صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

ما علاقة “داعش” برفض الموافقة على إنشاء مطار ثان في لبنان؟

بقلم : طوني بولس - قد يكون لبنان من الدول المعدودة في العالم التي لا تزال تعتمد على مطار مدني واحد، حيث باتت قضية إنشاء المطارات مرتبطة بتطوير شبكة المواصلات وتنظيم الازدحام وتنمية المناطق وازدهارها، إضافة إلى كونها مسألة استراتيجية، إذ في حال حدوث حالة طوارئ تقنية أو أمنية يمكن نقل الملاحة الجوية إلى مطار آخر بدل عزل الدولة عن العالم.

وبمقاربة بسيطة مع قبرص المجاورة للبنان والتي تشبهه نسبياً من ناحية التضاريس والمساحة، تمتلك الجزيرة ستة مطارات متخصصة، أسهمت في تنمية المناطق البعيدة من العاصمة وتخفيف الازدحام عن المطار الرئيسي في لارنكا.

وما يزيد من الأمور تعقيداً، اعتبار بعض القوى السياسية أن طرح إنشاء مطار ثانٍ في لبنان هو مقدمة لإنشاء نظام فيدرالي أو طرحاً تقسيمياً للبلاد، في حين تعتبر القوى المؤيدة أن هدفها الأول اقتصادي وإنمائي. وتجاهر قوى سياسية عدة بأن “حزب الله” يملك اليد الطولى في المطار، لذلك ليس من مصلحته وجود مطار ثان بعيداً من رقابته.

بين الازدهار والتخلف

وتجمع الدراسات على الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لإنشاء مطار ثانٍ في لبنان، لا سيما أن مطار بيروت تجاوز القدرة الاستيعابية ولا يمكن توسيعه وتطويره ليواكب الحداثة العالمية للمطارات الدولية، علماً أنه عند إنشائه، قبل 70 عاماً شهد نجاحاً وازدهاراً كبيرين، حيث كان تصنيفه ضمن أحدث مطارات الشرق الأوسط وأفضل مطارات العالم من حيث الخدمات لفترة غير قصيرة أسهم خلالها إسهاماً مباشراً في ازدهار لبنان السياحي والتجاري والخدماتي.

لكن أخيراً صُنف مطار رفيق الحريري الدولي بلبنان بـ “ما دون المقبول”، من قبل منظمة الطيران المدني الدولي، والوكالة الأوروبية لسلامة الطيران، حيث حاز لبنان درجة إجمالية قدرها 58.5، في حين أن المتوسط العالمي هو 69.8، ما يعني رسوبه وفق المعايير الدولية وبات أمام تحدي تحسين وضعه ليتجنب وضع “علامة” حمراء أمام اسم المطار كما حصل مع كل من بوتان، وروسيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

مطار القليعات

ومن المعروف أن في لبنان ستة مطارات بدائية بعضها نشأ خلال الحرب الأهلية، ووفق ضابط في القوات الجوية اللبنانية، هناك ثلاثة مطارات تملك بعض التجهيزات اللازمة للتشغيل وهي القليعات (مطار رينيه معوض)، ورياق، وحامات، وتُستخدم كمطارات عسكرية، ولا سيما مطار القليعات الذي يقع في وسط سهل عكار على بعد 105 كيلومترات من بيروت، و25 كيلومتراً شمال مدينة طرابلس، ويبعد سبعة كيلومترات عن الحدود اللبنانية – السورية، ومساحته الحالية حوالى 5.5 مليون متر مربع، قابلة للتوسيع في جميع الاتجاهات.

عوائق عدة تحول دون تحويل هذه المواقع إلى مطارات مدنية، باستثناء مطار رينيه معوض، الذي يستوفي الشروط الدولية وأهمها أن يزيد طول المدرج على ثلاثة كيلومترات.

مطار رينيه معوض (القليعات) لا تتسع ساحاته حالياً إلا لحوالى 12 طائرة، كما يستوجب معدات تقنية، كرادارات، وأجهزة مراقبة، وأجهزة لهبوط الطائرات، وتجديد الإنارة، واستحداث قاعات لاستقبال المسافرين، إضافة إلى تأمين مخازن للفيول، لأن الطائرات المدنية تحتاج إلى كميات أكبر مقارنة بتلك العسكرية.

مطار “السُنة والمسيحيين”

في المقابل، تشير مصادر مقربة من “حزب الله”، إلى عدم الممانعة بإنشاء مطار ثانٍ في لبنان، إلا أن التوقيت حالياً غير مناسب لوجود تحديات اقتصادية وسياسية وأمنية، حيث توجد لدى الحزب مخاوف من دخول عناصر متطرفة مثل تنظيم “داعش” عبر مطار القليعات في حال تشغيله خلال هذه المرحلة، وبرأيها، هناك أمور عدة يجب حسمها قبل الموافقة على قرار استراتيجي كهذا، أولها يتعلق بالجهات التي ستؤمن الأمن داخل المطار وخارجه، إضافة إلى الخشية من تحوله إلى مطار طائفي عبر سيطرة “السنة والمسيحيين” عليه ليكون وكأنه تحدٍ لمطار بيروت الذي يؤمن مصلحة اللبنانيين جميعاً.

قصة المطار

ويروي أبناء المنطقة أن القصة ارتبطت بحادثة حصلت أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث اضطرت طائرة فرنسية للهبوط نتيجة عطل تقني في تلك المنطقة، ثم عملت فرقة صيانة عسكرية على إصلاحها، ولكي تستطيع الإقلاع مجدداً تم استحداث مدرج بدائي لتقلع الطائرة من جديد.

وعند وقوع الحرب العربية – الإسرائيلية عام 1967، تقرر حينها ضمن سياسة الدفاع العربي المشترك، تأهيل هذا المدرج وصيانته وتوسيعه وبناء عدة أبنية للمراقبة والمستودعات وإقامة الموظفين والإداريين والفنيين، وتم تجهيزه بالمعدات اللازمة لمطار عسكري حمل اسم قاعدة القليعات الجوية.

وأواخر الثمانينيات وبعد أن تعذر التواصل بين بيروت وشمال لبنان بسبب الحرب، تحول إلى مطار مدني، وبدأ يشهد حركة هبوط وإقلاع ناشطة بافتتاح أول خط جوي داخل الأراضي اللبنانية، إلا أن أهميته ازدادت عندما أصبح شاهداً على انتخاب الرئيس رينيه معوض رئيساً للجمهورية اللبنانية في الخامس من نوفمبر (تشرين الأول) 1989 حيث هبطت طائرة “بوينغ 707” مما عزز جدارة هذا المطار في استقباله طائرات التجارية.

وبعد مقتل الرئيس معوض غداة عيد الاستقلال في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1989 قرر مجلس الوزراء تسمية المطار باسمه، وظلت الرحلات الداخلية سارية حتى أواخر عام 1991، إلى أن طواه النسيان طيلة مرحلة التواجد السوري في لبنان.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading