ارتفاع أصوات المدافع لا يعني إسقاط الوصول إلى تهدئة تترجم لاحقا إلى وقف شامل لإطلاق النار. ويربط «الحزب» تبريد الجبهة شمالي إسرائيل، بضمانات أميركية خطية تعطى إلى حركة «حماس»، وتاليا تجنيب الأخيرة الهزيمة التي لطالما توعدها بها الجيش الإسرائيلي.
ضربات جوية إسرائيلية مكثفة، بعضها عمليات اغتيال لأفراد من المنظمات الفلسطينية، والبعض الآخر استهداف لكوادر وأفراد في «حزب الله» وتنظيمات مسلحة لبنانية أخرى عادت إلى العمل الميداني العسكري من بوابة الجنوب.
وأيا كان مكان الضرب حتى «تحت الحزام»، فإن «الحزب» لا يزال يمتلك المبادرة، وهو قادر على التحكم بزمام الأمور، رغم ان ذلك لا يصب في مصلحة البلاد، اذ ينزح سكانها من بلداتهم وتدمر منازلهم، ويبدو الموسم الصيفي مهددا، فضلا عن خسائر مادية تخطت قيمتها المليار ونصف المليار دولار. وهنا الاختلاف في «تسعير» ثمن الحرب بين «الحزب» ومعارضيه. الاول يراه أقل من عادي في مواجهة أحد أكثر الأعداء شراسة. في حين يعتبره الفريق الآخر، الأسوأ الذي يصيب البلاد في الضائقتين الاقتصادية والمالية غير المسبوقتين في تاريخها.
وجزم مصدر سياسي رفيع لـ«الأنباء» بإمكان الوصول إلى هدنة ثم إلى وقف لإطلاق النار في جنوب لبنان، «بعد 48 ساعة من دخول الهدنة في غزة حيز التنفيذ».
وفي الشق السياسي الداخلي رأى المصدر «ان إعادة تحريك الملف الرئاسي، وغربلة من بقي من أسماء لمرشحين مقبولين من قبل الجميع، ستتم بعد استقرار الأوضاع الأمنية والعسكرية على الحدود. وعندها ترتفع وتيرة الاتصالات بين الأفرقاء اللبنانيين، على ان تقترن بحزمة حلول تتضمن الاتفاق على اسم الرئيس واسم رئيس الحكومة والإسراع في تشكيلها». وذكر المصدر «أن الثنائي الشيعي وخصوصا حزب الله لم يسقط ورقة الترشيح الخاصة برئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية». وقال ان «الحزب» يواصل العمل على تذليل العقبات التي تحول دون بلوغه قصر بعبدا، «ويجهد في القيام بمحاولات لدى رئيس (التيار الوطني الحر) النائب جبران باسيل في هذا السياق، على الرغم من معرفته بصعوبة الوصول إلى نتيجة إيجابية».
واذ يرفض معارضو «الثنائي» دعوته إلى الحوار في ظل تمسكه بمرشحه، والقول انه «لا يمكن الذهاب للجلوس إلى طاولة وانت قد حسمت أمرك قبل لقاء الآخر او التفاهم معه»، يقول مصدر مطلع لـ«الأنباء»: «ان عدم استعداد الثنائي للتخلي عن مرشحه، يعني ان أوان الانتخاب لم يحن بعد. وتاليا فإن كل الاتصالات والنقاشات تدور في حلقة مفرغة في انتظار نضوج الظروف الملائمة لذلك». ويضيف المصدر: «لا عجلة من الممسكين بالقرار إقليميا ودوليا قبل انقشاع غيوم حرب غزة والتوازانات التي تخرج بها».
ويتابع: «هناك نقاش جدي حول كيفية إيجاد مخرج للاتفاق على آلية للتفاهم على رئيس للجمهورية، مع وجود الجدران العالية بين الأطراف المتنازعة، على ان تطرح الآلية في الوقت المناسب».
ويسأل المصدر: «هل يمكن ان يكون التوصل إلى هذه الآلية من خلال نقاش داخلي، أم ان هذا الأمر متعذر ولا بد من تدخل إقليمي ـ دولي لرعاية نقاش خارج الحدود، خصوصا بعدما استهلكت المبادرات الداخلية، وآخرها مبادرة الاعتدال، وبقيت اللجنة الخماسية تدور حول نفسها وتستمع إلى نفس الطروحات ونفس الشروط؟».
وصباح أمس استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة في بلدة بافلية في منطقة صور.
وقال الدفاع المدني في بيان، ان عناصره أخمدوا حريقا في سيارة استهدفتها غارة جوية إسرائيلية، وقاموا بسحب جثامين أربعة أشخاص تولت جهة أمنية لبنانية نقلهم إلى المستشفى. ولاحقا نعى «حزب الله» أربعة من كوادره.