قال محققون بحادثة تفجير خطوط أنابيب نورد ستريم في بحر البلطيق، التي وقعت العام الماضي، إنهم عثروا على آثار لمتفجرات تحت البحر على متن يخت ألماني مرتبط بالحادث، وفقا لما ذكره موقع “راديو أوروبا الحرة”، الأربعاء.
وأعلن دبلوماسيون دنماركيون وألمان وسويديون عن النتائج في رسالة مؤرخة بتاريخ 10 يوليو الحالي، ويعتبر ذلك تطورا صغيرا، ولكنه جدير بالملاحظة، في عملية التحقيق بتفجير أنابيب الغاز، الذي حدث في 26 سبتمبر الماضي في قاع بحر البلطيق، شرق جزيرة بورنهولم الدنماركية.
وتم اكتشاف الانفجارات عندما تصاعد الغاز المتبقي من الأنابيب إلى سطح البحر.
واتهم مسؤولون غربيون في البداية روسيا بالتفجيرات التي دمرت تقريبا خطي الأنابيب. واتهمت موسكو الولايات المتحدة وحلفاءها، قائلة إنه ليس لديها سبب لتفجير خط الطاقة الحيوي لتوصيل إمداداتها غربا.
وشيدت روسيا خطوط الأنابيب لنقل الغاز مباشرة إلى ألمانيا وأوروبا، متجاوزة أوكرانيا وبولندا ودولا أخرى لها علاقات معادية مع موسكو. وأثناء تشغيل خط الأنابيب الأول، لم يحصل الخط الثاني على الموافقة النهائية من المنظمين الألمان.
وحذرت الولايات المتحدة على مدى سنوات من أن خطوط الأنابيب تشكل خطرا أمنيا على ألمانيا ودول أوروبية أخرى، مما يجعل هذه الدول رهينة لصادرات الطاقة الروسية.
وفي الأشهر التي أعقبت الانفجار، تعمق الجدل حول الجهة المسؤولة عنه، مع صدور تقارير عن مؤسسات إعلامية أوروبية ركزت على يخت يسمى “أندروميدا” تم استئجاره في ميناء ألماني من قبل مجموعة من الأشخاص، بعضهم لديهم جوازات سفر بلغارية. وحسبما ورد، عثر المحققون الألمان على آثار للمتفجرات على أندروميدا، الذي كان موجودا في جزيرة بورنهولم قبل الحادثة.
وفي الرسالة الموجهة إلى الأمم المتحدة، والموقعة من سفراء ألمانيا والسويد والدنمارك، قال مسؤولون إنه تم اكتشاف آثار متفجرات استخدمت في التفجير تحت الماء بين العينات المأخوذة من أندروميدا.
وجاء في الرسالة أنه “لم يتم الانتهاء من نتائج التحقيقات، ولا يزال من غير الممكن تحديد موعد إتمامها. طبيعة الأعمال التخريبية غير مسبوقة والتحقيقات معقدة”.
وداهمت الشرطة الألمانية في مايو الماضي شقة في مدينة فرانكفورت الشرقية، حيث حققت مع امرأة كان صديقها السابق جنديا أوكرانيا. وطبقا لتقارير صحيفة “دي تسايت” الألمانية وصحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن الجندي كان من بين أفراد طاقم أندروميدا قبل الانفجار.
وفي 13 يونيو، ذكرت الإذاعة العامة الهولندية NOS، وصحيفة Die Zeit وشبكة ARD الألمانيتين، أن وكالة المخابرات الهولندية الرئيسية تلقت قبل عام معلومات تفيد بأن مؤامرة سرية من قبل عملاء أوكرانيين كانت جارية لاستهداف خطوط الأنابيب.
وأحالت الوكالة الهولندية هذه المعلومات إلى وكالة المخابرات المركزية الأميركية، التي حذرت المسؤولين الأوكرانيين بعد ذلك من تنفيذ هذا الهجوم.
وأكدت صحيفتا “نيويورك تايمز” و”وول ستريت جورنال” هذه التقارير لاحقا، نقلا عن مسؤولين أميركيين لم تُذكر أسماؤهم. وأبلغ المسؤولون الأوكرانيون الجانب الأميركي أن المؤامرة أحبطت.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أيضا أن المحققين الألمان كانوا يفحصون الأدلة التي تشير إلى أن فريق التخريب استخدم بولندا كقاعدة لتنفيذ الهجوم.
ونفت الحكومة الأوكرانية مرارا وتكرارا مسؤوليتها عن الانفجارات أو أي علم مسبق بمؤامرة لتدمير خطوط الأنابيب.
وقال دبلوماسي روسي كبير في الأمم المتحدة، السبت الماضي، إن روسيا طلبت عقد جلسة جديدة لمجلس الأمن في 11 يوليو الحالي لبحث تفجيرات خط أنابيب نورد ستريم التي وقعت في سبتمبر الماضي.
وطلبت روسيا دون جدوى الاطلاع على التحقيقات التي تجريها السويد وغيرها في التفجيرات التي ألحقت أضرارا جسيمة بخطوط الأنابيب الممتدة عبر بحر البلطيق وتربط روسيا وألمانيا، وفقا لرويترز.
وقال، دميتري بوليانسكي، نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة على تيليغرام “طلبنا عقد جلسة مفتوحة جديدة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 11 يوليو حول تفجيرات نورد ستريم”.
ولم تتمكن روسيا في مارس الماضي، من دفع مجلس الأمن لطلب فتح تحقيق مستقل.
وتتهم موسكو الغرب بالضلوع في التفجيرات وهو ما تنفيه الحكومات الغربية وكذلك أوكرانيا التي تقاتل القوات الروسية على أراضيها.
ووقعت تفجيرات خط الأنابيب في المناطق الاقتصادية الخالصة للسويد والدنمارك. وتقول السويد والدنمارك وألمانيا إن تحقيقاتها لا تزال جارية وإن روسيا أُخطرت بذلك.