صدى الارز

كل الأخبار
sadalarz-logo jpeg

زوروا موقع الفيديو الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
sada el arz logo

زوروا موقع البث المباشر الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

أرشيف الموقع
كل الفرق

ماذا سيبقى لنظام الأئمة في طهران بعد تساقط عناصر قوته واحداً تلو الآخر ؟

بقلم : شربل نوح - ناشر موقع صدى الارز | رغم كل التحليلات و النظريات التي نسمعها عن السياسات المستقبلية للإدارة الأميركية الجديدة في منطقتنا تبقى حقيقة واحدة لن يتخطاها أحد ... وحدها موازين القوى ستفرض كل الإتفاقات و تحولها الى واقع ملموس ( كل التسويات تأتي دائماً لترجمة موازين القوى على الأرض ) ... إنها حقائق التاريخ و المنطق و هي لا تتبدل ..

كلنا نعرف بأن نظام الملالي في طهران اعتاش سياسياً و شعبياً و منذ نشأته على مصدر أساسي واحد و نظرية رئيسية توازي بأهميتها أهمية وجوده و هي تصدير الثورة فماذا يعني تصدير تلك الثورة ؟

لقد قام هذا النظام بالأساس على مجموعة من الأفكار منها ما هو معلن و منها ما هو مضمر فما هي أهم تلك الأفكار التي تحولت الى عقيدته و علّة وجوده لاحقاً ؟

أولى تلك الأفكار المضمرة-المعلنة هي المظلومية التاريخية للمذهب الشيعي و الاستضعاف التاريخي له (من وجهة نظرهم طبعاً ) و هي الفكرة التي ساعدت كثيراً هذا النظام على التمكن من تحقيق موجة شعبية كبيرة جداً داخل إيران مؤيدة له عند نشأته و من ثم الإنطلاق الى بقاعٍ أخرى في المنطقة تحتوي على تواجد شيعي و تسويقها بين أبناء تلك المجتمعات لاجتذابهم و كسب عاطفتهم و تأييدهم .. فالعقائد الدينية و المذهبية عادة ما تكون جذابة خاصة في مناطق كمنطقتنا فماذا سيحدث لو أضفنا اليها موضوعاً شائكاً و حساساً قامت على أساسه أصلاً بعض المذاهب الدينية و غذيناه و أعدنا إحيائه بقوة و لو بعد عدة قرون ؟

ثاني تلك الأفكار و هي معلنة بشكل واضح و تستند جذورها الى المذهب نفسه هي “ولاية الفقيه” و التي لا مجال طبعاً للغوص فيها عميقاً في مقالنا هذا فلماذا لجأ النظام الإيراني الى تطوير العقيدة المذهبية الأساسية نحو أفكار جديدة كهذه ؟

ربما يكون الهدف الأساسي من ذلك هو تحويل نفسه الى مركز الجذب و القرار لكل تلك المجموعات التي دخل اليها في البلدان الأخرى و ما من طريقة أقوى و أفضل من الرابط العقائدي-المذهبي الذي ينتج طاعة عمياء للأتباع و هذا ما حصل تحديداً بعد تسويق نظرية ولاية الفقيه بشكل واسع بين شيعة العالم ، فقد تحول كثر من الشيعة الى أتباع لهذا النظام يتلقون التعليمات المباشرة منه و يطيعونه طاعة مطلقة رغم وجود مراجع شيعية أخرى و عقائد أكثر واقعية من ولاية الفقيه ، هذا النظام فعل كل ذلك من خلال إصدار الفتاوى المقدسة التي على الآخرين تنفيذها دون سؤال حتى .

ثالثا ً التمدد العملي أي سياسة الأذرع و هي فكرة معلنة أيضاً ربما أراد منها النظام أولاً إقامة خط دفاع بعيد المدى لنفسه لمحاولة استدراك الأخطار قبل وصولها اليه و ثانياً توسيع حدود دولته المذهبية الى حيث يتواجد من يعتقد أنهم شعب واحد في أراض مترامية الأطراف و مقسمة الى حدود و دول هو أصلاً لا يعترف بها .

يخطئ من يعتقد أن هدف إيران إعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية لأن النظام الذي يحمكها مبني على أساس ديني-مذهبي و لديه دولته الخاصة في صلب عقيدته و هي تختلف كلياً عن الإمبراطورية الفارسية المعروفة تاريخياً .

و يخطئ أيضاً من يعتقد بأن الأذرع الإيرانية في دول المنطقة هي كيانات منفصلة متحالفة مع النظام الإيراني ، تلك الأذرع هي ألوية تابعة مباشرة للقوة العسكرية المركزية لهذا النظام و هي جزء لا يتجزأ منها ترتبط عضوياً بها حتى لو كانت في “بلدان أخرى” هم لا يرونها بلداناً أصلاً ، هؤلاء لا يعترفون جميعاً سوى بأمتهم الدينية المتخيلة لذا لا وجود في عقولهم لحدود أو هويات مجتمعية أو دولتية أخرى ، هم يعتبرون وجودهم طبيعي و مترابط على أرض واحدة تابعة لهم فلا فصل بينهم و بين نظامهم المركزي في طهران ضمن هذه الأرض الواحدة لذا جميعهم يشكلون بطريقة أو بأخرى كتلة واحدة رأسها أو إدارتها في طهران .

