صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

مخيم عين حلوة.. توازن القوى يكرّس هدوءا حذرا

ما زال الترقب سيد الموقف بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، وذلك بعد نحو أسبوعين من وقف إطلاق النار عقب معارك مسلحة أسفرت عن مقتل 14 شخصاً وإصابة أكثر من 60 آخرين.

واندلعت اشتباكات مسلحة في 29 يوليو/ تموز بين قوات “الأمن الوطني الفلسطيني” التابعة لحركة “فتح” ومجموعات “إسلامية” مسلحة على خلفية إطلاق نار استهدف أحد القياديين الإسلاميين في حينه.

واستمرت المواجهات 5 أيام قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تُشرف على تنفيذه لجنة “هيئة العمل الفلسطيني المشترك”، بعد اتصالات بين جهات رسمية وحزبية لبنانية وقيادات فلسطينية.

مخيم عين الحلوة تأسس عام 1948، وهو أكبر مخيم للفلسطينيين في لبنان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، بينما تفيد تقديرات غير رسمية بأن عدد سكانه يتجاوز 70 ألفا.

ولا يدخل الجيش أو القوى الأمنية اللبنانية إلى المخيمات بموجب اتفاقات ضمنية سابقة، تاركين مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم داخلها، لكن الجيش اللبناني يفرض إجراءات مشددة حولها.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

خريطة قوى المخيم

وفي حديث للأناضول قال حسين خريس الصحفي اللبناني المتخصص بشؤون التنظيمات الإسلامية، إن هناك “موزاييكًا (تشكيلة مختلفة) معقدا للجماعات الإسلامية داخل المخيم ولا تخضع جميعها لنفس القيادة ولا تتفق مع بعضها على قرارات موحدة”.

ولفت خريس إلى أن الاشتباكات الأخيرة “وقعت بين مقاتلين من حركة فتح وآخرين تابعين لحركة الشباب المسلم وهي عبارة عن مجموعات مسلحة كانت تسمى سابقا جند الشام وكانت توالي تنظيم القاعدة”.

وأضاف: “فضلا عن الجهتين المتقاتلتين، يضم المخيم تنظيم عصبة الأنصار الإسلامية، والحركة الإسلامية المجاهدة، وحركة حماس، إضافة إلى حركتي أنصار الله والجهاد الإسلامي المواليتين لإيران”.

نفوذ “حزب الله”

وأشار الصحفي اللبناني إلى أن “عصبة الأنصار التي تعد من أقوى الفصائل المسلحة في المخيم سبق أن أبرمت ربط نزاع مع حزب الله قبل سنوات، في حين أن الحركة الإسلامية تمثل مختلف القوى الإسلامية أمام الدولة اللبنانية”.

وقال إن “أكثر من جهة ضغطت لوقف المعركة الأخيرة أبرزها حزب الله وحركة أمل، ودار الفتوى، كما كان لتصريح رئيس رابطة علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود وقع كبير حينما وصف ما يجرى (المعارك) بأنه تنفيذ لأجندة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل”.

وأضاف: “أعتقد أن حزب الله بعث برسالة إلى حركة فتح طالبهم فيها بوقف إطلاق النار، سيما أنه من غير المسموح (بالنسبة للحزب) أن تكون جبهة الجنوب غير مستقرة، خصوصا مع قرب بدء التنقيب عن الغاز في البحر قرب الحدود مع فلسطين المحتلة”.

“تنسيق أمني”

ورأى خريس أنه “في الظاهر فإن المعركة اندلعت عقب إطلاق نار استهدف أحد الأشخاص المحسوبين على المجموعات الإسلامية، أما في الكواليس فإن إسرائيل طلبت من المخابرات الفلسطينية كبح نشاط حركتي حماس والجهاد بالمخيم”، على حد تعبيره، فيما لم تحصل الأناضول على تعليق من السلطة الفلسطينية بهذا الخصوص.

ويحظى مخيم عين الحلوة بأهمية استراتيجية بسبب موقعه الجغرافي بمدينة صيدا بوابة الجنوب اللبناني، ومعروف أن لـ”حزب الله” نفوذ قوي في الجنوب بما يمتلكه من ترسانة أسلحة وصواريخ.

