وسيتولى برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية تنفيذ الشق الأول من المبادرة المموّلة من الحكومة الإيطالية، والذي يهدف إلى خلق منطقة عامة خضراء في موقع المحطة لصالح سكان بيروت.
أما الشق الثاني للمشروع، فسيتمحور حول الحفاظ على الوظيفة الأساسية للموقع وقيمته الثقافية وأصالته، مما سيعزّز التواصل الثقافي والاجتماعي من خلال توفير مساحة عامة للفنانين للتعبير عن إبداعاتهم وتسويق انتاجاتهم. وسيجري تنفيذ هذه المبادرة بالتعاون الوثيق مع وزارة الثقافة ومصلحة سكك الحديد والنقل المشترك التابعة لوزارة الأشغال العامة والنقل.
ومن المعروف أن القطار توقّف في لبنان خلال الحرب الاهلية عام 1975 وعاد ليعمل فقط على خط الدورة جونية في مطلع التسعينات قبل أن يتوقف من جديد.
وضمن هذا الإطار، وقّعت اليونسكو وإيطاليا اتفاقية تمويل لترميم وإعادة تأهيل محطة قطار مار مخايل في بيروت وخلق مساحة عامة للجمهور، بقيمة 2.000.000 يورو في خلال حفل توقيع من تنظيم اليونسكو والسفارة الإيطالية في بيروت والوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي بحضور المدير العام للآثار سركيس الخوري ممثلا وزير الثقافة محمد وسام المرتضى، ورئيس مجلس ادارة مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك زياد نصر ممثلاً وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية ورئيسة برنامج موئل الأمم المتحدة في لبنان تاينا كريستيانسن.
وأكدت سفيرة ايطاليا نيكوليتا بومبارديري انه «من خلال هذا المشروع، تعزّز إيطاليا مشاركتها في مجال الحفاظ على التراث العمراني».
وقالت «بعد ترميم متحف سرسق، تعتبر عملية إعادة تأهيل محطة قطار مار مخايل خطوة أخرى نحو تعافي النسيج الاجتماعي والاقتصادي والثقافي لبيروت الذي دمّره انفجار المرفأ»، معتبرة «أن حماية التراث الثقافي وتعزيزه يشكّل محركًا للتنمية المستدامة من شأنها أيضاً المساهمة في تثبيت هوية الأمة. لذلك تتسم شراكتنا مع لبنان بالاستمرارية وتشمل مشاريع أخرى بارزة مثل المتحف الوطني في بيروت ومعبد جوبيتر في بعلبك إذ تكتسب الشراكة مع اليونسكو دورًا مهمًا في هذه الاستراتيجية».
وقالت مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي المتعدد القطاعات في بيروت كوستانزا فارينا «من خلال مبادرة «لبيروت»، تضع اليونسكو التراث في قلب الجهود الدولية. تفتخر اليونسكو بهذه الشراكة الاستراتيجية مع إيطاليا في مجال الحفاظ على التراث الثقافي».
وفي رأي مديرة الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي في بيروت أليساندرا بيرماتي «أن مبادرة «لبيروت» ستؤدي إلى تحسين حياة ورفاهية سكان بيروت وإعادة تنشيط التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة».
و«لبيروت» مبادرة دولية رائدة أطلقتها من بيروت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي، في أعقاب انفجار المرفأ، لدعم إعادة تأهيل المدارس والمباني التراثية التاريخية والمتاحف وصالات العرض والصناعات الإبداعية. على وجه الخصوص، أعادت اليونسكو تأهيل 280 مؤسسة تعليمية تضررت من الانفجار، وحشدت لذلك أكثر من 35 مليون دولار أمريكي.