الفكرة الأساسية الرابعة و التي هي مضمرة-معلنة تقوم على تجهيز الأدوات القوية التي تمكنهم من تأمين الاستمرارية الدائمة و الأبدية لوجود هذا النظام-الكيان بتطلعاته الدينية-المذهبية و أحلام بناء دولته الموعودة و تقويتها و سيطرتها على العالم بنهاية المطاف ، و عماد هذه النظرية-الفكرة هو امتلاك السلاح النووي الردعي .

أيضاً يخطئ كثيراً من يعنقد ان امتلاك إيران للسلاح النووي سيشكل خطراً أكبر بكثير على العالم من الدول التي تمتلكه الآن ، فإيران هدفها الأساسي اليوم امتلاك هذا السلاح لسبب ردعي و ليس هجومي و الهدف الأساسي من ذلك تأمين الحماية القصوى و المطلقة لنظامها و مشروعها و منع أي أحد من إسقاطه ، لقد أثبت هذا النظام أنه نظام براغماتي من الدرجة الأولى و ليس نظاماً انتحارياً و بالتالي و إن امتلك هذا السلاح فهو لن يستعمله سوى للأسباب التي ذكرناها و ليس لأي هدف آخر ( هدفهم من السلاح النووي هو تأمين شبكة أمان نهائية و دائمة لوجودهم و استمراريتهم ليتفرغوا لتحقيق مشروعهم الأكبر ، أي تخطي التهديد الوجودي لنظامهم للإنطلاق نحو المهام الأخرى ) .

في الواقع ماذا يحدث اليوم ؟

اليوم و بعد كل ما جرى خاصة في السنة الأخيرة نرى نظام الأئمة يخسر أذرعته واحداً تلك الآخر و يتقلص نفوذه السياسي و العقائدي و العسكري و تضيق مساحة سيطرته تباعاً و تدريجياً و ينكمش حجم دولته الفعلي الى حدودها الدنيا .

كيف يحصل ذلك ؟

يحصل كل هذا أولاً من خلال استفاقة و لو بطيئة و مقموعة أحياناً كثيرة لشعوب سيطر عليها لفترة طويلة هذا النظام باسم الأيديولوجيا و المظلومية و المذهب الخ .. و ما حصل في الانتخابات العراقية السابقة و الانتفاضة الشيعية هناك ليس سوى دليل حسي على ما نقول حتى لو قمعت و سرقت مكاسبها بالقوة ، و ما نسمعه همساً اليوم بين شيعة لبنان بعد النكبة الكبرى التي ألمت بهم و الأصوات الخافتة التي حتماً ستعلو لاحقاً بعد الخديعة التي تعرضوا لها سوى دليل آخر على بدء استفاقة تلك المجموعات .

ثانياً : فقدان الأذرع العسكرية نتيجة ما نراه من حروب انتحارية غير متكافئة و غير محسوبة و بتوقيت خاطئ أدت الى إنهاء وجود جزء كبير و أساسي من تلك الأذرع بشكل كلي أو جزئي في المنطقة .

بعد فقدان الأذرع و بدء الإستفاقة يكون النظام بدأ بخسارة نظريتين أساسيتين قام عليهما :

أولاً : تصدير الثورة بالفكر و العقيدة و التي بدأت تتلمس الشعوب و لو بطيئاً عقمها و عدم جدواها و فعاليتها و الأهم نتائجها الكارثية عليهم .

ثانياً : فقدان عناصر القوة العسكرية و خطوط الدفاع المتقدمة التي ساهمت بتثبيت تصدير الثورة الى تلك المجتمعات و ضبطها و تأطيرها و الأهم ترسيخ وجودها واستمراريتها خارج الحدود الإيرانية إضافة الى استعمالات متنوعة أخرى كتوجيه الرسائل عند الحاجة و الاستفادة من ذلك على طاولات مفاوضات الكبار .

عامل أخير ربما سيسهم عدم امتلاكه في سقوط النظام الإيراني أو انتهائه بشكله المعروف و هو الإجماع العالمي القوي على منع نظام الملالي من امتلاك السلاح النووي بأي شكل من الأشكال و الذي أخذ جرعة قوية مع وصول الإدارة الجمهورية الى البيت الأبيض بشخص دونالد ترامب العدو الأساسي للملالي و ما يعني ذلك من تشدد في هذا الملف …

نختم بتساؤل أساسي ربما سيجيب عنه القادم من الأيام :

إن خسر نظام الأئمة في طهران أذرعته القوية و بدأ بخسارة شارعه المؤدلج في الخارج و هو الخاسر أصلاً للشعب الإيراني بعد أن كشف حقيقته سريعاً و منذ زمن طويل، و إن خسر حلمه بمشروع نووي يثبّت أقدامه و يؤمن له شبكة أمان دائمة فماذا سيبقى له و على ماذا سيستمر ؟ تصدير الثورة انتهى للأسباب التي ذكرناها سابقاً و عناصر القوة تتساقط تباعاً واحداً تلو الآخر فما هو مصير هذا التظام بنهاية المطاف ؟ وحدها الأيام ستجيب عن كل التساؤلات .

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading