تجمع أهالي عين إبل على الطريق العام أمام مدرسة الراهبات ومسيرة الى ساحة الكنيسة للمطالبة بالحماية من الأجهزة الامنية والقوات الدولية بموجب القرار 1701 ومطالبة البطركية وجميع المعنيين الأمنيين بالإسراع لكشف حقيقة مقتل الحنتوش.
وكانت بلدة عين إبل المسيحية على موعد مع جريمة غامضة تبين لاحقاً أنها عملية اغتيال محكمة.
وفي التفاصيل أنه مساء الاربعاء في 2 آب، توفي الياس الحصروني (٧١ عاماً) الملقب بـ “الحنتوش”، المسؤول السابق عن إقليم بنت جبيل في حزب القوات اللبنانية في حادث سير “مريب” في منطقة بعيدة عن منازل البلدة، نحو الساعة التاسعة ليلا.
كل حيثيات الحادث كانت غامضة بشكل مثير للشكوك، فالرجل غادر منزله في وقت متأخر من دون أن يبلغ اسرته كعادته أن لديه أي عمل يستوجب توجهه الى تلك الطريق الفرعية التي تفضي الى بلدتي حنين الشيعية او دبل المسيحية.
بدأت الشكوك تتسرب منذ الساعات الاولى بعد الحادثة. وتداول سكان البلدة اخباراً عن وجود سيارات غريبة كانت تجوب عين إبل بشكل مريب في ذلك المساء، حتى أن أحد الأشخاص التقط صورة لأرقام السيارات التي تبين لاحقاً انها مسروقة.
تعززت الشكوك بأن ما جرى ليس مجرد حادث سير، بعد صدور إشارة قضائية برفع سيارة الحصروني فوراً من المكان الذي سقطت فيه تحت الطريق، الا ان شبانا من البلدة حضروا إلى المكان رفضوا ذلك قبل حضور المحقق الجنائي حيث اكتفى المحقق بالتقاط بعض الصور من دون رفع أي بصمات أو القيام بالاجراءات العادية التي تتخذ في ظروف مشابهة.
كاميرات تكشف الجريمة
انتظرت العائلة أربعة ايام قبل الدفن بانتظار قدوم أفراد آخرين من العائلة في المهجر وجرت الجنازة في أجواء من الحزن والغضب والصدمة وحضرها مسؤولون قواتيون بينهم النائب السابق انطوان زهرا.
وتبين أن كاميرات أحد المنازل المجاورة التقطت قيام سيارتين باعتراض طريق الحصروني حيث قام احد ركاب السيارتين بتخديره أو تسميمه ثم وضعه في خلفية السيارة ونقله الى مكان الحادث الذي يبدو انه دبر بطريقة لحرف الانظار عن الاغتيال الذي تم بطريقة احترافية واستغرق تنفيذه اقل من 10 ثوان حسبما اظهرت الكاميرات.
وأصدر رئيس البلدية عماد اللّوس بياناً مقتضباً استنكر فيه باسم ابناء البلدة الاعتداء على الحصروني واختطافه واقتياده وتدبير حادث له بهدف زعزعة الامن في المنطقة، مشيراً الى ان الادلة على الاعتداء باتت بحوزة الاجهزة الامنية التي حثها على سرعة القبض على القتلة وإنزال العقاب بهم حفاظاً على امن المنطقة.