الأسبوعية الفرنسية، أوضحت أن المملكة العربية السعودية جعلت من وقف تهريب هذه الحبوب شرطًا لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق. وتعد الرياض بالتمويل مقابل اتخاذ تدابير ملموسة ضد تجارة المخدرات. وهي ليست الوحيدة، إذ نفذت المملكة الأردنية في بداية شهر مايو غارة جوية استثنائية في جنوب سوريا، كان من شأنها القضاء على مهرب رئيسي للكبتاغون .
وتبنت الولايات المتحدة استراتيجية معاكسة، حيث شرعت في معاقبة الرئيس بشار الأسد، ولاسيما شقيقه الأصغر ماهر، الذي يعتبر “الأب الروحي” لهذه الصناعة. كما فرضت عقوبات على مهربين لبنانيين، بعضهم مرتبط بحزب الله، لأن المخدرات تغادر سوريا عبر لبنان لتنتشر إلى بقية العالم العربي وحتى إلى أوروبا، تضيف “لوبس”.
وتابعت المجلة الفرنسية القول إن فعالية هذه العقوبات مشكوك فيها، وقد تم تقويضها الآن من خلال إعادة دمج سوريا في كل المنطقة، وهي علامة أخرى على تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.
وتساءلت “لوبس” كيف تحولت سوريا إلى دولة مخدرات بصناعة حقيقية تقدر قيمتها في استطلاع أجرته وكالة فرانس برس في شهر نوفمبر عام 2022 بنحو 10 مليارات دولار؟ معتبرة أن ذلك يعد نتاجَ عقد من الحرب التي عصفت بسوريا ودفعت جزءًا كبيرًا من سكانها إلى البلدان المجاورة (الأردن ولبنان وتركيا) ودمرت اقتصادها في أوروبا. وهذا نتيجة غياب حل سياسي يسمح بعودة بعض هؤلاء اللاجئين على الأقل، وبدء إعادة إعمار البلاد.
وبدعم من روسيا وإيران، تشبث الأسد بالسلطة بعد بث الرعب الذي تسبب في مقتل ما لا يقل عن 500 ألف شخص. وظهر الكبتاغون في قلب بلد منكوبة كشريان حياة لشبكات المافيا التي ابتليت بهذا النظام.
في ظل المناخ الدولي الحالي، يراهن جيران سوريا على التطبيع ليتمكنوا من تحرير أنفسهم من ثقل اللاجئين، والحصول من دمشق على تعاونها بشأن الكبتاغون. ولكن “كيف يكون من المتوقع لنظام لم يتردد في تدمير مدنه وذبح سكانه، ثم استفاد من المخدرات، أن يصبح فاضلاً وصادقًا؟ […] إنه قبل كل شيء الثمن الذي يدفعه السوريون أنفسهم أولاً مقابل الفشل الذريع للمجتمع الدولي.”