كد مصدر لبناني مطلع لـ«الأنباء» أنه «لا رابط على الإطلاق بين زيارة الموفدين الدوليين إلى لبنان وملف الانتخابات الرئاسية، وأن المداولات محصورة فقط بالتهدئة على الحدود الجنوبية والسعي إلى تجنب الدخول في حرب واسعة خارج القواعد المتعارف عليها، والتي لاتزال مضبوطة لحد الآن».
وأوضح المصدر أن «الدليل على عدم الترابط بين الجبهة الجنوبية والملف الرئاسي هو أن زيارات الموفدين تأتي ضمن جولة تشمل أيضا إسرائيل إما مسبقا أو لاحقا، والقول بالترابط فيه إساءة وعدم تقدير لحقيقة الموقف، لان الاستحقاق الرئاسي لا يبحث في إسرائيل انما الذي يبحث هو التهدئة وتنفيذ القرار 1701».
وقال المصدر «إن الموفدين، وآخرهم المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين، يركزون على ضمانات عودة المستوطنين إلى منطقة الجليل الأعلى المحاذية للبنان، بينما لبنان يطرح هذا الملف من مختلف جوانبه من خلال التنفيذ الشامل للقرار 1701 وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية التي لاتزال تحتلها وتثبيت الحدود وفق الخريطة المودعة لدى الأمم المتحدة منذ العام 1923، والمؤكد عليها في اتفاقية الهدنة عام 1949 والقرارات الدولية اللاحقة ووقف الخروقات العدوانية الجوية والبرية والبحرية».
وأشار المصدر إلى أن «أموس هوكشتاين يتفهم الموقف اللبناني، ولكن في مقاربته للحل يبدو كأنه مسلوب الحيلة والقرار، فما يتمناه شيء وما يقدر عليه شيء آخر، إذ إن إسرائيل هي التي تقرر، وفي الوقت الفاصل عن الانتخابات الرئاسية الأميركية لا يمكن للإدارة الأميركية إجبار إسرائيل الالتزام بالتهدئة والبدء بمفاوضات للحل الشامل وفق القرارات الدولية، إذ إن إسرائيل تحصر النقاش مع الموفدين بالتركيز على انسحاب حزب الله وعودة المستوطنين وليس تطبيق القرارات الدولية، بينما واشنطن تريد الاستقرار في الجنوب».