عنوانان رئيسيان تصدّرا المشهد السياسي في الساعات الأخيرة، تمثل الاول في الموقف الذي أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري بوضع الكتل النيابية أمام مسؤولياتها بعد تأكيده وجوب انتخاب رئيس الجمهورية كحد أقصى في الخامس عشر من حزيران، والأمر الثاني تمثل بملف النازحين والبحث الرسمي فيه.
مصدر حكومي أكد لجريدة “الأنباء” الإلكترونية ان موضوع النازحين السوريين يأخذ حيزاً هاماً من الاجتماعات التشاورية التي يعقدها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع الوزراء المعنيين في هذا الملف، محدداً الثاني والعشرين من الجاري موعداً لجلسة مجلس الوزراء للبحث في موضوع النازحين وعودتهم.
في الشأن الرئاسي، أشار عضو تكتل لبنان القوي النائب أسعد درغام في حديث الى جريدة “الأنباء” الإلكترونية الى أن بيان التيار الوطني الحر يعكس سياسية التيار، وان كلام رئيس التيار النائب جبران باسيل واضح في مقابلته الاخيرة لجهة الدعوة الى ضرورة الوصول الى حل داخلي وعدم انتظار الخارج وعدم فرض أي رئيس على أي فريق الا ضمن أجواء توافقية والاتفاق على برنامج اصلاحي يرعى رئيس الجمهورية الجديد تنفيذه بالاتفاق مع الحكومة ومجلس النواب، وضرورة الاستفادة من المناخ الاقليمي الجديد للسير بمشروع بناء الدولة على أسس الحداثة والاصلاح.
وأوضح درغام أن المقصود من تضمين البيان رفض منطق مرشحي المواجهة والممانعة أتى للرد على ما سبق لحزب الله وشدد عليه لجهة انتخاب رئيس يحمي ظهر المقاومة أي أن ينتمي الى فريق الممانعة. وبالمقابل مطالبة رئيس حزب القوات سمير جعجع برئيس مواجهة. في حين أن وضع البلد والوضع الداخلي بشكل عام وحجم المعاناة التي يواجهها اللبنانيون كل يوم تتطلب انتخاب رئيس يملك برنامجاً اصلاحياً للبلد يتم تنفيذه بالاتفاق مع الحكومة ومجلس النواب، لأن التوافق على اسم الرئيس وحده لا يكفي لانقاذ لبنان، ولقد رأينا في الحقبة الماضية أن الرئيس الذي انتخب بتوافق غالبية الكتل النيابية لم يستطع أن يفعل شيئاً للبلد.
في هذه الأثناء، واصل السفير السعودي وليد البخاري لقاءاته، وقد وصف عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب أحمد الخير لقاء الكتلة معه بالجيّد جداً، قائلاً: “جرى فيه التشديد بشكل واضح من قبل المسؤولين في المملكة العربية السعودية، بحسب ما نقله لنا سعادة السفير، على ضرورة الانتهاء من الشغور في سدة الرئاسة في جو حازم والذهاب الى انتخاب رئيس جمهورية يملك برنامجاً اصلاحياً يعزز موقف المملكة تجاه لبنان”.
الخير وفي حديث مع “الأنباء” الالكترونية جدد تأكيد البخاري أنه ليس للسعودية فيتو على أي مرشح على الساحة، وهذا الموقف يحتّم على القوى المسيحية ضرورة التوافق على أتي مرشح اخر يرونه مناسباً، وعلى الكتل النيابية الاخرى تحمّل مسؤولياتها.
وقال الخير: “من المفترض أن يحصل تعاون على أي مرشح انقاذي يعيد الثقة بلبنان لأن المملكة لا يهمها الشخص لأنها ستحكم علي السياسات التي يتم اتباعها بعد انتخاب الرئيس، فهناك مسلّمات رئيسية لمصلحة الدولة. هذه السياسات اذا تُرجمت على أرض الواقع سنصل الى نتائج جدا ايجابية على صعيد توفير المساعدات للبنان، مضيفاً “المملكة تعتبر الاستحقاق الرئاسي شأناً نيابياً لبنانياً، وهي تبحث عن شركاء استراتيجيين بأطر مستدامة وأن تبني المملكة للمرحلة القادمة يمكن وصفه بالسياسة العقلانية التي تنتهجها السعودية في الاونة الأخيرة.
كل هذه الأجواء توحي بأن الأمور على حالها، في حين أن الجميع ينتظر خرقاً ما يفتح الطريق الى بعبدا ومنه الى انقاذ البلد بأسرع وقت قبل فوات الأوان.