خلال أسبوع من دخول وقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله في لبنان حيز التنفيذ، تجددت الخروقات الإسرائيلية عشرات المرات كل يوم منذ يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024، الأمر الذي يشكل اختباراً لمتانة الهدنة الهشة بين الطرفين.
وشنت “إسرائيل” العديد من الغارات الجوية وهجمات أخرى منذ بدء وقف إطلاق مدعية أنها “محاولة لإحباط التهديدات من حزب الله”، فيما رد الحزب للمرة الأولى بإطلاق قذيفتين على موقع “رويسات العلم” العسكري الإسرائيلي مساء الاثنين 2 ديسمبر 2024. وقال حزب الله إن قصفه كان “تحذيرًا أوليًا وردًا دفاعيًا” على الغارات الجوية الإسرائيلية وانتهاكات المجال الجوي اللبناني والضربات الإسرائيلية التي أسفرت عن استشهاد مدنيين.
وبعد فترة وجيزة، شن جيش الاحتلال غارات على عشرات المواقع في لبنان بما في ذلك ما قال إنه “منصات إطلاق وبنية تحتية لحزب الله” على حد زعمه. وادعى مسؤولون إسرائيليون يوم الاثنين إنهم رصدوا عناصر من حزب الله وهم يعودون إلى جنوب لبنان، فيما يستمر مسلسل الانتهاكات الإسرائيلية ومنع وصول آلاف اللبنانيين من الوصول إلى منازلهم وبلداتهم في الجنوب.
ما حجم الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف النار مع لبنان؟
- منذ صباح الأربعاء 27 نوفمبر وحتى صباح الأربعاء 4 ديسمبر بلغ مجموع الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار 123 خرقاً وفق إحصائيات وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية اليومية.
- تنوعت الخروقات الإسرائيلية بين قصف بالمدفعية، غارات بالطيران الحربي والمسير، وإطلاق نار من أسلحة رشاشة، وتوغلات، وإطلاق قنابل مضيئة، بالإضافة إلى تجريف قرى حدودية وقتل مدنيين بشكل مباشر بينهم صحفيين ورعاة أغنام، بالإضافة إلى استهداف جنود من الجيش اللبناني.
- ارتفع إجمالي الضحايا في لبنان جراء خروقات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار إلى 14 شهيداً و13 مصاباً، وفق إحصاء لوكالة الأناضول استناداً إلى بيانات وزارة الصحة اللبنانية، حتى صباح يوم الأربعاء 4 نوفمبر 2024.
ماذا يقول اتفاق وقف إطلاق النار؟
- تزعم “إسرائيل” أنها حصلت على تفويض واسع النطاق لضرب لبنان رداً على تهديدات من لبنان، وبناءًا على تأكيدات تلقتها من الولايات المتحدة. فيما لم يتم الاتفاق بشكل كامل حول آلية دولية لمراقبة تصرفات الجانبين على طول الحدود، وفقاً لمصادر مطلعة صرحت لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
- ومن المفترض أن بنود وقف اتفاق وقف إطلاق النار أن تتضمن “انسحاب إسرائيل تدريجياً إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل خلال 60 يوماً، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية”.
- وبموجب الاتفاق، “سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح جنوب الليطاني، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، وإنشاء لجنة للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات”.
ماذا سيحدث الآن؟
- هدد وزير “الدفاع” الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الثلاثاء، بأنه في حالة انهيار وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل ستجدد الحرب، وتدفع قواتها إلى عمق لبنان، وتستهدف ليس حزب الله فحسب، بل الدولة اللبنانية أيضاً” على حد وصفه.
- قالت إدارة بايدن إنها “توقعت خروقات لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل”، وإنها “تعمل من خلال آلية مراقبة سيتواصل من خلالها مسؤولون أميركيون وفرنسيون مع مسؤولين عسكريين إسرائيليين ولبنانيين لحل القضايا وإنفاذ وقف إطلاق النار”، بحسب ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر يوم الاثنين.
- لا يزال آلاف النازحين الإسرائيليين خائفين للغاية من العودة إلى مستوطناتهم في الشمال، وحث سياسيو المعارضة الجيش على “الرد بقوة على أي هجمات صاروخية يشنها حزب الله”.
- يلتزم “حزب الله” الصمت حيال الخروقات الإسرائيلية المتواترة، وسبق أن أعلن أنه يراقب تنفيذ وقف إطلاق النار و”يده على الزناد”.