يتواجد الممثل الكوميدي ماريو باسيل في كندا حيث يعرض مسرحية «كوميدي نايت شو» مع زميله شادي مارون.
وأطلق باسيل صرخة مدوية عبر حساباته على «السوشيال ميديا» ندّد فيها بالمجازر التي تحصل في غزة ودعا الفنانين إلى التعبير عن آرائهم برفضها وعدم السكوت عن قتل الأطفال والنساء.
باسيل قال لـ «الراي» إن ما يحصل في غزة غير مقبول، ودعا إلى صرْف الأموال التي تدفع على الحروب على بناء المدارس والمستشفيات والبنى التحتية.
• ما أسباب تواجدك في كندا؟
– أعرض مسرحية «كوميدي نايت» مع شادي مارون.
• وهل هناك إقبال أم أن الحضور تراجع بسبب حرب غزة؟
– تراجع قليلاً، ولكنّ هناك إقبالاً على مشاهدة المسرحية.
لا شك أن الغرب متأثر بما يحصل في غزة ويوجد حزن وانزعاج، ولكن ليس كما في لبنان.
• نشرتَ فيديو مؤثراً فيه الكثير من الحزن والغضب والصدق تجاه ما يحصل في غزة؟
– وهذا ضروري بسبب المجازر الكثيرة واليومية في غزة.
وظهرتُ وتحدثت بشكل صادق وعفوي وما قلتُه في الفيديو أقوله وأدعو إليه منذ أكثر من 20 عاماً في المسرح، لأنني ضد السلاح والعنف والقتل، وقد عرضتُ مجموعة من الأفكار في فيديو كامل، ولكن الشاب الذي يساعدني قام بالمونتاج ونَشَرَ بعضاً منه، وهناك مواضيع أخرى لم ينشرها لأنّ الفيديو طويل جداً.
• كيف تتفاعل مع مشاهد قتْل الأطفال؟
– عندما أصل إلى هذه الفيديوهات، أتوقف عن مشاهدتها كلها لأنها قاسية وشنيعة جداً ولا يجوز أن يغذّي الإنسان دماغه وذاكرته بهذه الصور الخالية من الإنسانية، ولا أعرف كيف يمكن أن يكون الإنسان قادراً على إبادة البشر، ولكن يبدو أن الحيوان أكثر إنسانية من البشر، لأنه يَقتل من أجل أن يأكل فقط وليس لمجرد القتل.
ومن بين الأشياء التي قلتها أيضاً، إنه بدل صرف كل هذا المال على الحروب بالإمكان بناء المدارس والمستشفيات والبنى التحتية.
لا أعرف لماذا يقولون إن الكرة الأرضية مزدحمة بالسكان، لأنني عندما أكون في الطائرة أرى أنها خالية ولا أشاهد سوى البحار والمحيطات والجبال، وهنا أتساءل لماذا لا يقومون بتجهيز البنى التحتية بدل دفع المال على الحروب وشراء السلاح.
كما أشرتُ في مقطعٍ لم يُنشر إلى أن كل العالم يشعر بالحزن، وهنا يأتي دورنا كممثلين كوميديين لتخفيف الحزن والتوتر عن الناس رغم حزننا. وظيفة الفنان تسويق الفن والراحة النفسية للناس. والفن هو غذاء للروح، والسهر لا يعني عدم المبالاة.
الحياة صعبة من دون الحروب، فكيف يكون الحال بوجودها.
لذلك، على الإنسان أن يخفف عن نفسه كي يصمد ويستمر في ظل هذه الأوضاع الصعبة.
• بعدما أصبحت أباً لطفلة صغيرة هل تغيرتَ وصرتَ تخاف أكثر وتقلق أكثر؟
– لا شك في أن الأولويات تتغير. قبل أن أصبح أباً كنت عازباً وأتعب كثيراً بسبب السهر وعملي في الليل. كنتُ أحب الأطفال من بعيد ولم أكن أشعر بجمالهم وبراءتهم.
وبعدما أصبحتُ أباً لطفلة صغيرة، تغيّرت حياتي 180 درجة، وما كان يفرحني في الحياة لم يعد هو نفسه وصرتُ أحب وجود العائلة في حياتي لأنها تمنحني الحب والدفء والتوازن.
الأبوة بدّلتْ في طريقة تفكيري، فني، أولوياتي وقراراتي وأصبحتُ أكثر نضجاً وعاطفياً أكثر.
في السابق عندما كنتُ أجد طفلاً إلى جانبي في الطائرة كنتُ أهرب منه، بينما اليوم أبتسم له وألعب معه وصرتُ أتخيّل ابنتي في كل أطفال العالم.
• هل لمستَ التغيير في الرأي العام العالمي وحتى في آراء بعض الفنانين الأجانب؟ وما العامل الذي استجدّ في هذه الحرب وجعل مفاهيم جزء من العالم الغربي تتغيّر إلى حد ما؟
– هناك وعي أكبر عند الأجيال الصاعدة حول مشكلة فلسطين وإسرائيل في الشرق الأوسط، وهم اليوم أكثر وعياً إلى حد ما. الحروب في كل مكان.
وهناك حرب أوكرانيا، حرب أرمينيا، وغيرهما، ولكن فظاعة الحرب في غزة جعلت الناس يدركون أن هناك حقاً.
ولا شك في أن تأثير «السوشيال ميديا» كبير جداً ونحن في لبنان عشنا المجازر في السبعينات والثمانينات، ولكن الناس لم يتفاعلوا معنا لأنه لم يكن هناك «سوشيال ميديا» في ذلك الوقت.
ولكنها سيف ذو حدين، فهي من ناحية تنشر الإشاعات والأخبار الكاذبة، ومن ناحية أخرى تفضح ما يحصل. ولكنني لا أعتقد أن الوعي عند الرأي العام في الغرب يمكن أن يكون له تأثير كبير لأنهم يسمحون لهم بمساحة للتعبير عن مواقفهم، ولكن هذا قد لا يكون كافياً لقلب المقاييس، لأن المصالح الكبرى هي التي تتحكم بمصائر الشعوب.