أقر مسؤولون إسرائيليون بأن الجيش الإسرائيلي كان مضطرًا لتقليص عملياته العسكرية في قطاع غزة؛ بسبب نفاد المخزون من الذخيرة.
أصبحت إدارة مخزون الأسلحة مشكلة كبيرة بالنسبة للجيش الإسرائيلي، حيث يتوقع حدوث نقص في المستقبل القريب. قد لا تكون الإمدادات الأميركية الضخمة قادرة على تلبية هذا النقص.
وقال الجنرال الإسرائيلي، قائد قيادة المنطقة الجنوبية اللواء إليعازر توليدانو، بأنه “من واجبنا إدارة قضية التسلح”.
ومن جانبه، تطرق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في منتصف كانون الثاني/يناير، إلى هذه القضية علناً، قائلاً “نحن بحاجة إلى الولايات المتحدة لثلاثة أشياء: سلاح، سلاح، سلاح”.
وفي محاولة لسد هذه الثغرات، قدمت وزارة الدفاع الإسرائيلية طلبات بمئات الملايين من الدولارات إلى الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة. تشمل قذائف 155 ملم بالإضافة إلى أنظمة “ذخائر الهجوم المباشر المشترك” ( JDAM) التي تنتجها شركة بوينغ، والتي تعمل على تحسين دقة القنابل من خلال استخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) متكامل.
وذكر تقرير صادر عن موقع “كلكاليست”، الاقتصادي الإسرائيلي، أن الحرب في غزة تستنزف المخزون الإسرائيلي من السلاح، مما قد يجبر الجيش إلى الاقتصاد والاعتماد على الإمدادات العسكرية الأمريكية.
ومنذ بداية الحرب الدامية التي تخوضها إسرائيل على قطاع غزة، أرجأت 3 شركات كبرى، رافائيل وصناعات الطيران الإسرائيلية IAI وإلبيت سيستمز Elbit Systems توريد أسلحة بقيمة تزيد عن 1.5 مليار دولار لعملائها في مختلف أنحاء العالم من أجل منح الأولوية للإمدادات المخصصة للجيش الإسرائيلي.
وقدمت وزارة الدفاع مساهمتها من خلال تقديم طلبات قياسية بقيمة 2.5 مليار دولار منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر لحوالي مائة شركة إسرائيلية في هذا القطاع.
ويعود هذا النقص في الأسلحة جزئياً إلى إطالة أمد الحرب. ويشير المحللون العسكريون أيضًا إلى التقدم التكنولوجي الذي يسمح بتنفيذ هجمات متعددة ودقيقة على عدة أهداف في نفس الوقت.
خطر الحرب في لبنان
ويشير مسؤول في وزارة الدفاع إلى ضرورة أن يأخذ الجيش الإسرائيلي بعين الاعتبار التهديدات التي تلاحقه على أكثر من جبهة.
ولفت إلى أن الدولة العبرية لا تستطيع أن تستخدم كل ما تملكه من السلاح في قطاع غزة ضد حماس، بينما يلوح خطر الحرب في الشمال مع حزب الله اللبناني.
وبحسب شبكة “إن بي سي”، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، إن الرئيس جو بايدن يميل إلى إبطاء شحنات الأسلحة المخصصة لإسرائيل كوسيلة للضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتبديل التكتيكات المتبعة في حربه على غزة، مما قد يعمق الخلاف بين بايدن ونتنياهو.
ويصر الأمريكيون على إنشاء ممر إنساني في قطاع غزة، والحد من الغارات الجوية الإسرائيلية، التي تسببت حتى الآن في مقتل أكثر من 26 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة.