كشف مصدر دبلوماسي فرنسي عن مضمون اللقاءات التي أجراها في باريس كل من رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزف عون. وقال المصدر إن الرئيس إيمانويل ماكرون ناقش مع ميقاتي الخطة التي قدمتها فرنسا قبل أسابيع إلى الجانبين اللبناني والإسرائيلي وإلى الولايات المتحدة وأطراف أخرى يمكنها لعب دور لتحقيق هدف خفض التصعيد عند الحدود بين لبنان وإسرائيل.
خفض التصعيد مرتبط بأجوبة لبنان
وقال هذا المصدر إن المقترحات الفرنسية تقوم على تحقيق عدة خطوات، أولاها قيام حزب الله بسحب بعض قدراته ووسائله العسكرية من المنطقة الحدودية، وأن تتوقف إسرائيل عن التحليق في الأجواء اللبنانية وتمتنع عن القيام بأنشطة عسكرية، بمعنى أن يحترم كل طرف الجانب المتعلق به في القرار الدولي 1701.
وأضاف المصدر نفسه أن رئيس الوزراء اللبناني تعهد خلال اللقاء مع ماكرون بأن يعود إليه بجواب حول كل ذلك في الأيام القليلة المقبلة. وأوضح المصدر أن باريس ستواصل المشاورات التي تجريها مع الإسرائيليين بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومع الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان.
وردا على سؤال لـ”العربية.نت” قال المصدر الدبلوماسي الفرنسي، إن الحكومة اللبنانية كانت قدمت جواباً عاماً إيجابياً على المقترحات الفرنسية، “لكننا ننتظر من شركائنا اللبنانيين أجوبة محددة أكثر على مقترحاتنا” لخفض التصعيد عند الحدود، وربط المصدر مواصلة باريس مساعيها لخفض التصعيد بالأجوبة التي ستحصل عليها من لبنان.
إسرائيل تدعم الخطة الفرنسية
وفي سياق متصل، كشف المصدر الفرنسي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبّر لماكرون عن رغبته في أن تواصل باريس تحركها على أساس المقترحات التي قدمتها. وأوضح أن وفداً من موظفين فرنسيين رفيعي المستوى توجه إلى إسرائيل مؤخراً، كما أن الإسرائيليين استقبلوا عدة مرات وفوداً فرنسية بطلب منهم.
وأوضح المصدر من جهة أخرى أن فرنسا ترى أنه من المهم فصل المسألة المتعلقة بالاستقرار وخفض التصعيد عند الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل عما يحصل في قطاع غزة، مشيراً إلى أن لدى باريس إمكانية الحوار مع الجميع في لبنان، بمن فيهم حزب الله.
دعم فرنسي – إيطالي لانتشار الجيش اللبناني جنوباً
وعن مضمون المناقشات بين ماكرون وقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون الذي كان قد وصل إلى قصر الإليزيه ظهر الجمعة قبل دقائق من وصول ميقاتي وبشكل منفصل عنه، قال المصدر الفرنسي إن من بين الموضوعات التي نوقشت مع العماد عون “شروط انتشار الجيش جنوب نهر الليطاني كما ينصّ القرار 1701″، وقد أبلغ ماكرون عون استعداد فرنسا، مع شركائها الدوليين وعلى رأسهم إيطاليا، لتأمين الدعم للجيش اللبناني.
من جهة أخرى، التقى قائد الجيش اللبناني في باريس أيضاً نظيريه الفرنسي الجنرال تييري بوركار والإيطالي الأميرال جوزيبي كافو دراغون، وقد صدر عن القادة الثلاثة بيان مشترك جاء فيه أن محادثاتهم تناولت التوترات الإقليمية التي يواجهها لبنان، وأكدوا من جديد “أهمية العمل الجماعي من أجل وقف التصعيد، مع التأكيد على الدور الأساسي لقوات حفظ السلام الدولية في لبنان، اليونيفيل، باعتبارها جهة فاعلة في مجال السلام والأمن وحماية السكان المدنيين في المنطقة، بالتعاون الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية، صاحبة السيادة الكاملة على أراضيها”.
وأكد البيان مجدداً “دعم الجيش اللبناني، الضامن للاستقرار الوطني”، مع التشديد على أن “التزام فرنسا وإيطاليا بأمن لبنان وسيادته يظل أولوية”.
على برّي دعوة البرلمان لانتخاب رئيس
وفي الشأن المتعلق بالفراغ الرئاسي في لبنان قال مصدر دبلوماسي فرنسي إن البرلمان اللبناني يجب أن يلتئم بسرعة لانتخاب رئيس، متسائلاً: “ما هي الشروط التي على أساسها يمكن لرئيس مجلس النواب نبيه بري أن يدعو البرلمان للتصويت”؟ وأشار إلى أن رسالة فرنسا واضحة وهي أنه “يجب على الأطراف السياسية اللبنانية تحمل مسؤولياتها كي تتمكّن من حل الأزمة المؤسساتية التي تضعف لبنان، في سياق إقليمي هو الأكثر خطورة في المنطقة”.
وكان قصر الإليزيه أصدر بياناً بعد استقبال الرئيس الفرنسي لميقاتي وعون، الجمعة، جاء فيه أن ماكرون أبلغهما تصميمه على مواصلة تقديم الدعم الذي يحتاج إليه الجيش اللبناني، كما أكد تصميم فرنسا على مواصلة بذل كل ما في وسعها لتجنب تصاعد العنف بين لبنان وإسرائيل، وأشار البيان إلى أن ماكرون اتصل قبل أيام هاتفياً برئيس مجلس النواب نبيه بري، في إطار الاتصالات التي يجريها لمتابعة الوضع في لبنان.