أشار المرصد السوري لحقوق الانسان إلى أن عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية أقدموا على تنفيذ إعدامات ميدانية طالت 12 مواطنا، عقب اقتحام مضافة “آل رضوان” في مدينة السويداء، وسط معلومات تفيد باختطاف آخرين لا يزال مصيرهم مجهولا، في حين جرى إعدام 4 مواطنين بينهم سيدة في مضافة آل مظلومة بقرية الثعلة بينهم.
وفي سياق منفصل، أطلقت مجموعة مسلحة تابعة لدوريات الأمن العام النار بشكل مباشر على ثلاثة أشقاء بالقرب من دوّار الباشا شمال مدينة السويداء، أثناء وجودهم برفقة والدتهم، التي شاهدت لحظة إعدامهم ميدانياً.
من جانبه، أفاد مراسل فرانس برس بأنه شاهد جثثا ملقاة على الأرض في السويداء، بينما كانت أصوات إطلاق النار تتردد بشكل متقطع في شوارع المدينة الخالية. وقال أحد سكان السويداء لوكالة فرانس برس عبر الهاتف، رافضا الكشف عن اسمه “أنا في وسط السويداء، أصوات إطلاق النار والاشتباكات مستمرة”.
وتحدّث عن “حالات نهب وسرقة وقتل وإعدامات ميدانية وحرق لمحال تجارية ومنازل، وهناك عشرات المخطوفين من المدنيين لا نعرف عنهم شيئا” مع دخول القوات الحكومية.
ونقل عن صديق له يقطن في جزء آخر من المدينة قوله إن مسلحين “اقتحموا منزله وحرقوه بالكامل بعد ان طردوا اهله منه وصادروا هواتفهم المحمولة”.
وأظهرت مشاهد بثتها وكالة فرانس برس أعمدة دخان متصاعدة من مبان ومنازل في المدينة التي يقطنها نحو 150 ألف شخص.
وأكد شاهد آخر من السويداء، طلب بدوره عدم الكشف عن هويته، أنه شاهد “عناصر مدنية مسلحة يسرقون المحلات المجاورة ويحرقونها مع إطلاق نار عشوائي”.
وأضاف: “أخاف الخروج من المنزل خشية ان يتم التعرض لي او قتلي او سرقتي، كان يجب علي الهروب قبل ان يصلوا وأخشى ان يكون قد فات الأوان”.
وفي مشهد تكرر في مناطق سورية أخرى منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر، رافقت القوات الحكومية، فصائل مقاتلة غير معروفة، ارتكبت انتهاكات بحق السكان وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ومطلع آذار/مارس، قُتل مئات من أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري عقب هجمات استهدفت قوات الأمن، ووجّهت أصابع الاتهام في عمليات القتل إلى مجموعات مسلحة محسوبة على السلطات وجهاديين أجانب.
ودخلت قوات السلطات الانتقالية السورية محافظة السويداء الاثنين بهدف ما قالت إنه فضّ اشتباكات اندلعت بين مقاتلين من الأقلية الدرزية ومسلحين من البدو.
وقال المرصد وشهود وناشطون دروز إن قوات وزارتي الداخلية والدفاع شاركت في القتال إلى جانب البدو ضد الفصائل المسلحة الدرزية ودخلت المدينة برفقتهم. وقال شهود إن المسلحين من البدو دخلوا إلى جانب القوات الحكومية الثلاثاء.
وأظهر مقطع مصوّر بثته وكالة فرانس برس، مقاتلين بعضهم بلباس مدنية، يلوحون بأسلحتهم وسط شارع خال عند أحد مداخل مدينة السويداء. وأظهر شريط آخر متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، مسلحين يطلقون النار في الهواء ويردّدون شعارات إسلامية.
وقال رئيس تحرير منصة السويداء 24 المحلية ريان معروف، لوكالة فرانس برس “دخلت القوات الحكومية المدينة بحجة إعادة الأمن لكنها للأسف مارست أعمالا وحشية”.
وأضاف “هناك حالات تصفية لعشرات المدنيين، لكن لا تتوافر لدينا أرقام دقيقة”، محمّلا المسؤولية “للقوات الحكومية”.
وأفاد المرصد بأن 12 مدنيا قتلوا في مضافة آل الرضوان في مدينة السويداء على يد مقاتلين تابعين لوزارتي الدفاع والداخلية.
ووجهت وزارة الدفاع السورية في بيان ببدء “انتشار قوات الشرطة العسكرية داخل مدينة السويداء لضبط السلوك العسكري ومحاسبة المتجاوزين”.
كما حذرت وزارة الداخلية من جانبها “من ارتكاب أي تجاوزات أو تعديات على الممتلكات العامة أو الخاصة، تحت أي ذريعة كانت”، مؤكدة اتخاذها “الإجراءات القانونية الصارمة بحق أي عنصر يثبت تورّطه في مثل هذه الأفعال أثناء تنفيذ المهمة”.
“أرواحنا أهم”
ودمرت أرتال المقاتلين التي استقدمت للسويداء تماثيل عدة في ساحات المدينة وفق ما نقل مصورو فرانس برس، بينها ساحة رئيسة يرتفع فيها تمثال لشخصية درزية بارزة.
وفي مقطع فيديو لم تتمكن فرانس برس من التحقق من صحته، ظهر عناصر مسلحون بملابس عسكرية وهم يحلقون شارب رجل درزي مسن، وهو ما يعدّ إهانة بالغة بالنسبة للدروز.
وفرّ آلاف السكان، بعضهم إلى مناطق قريبة من الحدود الأردنية، وفق ما أفاد ريان معروف.
وقالت حنان، وهي طالبة جامعية خشيت من ذكر اسمها كاملا ” نزحنا انا وعائلتي باتجاه بلدة الشهبا، لم نأخذ شيئا من اغراضنا، حملنا ما نستطيع حمله لكن أرواحنا أهم من كل شيء”.