وكان “حزب الله” لعب دورا كبيرا بتحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي عام 2000 عقب أكثر من عقدين على احتلال أجزاء واسعة منه، فيما لا تزال اسرائيل تحتل جزءا صغيرا من أراضي لبنان الجنوبية.

الحسم العسكري

واعتبر خريس أن “المعارك داخل المخيم توقفت بعد فشل حركة فتح بالحسم العسكري وتكبدها خسائر بشرية ومعنوية (..) وهكذا بقي عين الحلوة من المخيمات القليلة في لبنان غير الخاضعة للحركة”.

وقبل أشهر سجل إطلاق صواريخ عدة بشكل متفرق من جنوب لبنان على شمال إسرائيل ردا على انتهاكاتها بحق المصلين في المسجد الأقصى، دون أن تتبنى أي جهة مسؤولية إطلاق الصواريخ.

تكريس التوازن بين القوى

أما المحلل السياسي اللبناني وسيم بزي فقد اعتبر أن المعارك “توقفت في المخيم بعد الجهد السياسي الذي بذل وبعد اتصالات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية”.

وأضاف بزي للأناضول: “كما تم إرسال عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد مبعوثا خاصا من رام الله إلى لبنان ولقائه بالقادة اللبنانيين، وإضافة إلى الاجتماعات الأمنية”.

وأشار إلى أن “العامل العسكري الذي فرض نوعا من التوازن ولم يؤد إلى تكريس القوة لصالح أحد من أهم العوامل التي ساهمت في الهدوء”.

بالإضافة إلى أن “فتح تعرضت لامتحان صعب أدى إلى خدش قدرتها على التحكم بأحداث المخيم وجعلها تدفع ثمنا باهظا على صعيد خسائر بالأرواح والمعنويات”، بحسب بزي.

ولفت إلى أنه بالمقابل فإن الطرف الآخر “دافع بشراسة عن مواقعه ونقاطه، وهذا ما أدى في النهاية إلى التوصل لاتفاق ينص على 3 نقاط، وهي وقف إطلاق النار وتسليم قتلة أحد عناصر الإسلاميين، وأيضا تسليم قتلة العرموشي ومرافقيه”.

وفي 30 يونيو عقب يوم من اندلاع المواجهات، تعرض قائد قوات الأمن الوطني بالمخيم التابع لحركة “فتح” أبو أشرف العرموشي و4 من مرافقيه إلى كمين مسلح أدى إلى مقتلهم جميعاً.

استبعاد اشعال جبهات أخرى

واستبعد بزي أن تتسبب أحداث المخيم “باندلاع شرارة عنف على صعيد البلاد ككل، نظراً إلى الدور البارز الذي يلعبه الجيش اللبناني في ضبط الوضع بمحيط المخيم والمناطق الأخرى، فضلاً عن تعاون جميع القوى السياسة للحفاظ على الاستقرار”.

وأضاف: “كما أن واقع الميدان لا يوحي بأن تخرج الأحداث عن إطارها الفلسطيني، لكن هذا لا ينفي أن بعض الدول الإقليمية (لم يسمها) حاولت تستثمر في المعركة وبالتأثير في موازين القوى بما يخدم مصلحتها”، وفق المتحدث ذاته.

ولفت بزي إلى أن “ثمة قيادات من حركة فتح لم تنخرط بالمعركة بشكل مباشر مثل العميد محمود عيسى المعروف باللينو المحسوب على جناح محمد دحلان، المنشق عن الحركة، وكذلك الأمر بالنسبة للقيادي منير المقدح”.

وختم بالقول إن “التوازنات الحالية بالمخيم تسمح لأن نختبر مشهد الهدوء لمدة 10 أيام، إما أن تنجح محاولات تثبيت الهدوء ولو إلى حين، أو أن نكون أمام مشهد تصفيات أمنية داخلية”.

ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نحو 200 ألف يتوزعون على 12 مخيما يخضع معظمها لنفوذ الفصائل الفلسطينية، إلا أن معظم تلك المخيمات باتت تضم في السنوات الأخيرة لاجئين سوريين أيضاً.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأنها وسيلة إعلامية بأي شكل من الأشكال بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading